المقالات

الفاشلون في الانتخابات

1071 21:39:00 2011-02-18

د.عصام التميمي

ما زال السياسيون في الدوله العراقيه يفكرون بمنطق الدكتاتوريه البغيظه ، وتكشف افعالهم عن سلوكهم بشكل جلي . وبين فتره واخرى تتجلى نزعتهم نحو الاستبداد من خلال تصريحاتهم. ولا يكتفون بذلك بل يقومون باستفزاز الاطراف الاخرى المشاركه في العملية السياسيه بمنطقهم الاعوج.

بعد تصاعد موجة التظاهرات والمطالبات بالحقوق من قبل ابناء الشعب العراقي ، تعالت اصوات السلطويون بان من يقف وراء المطالبه بالحقوق ومحاربة الفساد هم "الفاشلون في الانتخابات" ، ومنطق الفاشلون والفائزون في الانتخابات برأينا هو منطق اعوج ، ويحتوي ضمنا على شتيمه مبطنه، فليس هناك في الانتخابات فاشل وناجح ، هناك تداول سلمي للسلطه فمن يفوز في هذه الدوره الانتخابيه الحاليه ربما يخرج في الدوره القادمه ، ومن ينجح في الانتخابات قد يفشل سريعا في اداره الدوله .

إن صعود طبقه سياسيه معينه الى السلطه من خلال انتخابات ، حتى لو كانت نزيهه ، ليس هو المحطه الاخيره للشعب ،ولا يمثل ضمانه لمن هم في السلطه بان الشعب راضٍ عنهم اذا لم يفوا بوعودهم التي قطعوها على انفسهم في فترة الانتخابات ولن ينخدع الشعب بدوله يسوسها رجال مخادعون يتنصلون عن وعودهم حالما يصلون الى السلطه ويهملون ابسط متطلبات حياة الناس في العيش الكريم ، فلا ماء ولا كهرباء ولا خدمات بلديه ولا شوارع بل اوحال في اوحال وحياة مطينه بالطين. وكانت تجربة السنوات الماضيه منذ السقوط لحد الان ، تجربه مريره لشعب شبع من الوعود الكاذبه حتى ما عاد يثق بالطبقه السياسيه الحاكمه. وهنا نورد قول القاضي الامريكي لويس براندايس " اذا حان وقت لفضح الكذب والمغالطات عن طريق النقاش ، وتحاشي الشر بعمليات التوعيه ، فأن العلاج اللازم يكون بالمزيد من الكلام لا فرض الصمت".ان الوعود الانتخابيه هي عقد غير مكتوب بين الناخب والمنتخب ، فاذا تنصل عنها النواب او من انتدبوهم لادارة الدوله ، كان على الناخبين من جهتم ان يكونوا في حلٍ مِن مَن انتخبوهم وان يعملوا على اسقاطهم بكافة الوسائل السلميه. ان من حق من "يفشل في الانتخابات" ان يصبح معارض لمن هم في السلطه ويجتذب المؤيدين والانصار له وينظمهم ، وينتقد السياسات المتبعه ويسلط الضوء على كل فشل صغير او كبير. وليس من حق الحكومه ان تحرم الناس من حقوقها في التعبير السلمي عن مطالبها وفي معارضتها لاي ذريعه كانت.ان تحرم الحكومه اي فئه من حقوقها حتى اولئك الذين فشلوا في الانتخابات ، فأن حقوق جميع العراقيين تصبح في خطر. وغالبية ابناء الشعب العراقي يؤمنون ان كافة المؤسسات فاسده احتمالياً ، رغم تاكيدات اطراف متعدده معنيه بالكشف عن الفساد انها فاسده فعلياً ، وبان من المحتمل فساد او أفساد كافة السياسيين بواسطه الاغراء المباشر والملموس لمال الدوله " او المواطنين" السائب الذي لا رقيب له ، يقول المثل " المال السائب يعلم السرقه" ، واصبح الان جليا ان لا احد قد تم محاسبته في دوله تمتلك هذا الحجم من الفساد، رغم ان السياسيين يغمضون طرفهم ويدعون ان لا فساد ، لكن ذلك لن يمنع الفساد ولن يقنع الشعب بان لا فساد، ان الشعب مثل الطفل يحس بالاشياء والحاجات حتى وان لم يدركها. وبرأينا فأن الاغراء الاشد خطرا الاعتقاد بالاستقامه الذاتيه الناتج عن اعتقاد من في السلطه بان ما يريدون عمله هو الشئ الصحيح الواجب عمله حتى لو كان ذلك يتعارض مع مبادئ الديمقراطيه ونصوص الدستور ويتعارض مع ما يرغبه قطاع واسع من الشعب ، ويقنعوا انفسهم ان فوزهم في الانتخابات يبرهن ثقه الشعب بهم وهو اعتقاد خاطئ. وفي حقيقه الامر فانهم لم يحوزوا الا على ثقه فئه من الشعب في لحظه زمنيه معينه والتي ربما انقلبت عليهم بعد حين عندما تجدهم غير اهل لذلك. ان الاعتقاد بالاستقامه الذاتيه واعتبار املاك الدوله املاك خاصه يمهد الطريق لعمليات نهب وسرقه منظمه دون الشعور باللصوصيه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك