( بقلم : قاسم البصري )
ولد المالكي (نوري كامل) عام 1950 في قضاء الهندية ( طويريج) التابع لمحافظة كربلاء (110 كم جنوب بغداد). عشيرة (بني مالك) من العشائر العربية والعراقية الاصيلة التي يرجع نسبها الى الفارس الشهير مالك الاشتر النخعي، أنتشرت (بني مالك) في اليمن والحجاز وأعداد كبيرة منهم تسكن محافظات العراق كالعمارة والبصرة والكوفة والهندية. كان جده العالم الديني والشاعر "ابو المحاسن" أحد قادة ثورة العشرين ووزيراً للمعارف في العهد الملكي سنة 1923.متزوج وله ولد وأربع بنات.أكمل تعليمه الجامعي في كلية أصول الدين في بغداد وحصل على شهادة الماجستير في اللغة العربية من جامعة صلاح الدين.
أنضم الى حزب الدعوة الإسلامية عام 1968 ويشغل فيه منذ سنوات موقع عضو المكتب السياسي.يُعد حزب الدعوة الإسلامية واحداً من أقدم الحركات الإسلامية الشيعية في العراق، إذ تأسس عام 1957 على يد المفكر الإسلامي الشهيد محمد باقر الصّدر وثلة من العلماء والمثقفين، تعرض هذا الحزب لحملة قمع قاسية في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات بعد تصاعد نشاطه وعملياته ضد النظام السابق، كان أبرزها القرار الصادر في سنة 1980 (الفريد من نوعه في تأريخ القوانين والعقوبات) والقاضي بأعدام كل من ينتمي أو يروج لحزب الدعوة الإسلامية أو أفكاره.. وبأثر رجعي!! وهو ما دفع بالمالكي والكثير من كوادر الحزب وقيادته لمغادرة العراق بعد الإجراءات التعسفية التي أتخذها النظام البائد ضد كل مناوئيه ومعارضيه، وكانت المحطة سوريا في عام 1980 قبل بدء الحرب العراقية - الإيرانية. تسلم مسؤولية مكتب حزب الدعوة الإسلامية في دمشق والذي كان يعد أحد ثلاث مكاتب معلنة للحزب في الخارج، أنيطت له مسؤولية العمل النضالي للحزب داخل العراق، وقد تعرض لمحاولات إغتيال عديدة.ساهم مساهمة فعالة في مؤتمرات المعارضة العراقية التي أقيمت في الخارج، وأختير مقرراً ومتحدثاً لمؤتمر المعارضة الذي عقد في بيروت سنة 1991.
يعتبر من المناضلين في حزب الدعوة الإسلامية الذين ساهموا في ثبات الحزب في فترة النضال ضد الدكتاتورية، ومن الذين عملوا على بقاء قرار الحزب بعيداً عن التأثيرات الأقليمية والخارجية. عاد الى العراق مباشرة بعد سقوط النظام البائد في إطار محاولة من الحزب لإعادة ترسيخ وجوده على الساحة السياسية بعد سنوات من العمل بشكل سري.شغل منصب نائب رئيس "هيئة اجتثاث البعث" التي شُكلت أواخر عام 2003، إضافة للعديد من المناصب منها رئاسة "لجنة الأمن والدفاع" في الجمعية الوطنية العراقية والناطق الرسمي والإعلامي باسم "الائتلاف العراقي الموحد"، وهو من الذين عملوا بقوة من أجل سن "قانون مكافحة الإرهاب" في البرلمان العراقي، إضافة الى أنه كان من المساهمين الفاعلين في لجنة صياغة الدستور العراقي الجديد، ويعد من الذين يقاتلون وبشدة على تثبيت القانون وأنه فوق الجميع.برز المالكي كشخصية ثانية بعد الدكتور الجعفري وشخصية سياسية لاتخلو وسائل الأعلام من تصريحاته اليومية، مما كسب معرفة الشارع العراقي به وبمواقفه وبمواقف حزبه.يمتاز بشخصية "برغماتية" ويجيد العمل بسياسة "الجسور الممدودة" مع أطراف العملية السياسية، يمتاز بالصراحة في حواراته ومواقفه والتي يعدها البعض نقطة ضعف تحسب عليه، في حين يراها البعض الآخر أيجابية له.الذين عملوا أو تعاملوا معه يؤكدون أنه من السياسين القلائل الذين يلتزم بالثوابت والوعود، وعندما يتفق مع طرف على قضية ما فأنه يسعى الى تطبيقها بدون مناورات للتنصل عنها. ويصفه الكثير ممن عاش معه بالتواضع ومساعدة الاخرين والتواصل معهم، أضافة الى البساطة في طريقة معيشته وعدم التكلف في أسلوب العيش.
أمام نوري كامل المالكي رئيس الوزراء العراقي الجديد مسؤوليات كثيرة وكبيرة تتمثل في كيفية أعادة الآمن والأستقرار وأنهاء الصراع الطائفي، كما سيواجه المالكي أرثا من الفساد والبطالة وتعطل مشاريع الأعمار ومشاكل قد تحتاج لحلها فترة أطول من الأربع سنوات المقررة لتوليه هذا المنصب، لكن ظافر العاني المتحدث باسم جبهة التوافق العراقية قال إن الجبهة ستتعاون مع المالكي بغرض تشكيل حكومة وطنية حقيقة قادرة على مساعدة العراق على الخروج من الأزمة الحالية.كما صرح اياد السامرائي المسؤول البارز في جبهة التوافق العراقية الكتلة الرئيسية للعرب السنة انهم جلسوا مع المالكي لفترات طويلة ويشعرون بأن لديه عزما شديدا على معالجة المشكلات التي تواجه العراق.قاسم البصري
https://telegram.me/buratha