المقالات

الفاشلون في الانتخابات


د.عصام التميمي

ما زال السياسيون في الدوله العراقيه يفكرون بمنطق الدكتاتوريه البغيظه ، وتكشف افعالهم عن سلوكهم بشكل جلي . وبين فتره واخرى تتجلى نزعتهم نحو الاستبداد من خلال تصريحاتهم. ولا يكتفون بذلك بل يقومون باستفزاز الاطراف الاخرى المشاركه في العملية السياسيه بمنطقهم الاعوج.

بعد تصاعد موجة التظاهرات والمطالبات بالحقوق من قبل ابناء الشعب العراقي ، تعالت اصوات السلطويون بان من يقف وراء المطالبه بالحقوق ومحاربة الفساد هم "الفاشلون في الانتخابات" ، ومنطق الفاشلون والفائزون في الانتخابات برأينا هو منطق اعوج ، ويحتوي ضمنا على شتيمه مبطنه، فليس هناك في الانتخابات فاشل وناجح ، هناك تداول سلمي للسلطه فمن يفوز في هذه الدوره الانتخابيه الحاليه ربما يخرج في الدوره القادمه ، ومن ينجح في الانتخابات قد يفشل سريعا في اداره الدوله .

إن صعود طبقه سياسيه معينه الى السلطه من خلال انتخابات ، حتى لو كانت نزيهه ، ليس هو المحطه الاخيره للشعب ،ولا يمثل ضمانه لمن هم في السلطه بان الشعب راضٍ عنهم اذا لم يفوا بوعودهم التي قطعوها على انفسهم في فترة الانتخابات ولن ينخدع الشعب بدوله يسوسها رجال مخادعون يتنصلون عن وعودهم حالما يصلون الى السلطه ويهملون ابسط متطلبات حياة الناس في العيش الكريم ، فلا ماء ولا كهرباء ولا خدمات بلديه ولا شوارع بل اوحال في اوحال وحياة مطينه بالطين. وكانت تجربة السنوات الماضيه منذ السقوط لحد الان ، تجربه مريره لشعب شبع من الوعود الكاذبه حتى ما عاد يثق بالطبقه السياسيه الحاكمه. وهنا نورد قول القاضي الامريكي لويس براندايس " اذا حان وقت لفضح الكذب والمغالطات عن طريق النقاش ، وتحاشي الشر بعمليات التوعيه ، فأن العلاج اللازم يكون بالمزيد من الكلام لا فرض الصمت".ان الوعود الانتخابيه هي عقد غير مكتوب بين الناخب والمنتخب ، فاذا تنصل عنها النواب او من انتدبوهم لادارة الدوله ، كان على الناخبين من جهتم ان يكونوا في حلٍ مِن مَن انتخبوهم وان يعملوا على اسقاطهم بكافة الوسائل السلميه. ان من حق من "يفشل في الانتخابات" ان يصبح معارض لمن هم في السلطه ويجتذب المؤيدين والانصار له وينظمهم ، وينتقد السياسات المتبعه ويسلط الضوء على كل فشل صغير او كبير. وليس من حق الحكومه ان تحرم الناس من حقوقها في التعبير السلمي عن مطالبها وفي معارضتها لاي ذريعه كانت.ان تحرم الحكومه اي فئه من حقوقها حتى اولئك الذين فشلوا في الانتخابات ، فأن حقوق جميع العراقيين تصبح في خطر. وغالبية ابناء الشعب العراقي يؤمنون ان كافة المؤسسات فاسده احتمالياً ، رغم تاكيدات اطراف متعدده معنيه بالكشف عن الفساد انها فاسده فعلياً ، وبان من المحتمل فساد او أفساد كافة السياسيين بواسطه الاغراء المباشر والملموس لمال الدوله " او المواطنين" السائب الذي لا رقيب له ، يقول المثل " المال السائب يعلم السرقه" ، واصبح الان جليا ان لا احد قد تم محاسبته في دوله تمتلك هذا الحجم من الفساد، رغم ان السياسيين يغمضون طرفهم ويدعون ان لا فساد ، لكن ذلك لن يمنع الفساد ولن يقنع الشعب بان لا فساد، ان الشعب مثل الطفل يحس بالاشياء والحاجات حتى وان لم يدركها. وبرأينا فأن الاغراء الاشد خطرا الاعتقاد بالاستقامه الذاتيه الناتج عن اعتقاد من في السلطه بان ما يريدون عمله هو الشئ الصحيح الواجب عمله حتى لو كان ذلك يتعارض مع مبادئ الديمقراطيه ونصوص الدستور ويتعارض مع ما يرغبه قطاع واسع من الشعب ، ويقنعوا انفسهم ان فوزهم في الانتخابات يبرهن ثقه الشعب بهم وهو اعتقاد خاطئ. وفي حقيقه الامر فانهم لم يحوزوا الا على ثقه فئه من الشعب في لحظه زمنيه معينه والتي ربما انقلبت عليهم بعد حين عندما تجدهم غير اهل لذلك. ان الاعتقاد بالاستقامه الذاتيه واعتبار املاك الدوله املاك خاصه يمهد الطريق لعمليات نهب وسرقه منظمه دون الشعور باللصوصيه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك