المقالات

أيُحكم العراق من البسطاء؟!


محمد رشيد القره غولي

تردد كثيرا على مسامعنا من قبل رئيس الوزراء و بعض قيادي حزب الدعوة،أن العراق لا يحكم من البسطاء، إشارة منهم إلى الشعب العراقي عموما. و كأنهم يقولون نحن النخبة التي عقمت نساء العراق أن ينجبن مثلهم. الحقيقة وجدنا أنفسنا نستذكر بعض أقوال المقبور صدام عندما قال انا من ألبستكم (النعال)، و هو أيضا يشير كما يشير البعض الآن أن العراقيين الذين يصلون إلى الحكم هم بالحقيقة ملائكة مرسلون و لا يوجد سواهم و باقي الناس بسطاء أي إنهم جهلة أو فاقدي الأهلية و لا بد من وصيٍ عليهم كما هو الحال اليوم حيث جعل أبطال الدعوة أنفسهم أوصياء على هذا الشعب المظلوم.و كأني أجد هذا المبدأ دائما ما يعشعش في رؤوس الكثيرين ممن يصلون إلى سدة الحكم و القيادة و لا نستطيع تسمية هذه التعابير التي يطلقونها بين الحين و الأخر إلا إنهم قد أصيبوا بجنون العظمة التي أصابت صاحبهم ـ صدام المجرم ـ من قبل و رائحة الوصاية التي تفوح من خطاباتهم لا تبشر بخير ما لم يقف صاحبها عند حده و يعرف حجمه و انه موظف في الدولة يتقاضى راتبه من خزينة الدولة حاله حال أي موظف و أي شخص ينتمي إلى هذا البلد.كما يجب أن يفهموا أن أي تقصير أو إخفاق في أدائهم يجب أن يحاسبوا و أن يستبدلوا بأشخاص آخرين قد يكونون أكفئ منهم. و ألاحظ و الكثيرون معي أن الحكومة اليوم باتت تتخبط في أدائها علاوة على تصريحاتها البائسة.كما أن الأحزاب التي ينتمون إليها فاحت منها رائحة كريهة بسبب تصرفاتهم و بياناتهم التي نقراها يوميا، و لابد أن نستشهد ببعض الأمثلة، فخذ مثلا ائتلاف العراقية عندما يصدرون بيانا لطرد احد نوابهم و يذكرون السبب انه تعامل مع جهات معادية لهم، أي إنهم يوصمون شركائهم السياسيون بأنهم أعداء، ونحن هنا نريد أن تستقيم الأمور مع هؤلاء الأفذاذ، و بطل التيار الصدري يتقاتل في سبيل الوصول إلى منصة المؤتمر الصحفي مع شخصية لامعة أخرى من دولة القانون و يتبادلون الشتائم أمام الصحفيين و المشرفين على المؤتمر.فأي مستوى وصل إليه سياسينا و أي أخلاق منحطة بكل معنى الكلمة و لا انسى ذاك الذي يستهزأ بالعراقيين و يقول لهم سنوفر لكم كل ما تريدونه و الأخر يمنح الشعب خمسة عشر ألف دينار عراقي تعويضا عن الحصة الغذائية. إنهم يحاولون حقا بهذه الأفعال إخفاء عجزهم و جهلهم في إدارة الملفات التي أصبح من المستحيل حلها.لكن نحن أيضا لا نستطيع تحملهم أكثر و لا بد من الإطاحة بهم و أن دفع العراق ثمنا باهظا لكي يعتبر كل من يريد أن يحكم العراق مستقبلا بان هناك شعبا لا يرضى بالظلم و الجور الذي مع الأسف يلمسه من أوصلهم إلى الحكم أكثر من معارضيهم، و أقول لشعبي أن البطون الجائعة اليوم لن تشبع أبدا و ستنهش بلحم العراق غدا ما لم نوقفهم و نبين لهم إننا لسنا بسطاء إلى تلك الدرجة التي يتخيلونها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مجهول
2011-02-26
عاشت ايدك وقلمك يابطل
سلوى البياتي
2011-02-26
تسلم ايدك يااخي والله مانطقت الا الصواب والله المعين ز
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك