المقالات

الاصغاء لمطالب الجمهور قبل استفحال الامور

696 15:00:00 2011-02-08

ابراهيم احمد الغانمي

يعترض بعض السياسيين على المظاهرات الجماهيرية التي خرجت وتخرج في عدد من المحافظات مطالبة بتحسين الواقع الخدمي وتخفيف معاناة الناس والايفاء بالوعود والعهود التي قطعتها الحكومة على نفسها في اوقات سابقة.مرد اعتراض هؤلاء السياسيين هو ان الحكومة الجديدة مازالت في بداية الطريق ومن غير الصحيح تحميلها اكثر من المعقول قياسا الى الفترة الزمنية القصيرة لبدء عملها. وكذلك فأن هؤلاء السياسيين يعتبرون ان وراء تلك التظاهرات مؤامرات تهدف الى تكرار السيناريو التونسي والسيناريو المصري في العراق.وهناك اعتراضات ومؤاخذات اخرى على التظاهرات، اغلبها، بل جميعها غير واقعية.ولكن اليس من الاجدر التساؤل اولا عن المغزى والدوافع الحقيقية للتظاهرات؟.هذا ما يجيب عليه عدد من البرلمانيين العراقيين.فالنائب عن كتلة التحالف الكردستاني محمود عثمان حمل الحكومة والبرلمان والكتل السياسية مسؤولية انعدام الخدمات والبطالة وعدم توزيع مفردات البطاقة التموينية وتوفير الامن ونهب الثروات.اما النائب المستقل صباح الساعدي فيقول ان على الحكومة ان تعي ان من يكبت الشعب العراقي ويقيد حرياته في المطالبة بحقوقه سوف يكون مصيره مصير الحكام الذين اطاحتهم شعوبهم رغم رجودهم في السلطة لاكثر من ثلاثين عاما، وان الذي يجعل الشعب ينتفض هو عدم تقديم الخدمات وعدم حصول المواطن على حقوقه.وتجدر الاشارة الى ان عناصر عسكرية وامنية تابعة للحكومة كانت قد تصدت للمتظاهرين في قضاء الحمزة الشرقي بمحافظة الديوانية ومناطق اخرى بالاسلحة وتسببت بأستشهاد واصابة عدد منهم، وهذا ما عمق مشاعر الغضب والاستياء وتصاعد الاصوات الداعية الى احترام حقوق المواطن في التعبير عن ارائه وطرح مطالبه من خلال التظاهرات والاحتجاجات السلمية.وبنفس السياق تقول النائبة في القائمة العراقية ميسون الدملوجي انه لاتوجد في البلد سياسات استراتيجية او حتى اولويات فضلا عن انعدام الرقابة على المسؤولين ، وان الوزارات والمؤسسات الحكومية لم تقدم حسابات ختامية منذ عام 2004 ، وهذه اشارة الى استشراء الفساد الاداري والمالي في مختلف مؤسسات الدولة، وبالتالي انعكاسه على واقع الخدمات المقدمة الى المواطن.اما النائب عن التحالف الوطني العراقي السيد محمد الصيهود فيقول ان مليارات الدولارات في موازنات النفقات الاستثمارية منذ عام 2003 وحتى الان كانت في ايد غير امينة ولم تعالج التركة الثقيلة من انعدام البنى التحتية وسوء الخدمات وتفشي البطالة والفساد. في ذات الوقت يشير الصيهود الى ان التظاهر حق مكفول دستوريا ولكن المطالبة بأسقاط الحكومة شيء والاحتجاج على تردي الخدمات شيء اخر.وبنظرة سريعة تبدو اراء ووجهات نظر السادة النواب الذين استعرضنا بأقتضاب جانبا منها اكثر واقعية من اعتراضات زملاء ورفاق لهم اما تحت قبة البرلمان في ضمن التشكيلة الحكومية او في أي مكان اخر.لاينبغي الدفاع عن اخاك ظالما او مظلوما مثلما يقولون، وكذلك لاينبغي ان تفهم كل صيحة احتجاج او تذمر واستياء على واقع خاطيء بأنه استهداف للدولة ومؤامرة عليها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك