المقالات

حديثو نعمة أم كافرون بها....


محمد رشيد القره غولي

حديثو نعمة أم كافرون بها....

الحال الذي وصل إليها الواقع العراقي في جميع مجالات الحياة، واقع ليس بذاك الطموح الذي تأملناه بعد سقوط الطاغية و تركه لملفات تحتاج إلى سنين لحلها. و لم يكن بالطموح المرتجى لان أصحاب السيادة لم يحلوا أي ملف من تلك الملفات الداخلية، و أن حلت بعض الملفات الخارجية و التي ساهم في حلها بعض الدول التي كان العراق له معها بعض المشاكل المادية. فخلال الفترة الماضية رأينا كيف تفردت بعض الأحزاب للهيمنة على المناصب السيادية و غير السيادية، و ساروا على نفس الطريق الذي سار عليه حزب البعث، و الذي كان لهم العدو الذي لا بد من إطاحته. أما الأحزاب التي خرجت من نفس ذاك الرحم الذي خرج منه البعث فليس لنا أي عتاب معها، لأنها لم تقف موقف الضد من مفاهيمه. لكن تلك الأحزاب التي كما تدعي إنها عانت من ذاك النظام و اليوم تتجه سياساتها الوصولية على نفس المنوال البغيض الذي سار عليه صدام و جلاوزته، هذا الشئ غير مقبول بتاتا. هل الوصول إلى السلطة كفيل في تغير مبادئ تلك الأحزاب التي تدعي إنها إسلامية و ترمز لنفسها تلك الشعارات الرائعة و التي أصبحت فيما بعد مجرد لقلقة لسان لا تغني من فقر. إنني أصور تلك الوجوه التي تخرج علينا من مختلف الأحزاب بأنها و جوه لم تعرف النعمة قط بل كانوا بطونا جائعة تنتظر أي فرصة لتكون مملوءة حتى و لو كانت على أساس القيم و المبادئ، فهم في تصوري مصداق لقول الإمام علي (ع) حيث قال ((و لا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت فان الشح فيها باق)).فلن نطلب خيرا منكم بعد اليوم يا أصحاب السيادة و انتم تتربعون على خيرات العراق و ترمون فتات ما تنهبون إلى شعب أوصلكم إلى السلطة ظنا منه إنكم أنصاره و اليوم تجازونه بأبشع الصور، فذاك يتقاتل على المنصب و ذاك يسرق من قوت الشعب و ينعم بها خارج العراق و من حوله يغضون النظر عنه لأنهم سائرون على طريقه و الأخر يستحدث الوزارات و الأخر ليخفي فشله يعطي الأسر العراقية 15 ألف دينار و الأخر يضع جدولا من الوعود لم يفي بواحدة منها و الأكثر ظلما إنهم ينعتوا هذا الشعب بان له أجندات خارجية تسيره. إلا تستحون؟!. هذه الدماء التي تجري كل يوم أمام أنظاركم، الم تحرك شيئا من ضمائركم التي قتلتها الأموال السحت التي تسرقونها. فليعذرني القارئ فإننا لم نرى وقاحة كالتي نراها اليوم، فبمجرد ثلاث أو أربع مناصب وزارية يستغرق لتشكيلها نحو سنة منذ إعلان نتائج الانتخابات و لم تحل إلى يومنا هذا،بعد ذلك الصراع الذي دام لأشهر لتشكيل الحكومة. أي عار عليكم انتم يا من تقودون البلد و الذي سيذكره التاريخ حتما في صفحة سوداء لا تتشرف بها الأجيال القادمة. و أي مصيبة أوقع شعبنا نفسه باختياركم. اليوم أن تعلمنا الدرس علينا أن نسعى لتغير هذا الواقع المقرف و هذه الصور البشعة التي تظهر علينا بين الحين و الأخر عبر شاشة التلفاز، فقد كرهنا حتى النظر إليكم لأنكم وعدتم شعبنا و لم توفوا بوعودكم، فانتم حقا مجموعة ينطبق عليها القول ـ حديثو نعمة و كافرون بها ـ و الأيام القادمة ستكشف بشاعة صوركم و أجنداتكم الخارجية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك