المقالات

كيف ستبنى الدولة؟


عبدالله الجيزاني

ربما تناول اهل الاختصاص كثيرا الخطوات الناجعة لبناء الدولة بالاستناد على تجارب ونظريات عالمية،وايضا تحدث اقطاب العملية السياسية في العراق في السلطتين التنفيذية والتشريعية عن امال وطموحات وتصورات لبناء الدولة،خاصة في ظل الدستور الذي فصل بين السلطات الثلاثة،وايضا في ظل هذا الدستور الذي اعتبر العراق بلد اتحادي يتشكل من حكومات اقليمية ،تتمتع بالفصل بين سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية،اضافة للحكومة المركزية التي هي الاخرى تعمل على اساس الفصل بين سلطاتها الثلاثة،وهناك قوانين تمنح كل من الحكومات الاقليمية والحكومة المركزية سلطاتها وتمنع اي تشابك في الصلاحيات،وكل هذا في الجانب النظري جميل،ويفتح الابواب واسعة لتشكل الدولة الحلم بالنسبة للشعب الذي قضى سنوات من عمرة وهو يحلم بدولة يحكمها القانون ،ويحدد الحقوق والواجبات فيها،لينال فيها كل اسنحقاقة ويؤدي واجبة دون منه او مكرمة من احد،لكن للاسف التطبيق العملي في هذه الدولة تحول الى عامل معطل كبير والسبب ان السلطات تشابكت فيما بينها،ولم تعرف كل سلطة واجباتها وصلاحياتها،وهذا الامر اتضح بجلاء بين السلطتين التشريعية الممثلة بالبرلمان في الحكومة المركزية ومجالس المحافظات في الاقاليم او المحافظات الغير منتظمة بأقليم ،حيث اصبح بعض اعضاء مجلس النواب وبعض اعضاء مجالس المحافظات وكأنهم اوصياء على السلطة التنفيذية سواء في المركز او في المحافظات،ولهذا اصبح الكثير من الموظفين في المواقع القيادية يعانوا الامرين من تصرفات هذا البعض،والسبب ان الموظفين القياديين ملزمين بتعليمات واوامر وسياقات ادارية عليهم العمل بموجبها كي تسير امور دوائرهم،وتنجز الاعمال المناطة بها،واذا بأحد اعضاء مجلس النواب او مجالس المحافظات،يتصل بهذا الموظف ويطلب منه تنفيذ امر(نقل موظف،او ترقيته،او....) خلاف كل هذه التعليمات،واذا اراد هذا الموظف القيادي الالتزام بسياقاته،فهو متهم وهو.. ولايجد من يحمية،ومن يريد ان يدقق عليه ان يسأل المدراء العامون في وزارة التربية مثلا،حيث ينقل احدهم ان دوامه الرسمي يقضي اكثر من ثلثه في استقبال اما هؤلاء السادة الاعضاء او معارفهم،ومعظم توصياتهم خارج السياقات والتعليمات،وقد روى قصص عجيبة غريبة من هؤلاء ومن بعض المسئولين في نفس الوزارة والأدهى من ممن يفترض ان يكونوا جهة رقابية لمتابعة تنفيذ التعليمات والاوامر،ووزارة التربية نموذج لما يحصل،لكون الامر شائع في كل دوائر الدولة،وفي ظل هذا هذا الامر،وعدم معرفة كل جهة صلاحياتها وحدود عملها كيف للدولة ان تبنى في العراق مع وجود(18)مجلس محافظة،معدل عدد اعضاء كل مجلس(30)عضو تقريبا،ليكون المجموع(540)عضو في المحافظات،اضافة ل(375)عضو مجلس نواب،اضافة لنفس العدد تقريبا من اعضاء مجالس المحافظات السابقين واركان المحافظة من المحافظ السابق ومعاونية ومدراء الدوائر السابقين والذي احيل معظمهم للتقاعد مع المحافظ(لاننا في بلد لاينظر للكفائة والنزاهة والقدرة بل ينظر للانتماء الحزبي)،والنواب السابقين والوزراء السابقين والوزراء الذي لم يحالفهم الحظ في الحصول على منصب وزاري،ناهيك عن مكاتب الاحزاب وقياداتها،اضف لكل هؤلاء اقربائهم حتى الدرجة الرابعة،والقلة القليلة من هؤلاء تعرف حدودها وتحرص على عدم التدخل في امور الدوائر ولاتؤمن بالواسطه،لكن للاسف تحول البعض الى دلالين لديهم دوام منتظم لمتابعة التوسط المجاني او مقابل ثمن في دوائر الدولة،واضف لهؤلاء اركان الوزارات،وعدم وجود حماية كافية للموظف القيادي في دوائر الدولة ،لايمكن ان نبني دولة،ونظن ان على الحكومة بكل سلطاتها ان تمنع منسوبها من هذه الممارسات،والزام اعضائها بمعرفة صلاحياتهم والتقيد بها فقط،كي تبنى الدولة،وتحترم التشريعات والقوانين،والا سيبقى العراق بلد بطيخ،وهذا غير مقبول،كون العراق الجديد بني وعبد طريق الوصول اليه بدماء الشهداء الطاهرة..............

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحاج رياض الزبيدي
2011-02-08
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الأستاذ عبد الله الجيزاني الموقر هذا ما كنا نخشاه من أن تتحمل الدولة إلى مقاطعات بل مناطقيات . عزيزي وأخي الكريم أبو زهراء الموقر مقالك يعالج مواضيع عدة ولو أخذ الإخوة من أبناء العراق بما تفضلت أنت به لما وصلنا إلى هذا الحال والواقع المزري. كما وإني أشد على أيادي كل من يدافع أو يدفع عن العراق الشر والبلاء . وكما أعتقد نحتاج إليكم أكثر من أي وقت مضى تكفينا ثلاثة عقود ونيف في الغربة ألم تحــن للنخيل الباسقات وكربلاء الحسين
زيــــــد مغير
2011-02-08
القانون أولا ً وأخيرا ً وتغيير في روتين الدوائر والأستعانة بالعلم والعلماء في كل المجالات هي من أهم الأسس التي تقوم عليها الدولة القوية .وكل هذه الأسس سهلة التطبيق ولكن كيف إذا كان في قادة الشعب بعض من أيتام بطيحان التكريتي !!!!!!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك