المقالات

من ميدان طهران إلى ميدان القاهرة

1337 13:46:00 2011-02-13

عباس المرياني

بين طهران والقاهرة مسافة واسعة وشاسعة من الجبال والبحار والمشاكل العالقة منذ أيام انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة العظيم الراحل الإمام الخميني واستقالة شاه إيران المخلوع ونزوله ضيفا مكرما في ارض الكنانة ووقوف مصر بكل تاريخها وغرورها مع نظام البعث المخلوع في حربه ضد الجارة إيران والتي استمرت طوال ثمانية سنوات أحرقت الحرث والنسل.ولم يتوقف توسع الفجوة الدبلوماسية والسياسية والعقائدية بين الدولتين فمصر حسني مبارك نظام علماني متمرد على القيم الإسلامية وعميل سوبر ستار عند الأمريكان وصديق وفي وودود للصهاينة ومعادي في كل الأوقات ومرعوب حد الهوس من الهلال الشيعي القادم من الشرق.على العكس من كل ذلك إيران الدولة الإسلامية الفتية بنشأتها العميقة بعقيدتها وتشيعها وتاريخها وعدائها لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل.والأكثر من كل هذه المتناقضات التي تفرق بين الاثنين عوامل التحميل الخارجي والإقليمي التي تمكنت من تعميق الفجوة بين البلدين فمصر العروبة بعمقها العربي وثقلها الممتد من تزاوجها مع حلفائها لا تقبل ان يكون لها منافس في المنطقة العربية والشرق الأوسط خاصة وان شرق أوسط عربي بدون منافسة من إيران أفضل بكثير من شرق أوسط مرعوب من الهلال الشيعي واحتمالية التمرد على القوى الخارجية وإسرائيل ..كما ان إسرائيل جربت الصراع مع العرب واستطاعت ان تكسر شوكتهم في كل منازلة وفي نهاية المطاف فان مصر رأس الرمح في المنطقة من أفضل الأصدقاء والحلفاء للأمريكان والإسرائيليين وبينهم من المواثيق والعهود مالم توقعه الدول العربية بينها.كما ان الإعلام الغربي نجح في توصيف إيران ونجاح الثورة الإسلامية فيها بالمصدرة للثورة الشيعية وولاية الفقيه وسخرت من اجل ذلك الأموال والشعوب والحروب.اليوم وبعد أكثر من ثلاثين سنة على نجاح الثورة الإسلامية في إيران يخرج ملايين الإيرانيين الى ميدان طهران للاحتفال بذكرى انتصار الثورة الاسلامية وصمودها ضد كل المؤامرات الداخلية والخارجية في المقابل يخرج ملايين المصرين الى ميدان القاهرة للمطالبة بإسقاط حكومة مبارك المترنحة تلاشت معها كل المسافات التي صنعها الاستكبار العالمي وصدق بها وأرادها الخانعين والمجرمين والعملاء.الانتفاضة الشعبية في مصر ستطيح بكل الاتفاقيات السياسية والاقتصادية الموقعة من قبل مبارك مع أمريكا وإسرائيل ولن تتمكن أمريكا من فرض خياراتها على واقع الثورة الشبابية رغم تخليها عن صديق الأمس العزيز في محاولة منها لسباق الزمن ووضع قدم في المرحلة اللاحقة.وقد يكون أكثر خسارة من أمريكا في المنطقة من سقوط نظام مبارك هي الأنظمة العربية التي لم تترك لها مجالا للتراجع عن مواقفها السابقة ضد إيران والاعتماد الكلي على مصر في مواقفها السابقة.بدون ادنى شك سيكون العراق وايران فرس الرهان في الشرق الأوسط للمرحلة القادمة وعلى جميع من اساء وتنكر لمنطق الحق ان يعود الى بيت الطاعة ولن تكون مصر شرطي المنطقة في قادم السنوات المقبلة حتى تتمكن من إيجاد قوة اقتصادية تعينها على حل مشاكلها الكبيرة والتي لن تنتهي برحيل مبارك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد التميمي
2011-02-16
اخي الكاتب العزيز استغرب منك ومن المقارنه التي ذكرتها الثوره التونسيه والمصريه كان الجيش حامي للشعب وليس للسلطه اما في ايران والعراق سابقا وحاليا فالجيش مع من بيده السلطه ارجوا منك التمعن بما تكتب وتحياتي لبراثا ومنبرها الحر
عماد العوادي
2011-02-15
الى الأخ مغترب وليس دفاعا عن صاحب المقال -- هو يقصد ان الحكومات العربية فشلت في تحقيق اي انتصار على الصهاينة بل العكس وهذا صحيح اما الأنتصار الذي حققه حزب الله فهذا لايندرج تحت انتصارات الحكومات العربية كما تعلم بل العكس الحكومات العربية مازالت حتى اليوم لاتعترف به كأنتصار وتسميه مغامرة مثلا مصر مازالت حتى اليوم تحتجز عدد من مقاتلي حزب الله تحت ذريعة تهديد امن الدولة ولا اعلم اذا كانت مصر تعني الكيان الصهيوني
مغترب
2011-02-14
كاتب المقال يقول....إسرائيل جربت الصراع مع العرب واستطاعت ان تكسر شوكتهم في كل منازلة ...... هذه ليست حقيقة العرب ايضا كسروا شوكة اسرائيل في لبنان هل انت فعلا عربي ام تحمل اسما عربيا
الدكتور شريف العراقي
2011-02-13
وقف قادة جيش تونس ومصر مع الشعب ولكن قادة جيش صدام قتل 300 الف شهيد عام 1991 فاللعنة على صدام وقيادة جيشه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك