المقالات

كيف ستبنى الدولة؟

780 22:53:00 2011-02-07

عبدالله الجيزاني

ربما تناول اهل الاختصاص كثيرا الخطوات الناجعة لبناء الدولة بالاستناد على تجارب ونظريات عالمية،وايضا تحدث اقطاب العملية السياسية في العراق في السلطتين التنفيذية والتشريعية عن امال وطموحات وتصورات لبناء الدولة،خاصة في ظل الدستور الذي فصل بين السلطات الثلاثة،وايضا في ظل هذا الدستور الذي اعتبر العراق بلد اتحادي يتشكل من حكومات اقليمية ،تتمتع بالفصل بين سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية،اضافة للحكومة المركزية التي هي الاخرى تعمل على اساس الفصل بين سلطاتها الثلاثة،وهناك قوانين تمنح كل من الحكومات الاقليمية والحكومة المركزية سلطاتها وتمنع اي تشابك في الصلاحيات،وكل هذا في الجانب النظري جميل،ويفتح الابواب واسعة لتشكل الدولة الحلم بالنسبة للشعب الذي قضى سنوات من عمرة وهو يحلم بدولة يحكمها القانون ،ويحدد الحقوق والواجبات فيها،لينال فيها كل اسنحقاقة ويؤدي واجبة دون منه او مكرمة من احد،لكن للاسف التطبيق العملي في هذه الدولة تحول الى عامل معطل كبير والسبب ان السلطات تشابكت فيما بينها،ولم تعرف كل سلطة واجباتها وصلاحياتها،وهذا الامر اتضح بجلاء بين السلطتين التشريعية الممثلة بالبرلمان في الحكومة المركزية ومجالس المحافظات في الاقاليم او المحافظات الغير منتظمة بأقليم ،حيث اصبح بعض اعضاء مجلس النواب وبعض اعضاء مجالس المحافظات وكأنهم اوصياء على السلطة التنفيذية سواء في المركز او في المحافظات،ولهذا اصبح الكثير من الموظفين في المواقع القيادية يعانوا الامرين من تصرفات هذا البعض،والسبب ان الموظفين القياديين ملزمين بتعليمات واوامر وسياقات ادارية عليهم العمل بموجبها كي تسير امور دوائرهم،وتنجز الاعمال المناطة بها،واذا بأحد اعضاء مجلس النواب او مجالس المحافظات،يتصل بهذا الموظف ويطلب منه تنفيذ امر(نقل موظف،او ترقيته،او....) خلاف كل هذه التعليمات،واذا اراد هذا الموظف القيادي الالتزام بسياقاته،فهو متهم وهو.. ولايجد من يحمية،ومن يريد ان يدقق عليه ان يسأل المدراء العامون في وزارة التربية مثلا،حيث ينقل احدهم ان دوامه الرسمي يقضي اكثر من ثلثه في استقبال اما هؤلاء السادة الاعضاء او معارفهم،ومعظم توصياتهم خارج السياقات والتعليمات،وقد روى قصص عجيبة غريبة من هؤلاء ومن بعض المسئولين في نفس الوزارة والأدهى من ممن يفترض ان يكونوا جهة رقابية لمتابعة تنفيذ التعليمات والاوامر،ووزارة التربية نموذج لما يحصل،لكون الامر شائع في كل دوائر الدولة،وفي ظل هذا هذا الامر،وعدم معرفة كل جهة صلاحياتها وحدود عملها كيف للدولة ان تبنى في العراق مع وجود(18)مجلس محافظة،معدل عدد اعضاء كل مجلس(30)عضو تقريبا،ليكون المجموع(540)عضو في المحافظات،اضافة ل(375)عضو مجلس نواب،اضافة لنفس العدد تقريبا من اعضاء مجالس المحافظات السابقين واركان المحافظة من المحافظ السابق ومعاونية ومدراء الدوائر السابقين والذي احيل معظمهم للتقاعد مع المحافظ(لاننا في بلد لاينظر للكفائة والنزاهة والقدرة بل ينظر للانتماء الحزبي)،والنواب السابقين والوزراء السابقين والوزراء الذي لم يحالفهم الحظ في الحصول على منصب وزاري،ناهيك عن مكاتب الاحزاب وقياداتها،اضف لكل هؤلاء اقربائهم حتى الدرجة الرابعة،والقلة القليلة من هؤلاء تعرف حدودها وتحرص على عدم التدخل في امور الدوائر ولاتؤمن بالواسطه،لكن للاسف تحول البعض الى دلالين لديهم دوام منتظم لمتابعة التوسط المجاني او مقابل ثمن في دوائر الدولة،واضف لهؤلاء اركان الوزارات،وعدم وجود حماية كافية للموظف القيادي في دوائر الدولة ،لايمكن ان نبني دولة،ونظن ان على الحكومة بكل سلطاتها ان تمنع منسوبها من هذه الممارسات،والزام اعضائها بمعرفة صلاحياتهم والتقيد بها فقط،كي تبنى الدولة،وتحترم التشريعات والقوانين،والا سيبقى العراق بلد بطيخ،وهذا غير مقبول،كون العراق الجديد بني وعبد طريق الوصول اليه بدماء الشهداء الطاهرة..............

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحاج رياض الزبيدي
2011-02-08
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الأستاذ عبد الله الجيزاني الموقر هذا ما كنا نخشاه من أن تتحمل الدولة إلى مقاطعات بل مناطقيات . عزيزي وأخي الكريم أبو زهراء الموقر مقالك يعالج مواضيع عدة ولو أخذ الإخوة من أبناء العراق بما تفضلت أنت به لما وصلنا إلى هذا الحال والواقع المزري. كما وإني أشد على أيادي كل من يدافع أو يدفع عن العراق الشر والبلاء . وكما أعتقد نحتاج إليكم أكثر من أي وقت مضى تكفينا ثلاثة عقود ونيف في الغربة ألم تحــن للنخيل الباسقات وكربلاء الحسين
زيــــــد مغير
2011-02-08
القانون أولا ً وأخيرا ً وتغيير في روتين الدوائر والأستعانة بالعلم والعلماء في كل المجالات هي من أهم الأسس التي تقوم عليها الدولة القوية .وكل هذه الأسس سهلة التطبيق ولكن كيف إذا كان في قادة الشعب بعض من أيتام بطيحان التكريتي !!!!!!!
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك