المقالات

الفصل الذي لابد منه

861 22:36:00 2011-02-06

احمد عبد الرحمن

لعل واحدة من ابرز عناصر ومقومات نجاح أي نظام سياسي هو مبدأ الفصل بين السلطات، التشريعية والقضائية والتنفيذية، وتوزيع المهام وتنسيق الادوار بما يضمن ويؤمن الحفاظ على النظام السياسي، ويجنب المنظومة الاجتماعية بأطارها العام والواسع الهزات والزلازل والصدمات الكبرى التي يمكن ان تفضي الى نتائج كارثية.وقوة النظام السياسي الديمقراطي وان بدا ضعفيا وهشا في بعض الاحيان، هو في وجود الدستور وفي مبدأ الفصل بين السلطات، وفي حرية التعبير.وضعف النظام السياسي الديكتاتوري الاستبدادي تكمن وان بدا قويا ومتماسكا في تركيز السلطات وغياب الدستور وغياب مبدأ حرية التعبير.وحينما نتحدث اليوم عن الوضع العراقي، والتجربة السياسية العراقية على وجه العموم، فأننا لابد ان نشير الى ان الاساس الذي ارتكزت واستندت عليه تلك التجربة يعد في سياقه العام صحيحا وان كان بحاجة الى مراجعات واعادة نظر مستمرة في بعض جوانبه، وهذا امر طبيعي جدا.في ذات الوقت فأنه لابد من العمل المستمر والمتواصل من قبل الجميع لكبح جماح التوجهات التي يراد منها تمدد أية سلطة على حساب السلطات الاخرى، أيا كانت مبرراتها ودواعيها، لانها في نهاية المطاف يمكن ان تؤسس لاوضاع خاطئة، ومثلما نحتاج الى سلطة تنفيذية قوية تتمتع بالكفاءة والنزاهة والحرفية والمهنية، بحيث تكون قادرة على حل ومعالجة المشاكل والازمات وتحقيق طموحات وتطلعات المجتمع، فأننا بحاجة الى سلطة تشريعية-رقابية قوية هي الاخرى، وتتمتع بالدينامية، بحيث تشخص مواضع القصور والتقصير بعيدا عن الاجندات والحسابات والمصالح الحزبية الضيقة، وتستطيع ان تضطلع بدورها الرقابي على كل مفاصل الدولة ومؤسساتها بما يساهم في التصدي لكل ظاهر ومظاهر الفساد الاداري والمالي، وانصاف المواطنين لاسيما الذين تعرضوا ويتعرضون للحيف والظلم والغبن، وتستطيع كذلك الاضطلاع بدورها التشريعي الحقيقي، بما من شأنه اصدار القوانين التي تعود بالنفع والفائدة على عموم ابناء الشعب، وتقليص الهوة بين المواطن العادي والمسؤول.والى جانب ذلك فأننا بحاجة الى سلطة قضائية، لايكون موقعها بمرتبة ادنى من السلطة التنفيذية او السلطة التشريعية-الرقابية، بحيث لاتكون احكام القضاء انعكاسا وحصيلة للمساومات والصفقات والمصالح السياسية.وقد لانبتعد عن الحقيقة اذا قلنا انه مازال هناك خللا بمقدار معين في توزيع الادوار وتنسيق المهام بين السلطات الثلاث وفق ما اقر الدستور، وهذا الخلل ربما كان احد اسباب بقاء بعض المشاكل والازمات دون حل حتى الان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك