المقالات

المحكمة الاتحادية والاجتهاد في مورد النص

1119 23:20:00 2011-02-04

المحامي فلاح العبودي

لاشك ان قرار المحكمة الاتحادية بربط الهيئات المستقلة بمجلس الوزراء لايمكن تفسيره الا انه اجتهاد في مورد النص فقد اجتهدت المحكمة خلافا لنص الدستور مما يخالف القاعدة الشرعية العامة التي تقول ( لا اجتهاد في مورد النص ) وهذا يرجع الى عدم وجود محكمة اتحادية عليا قائمة وفقا لشروط الدستور تتألف من خبراء في الفقه وفقهاء في القانون خصوصا في القانون العام وليس فقط لديهم خبره قضائية في القانون الخاص مما جعل المحكمة تقع في أخطاء فاحشة وقاتله تثير الحيره والاستغراب .والنص الدستوري الذي تم مخالفته هو نص المادتين 100 ، 101 من الدستور العراقي الدائم إذ ورد في المادة 100 النص التالي :-( تعد المفوضية العليا لحقوق الإنسان والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات وهيئة النزاهة، هيئات مستقلة تخضع لرقابة مجلس النواب، وتنظم إعمالها بقانون .) ونصت المادة 101 الفقرة أولا ( يعد كل من البنك المركزي العراقي، وديوان الرقابة المالية، وهيئة الإعلام والاتصالات ودواوين الأوقاف، هيئات مستقلة ماليا وإداريا، وينظم القانون عمل كل هيئة منها) .وقد جعل الرقابة على هذه الهيئات لمجلس النواب واستثنى من ذلك دواوين الأوقاف اذ ربطها بمجلس الوزراء حسب نص القرة الثالثة من نفس المادة اذ نصت (ترتبط دواوين الأوقاف بمجلس الوزراء) وهذه الفقره تدل على إن إرادة واضعي الدستور العراقي كانت تتجه الى جعل ارتباط الهيئات الأخرى بمجلس النواب عدا دواوين الأوقاف بالنص عليها صراحة فكيف يمكن والحال هذه الذهاب بالتفسير إلى ارتباط هذه الهيئات بمجلس الوزراء رغم وجود النص والاستثناءات عليه بالفقرة الثالثة من هذه المادة والمادة التي تليها وهي المادة 102 بارتباط مؤسسة الشهداء بمجلس الوزراء . فضلا عن ان مخاطبة المحكمة يجب أن تكون بقرار من مجلس الوزراء يصدر بالتصويت وليس من مكتب رئيس مجلس الوزراء أو حتى رئيس مجلس الوزراء نفسه ، اذ ورد في الفقرة الثالثة من المادة 91 من الدستور ما نصه ( ..... ويكفل القانون حق كل من مجلس الوزراء وذوي الشأن من الإفراد وغيرهم حق الطعن المباشر لدى المحكمة ) ,كما أن المحكمة لها اختصاصات تفسيرية وليست إنشاء مراكز قانونية وتشريعية تمنحها لسلطة من السلطات الثلاثة وتوزيع الصلاحيات كيفما تشاء خارج الدستور وبشكل مخالف لنصوصه .عليه فان اللوم يقع على عاتق مجلس النواب الذي تأخر في تشريع قانون المحكمة الاتحادية العليا استنادا للمادة 90 الفقرة ثانيا التي نصت هذه الفقرة (تتكون المحكمة الاتحادية من عدد من القضاة وخبراء في الفقه الاسلامي وفقهاء القانون ، يحدد عددهم وطريقة اختيارهم وعمل المحكمة بقانون يسن بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب ) مما فسح المجال لأشخاص غير مؤهلين وغير مختصين في القانون العام والشريعة الإسلامية لتفسير الدستور .مما يضعنا أمام السؤال التالي ( إذا تم خرق الدستور من الجهة المختصة بتفسير الدستور فعلى من تقع مسؤولية الحفاظ على الدستور ؟) اعتقد إن الإجابة على هذا السؤال تأتي بعد وضع قانون المحكمة الاتحادية العليا واختيار أعضائها ووضع آليات عملها والله من وراء القصد .المحامي فلاح العبودي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحقوقي ضياء عبدالكريم
2011-02-10
ببالغ الاستغراب والدهشة تلقت الاسرة القانونية في العراق قرار المحكمة الاتحادية الاخير ولاادري بأي محرار اسبرت المحكمة غور قرارها هذا(المسيس) خاصة وهي تعلم كل العلم بان قراراتها باتة بهذا الخصوص استنادا لاحكام المادة (5) من قانون رقم( 30)لسنة2005 ........ نامل مراجعة سريعة لابعاد القرار الاخير من قبل المختصصين بهذا المجال خاصة وان ربط الهبئات المستقلة يمجلس الوزراء كان بناءاً على طلب من قبل رئيس مجلس الوزراء وليس كما هو منصوص عليه في م(4/ثانيا) من القانون اعلاه بناءاً على طلب من محكمة
ابو علي البغدادي
2011-02-05
لاادري اين خبراء القانون في العراق اين المشرعين ؟ عمي يالحكومة اقروا .. افتهموا , تفاعلوا من الاراء الاخرى ’ ترى صارت خان جغان ومستقبل العراق يهدد بظهور الدكتاتورية لان ربطوا هذه الهيئات بمجلس الوزراء ارضاءا للمالكي وشكرا لصاحب المقال
عدنان طعمة الشطري- كاتب واعلامي
2011-02-05
الحقيقة ان الاستاذ والسياسي والقانوني القدير فلاح العبودي قد حدد مواطن الخلل في قرار المحكمة الاتحادية الاخير , وقد افاض بشروحات قانونية ونصوص دستورية فضحت " السلوكية القانونية " الخاطئة للمشرعين والمفسرين للنصوص الدستورية وفق نقاط حقائقية لاتقبل الشك والالتباس , واذا نادى منادي مثل الاستاذ فلاح العبودي فهل يلقى صدى عند القائمين على العملية السياسية , وهل ثمة صحوة لمجلس الوزراء باعادة النظر بقرار المحكمة الاتحادية الاخير وهل يتحرك البرلمان ويستدعي خبراء القانون والدستور مثل العبودي وغيره ليحددوا اين تكمن الاخطاء الجسيمة التي ترتكب جهارا نهارا سيما وان اطروحة العبودي قد القت بالائمة على البرلمان ايضا لتاخره في البت بمثل هذه التشريعات
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك