المقالات

ياشعب مصر . . حذار من التراجع !!

749 10:46:00 2011-02-04

كريم الوائلي

تتجه الشعوب العربية اليوم بأبصارها ومشاعرها نحو مصر التي دفع بها القدر ان تكون على المحك من جديد ، بعد مأثرة صد العدوان الثلاثي و ملحمة العبور ، وتأتي مصر اليوم مأثرة جديدة يتعين بها على شعب مصر ان ينتصر ، وان يكون الانتصار هو الخيار الوحيد ، فليس من المعقول ان ينتصر شعب مصرعلى العدو الخارجي وينهزم امام نفسه وفي عقر داره ، وان انتصار مصر اليوم له مذاق يختلف عن سواه اذ يتعين عليها انجاز عبور مصيري جديد ومن نمط مختلف وهو العبور من ضفة العبودية التي فرضها الحكم الاستبدادي الى ضفة الحرية ، وكما كانت مصر على الدوام مقاتلة من اجل احراز حريتها ، فأنها الان امام امتحان جديد ونجاحها كفيل بوضعها على الطريق الصحيح الذي يصل بها الى ارساء دولة المواطنة التي ترعى حق المواطن المصري في الحياة الحرة الكريمة والعمل والمشاركة في رسم سياسة البلاد ، واذا كانت مصر دارت العرب فأنها اليوم اما ان تكون او لا تكون ابدا ، ذلك لان المهمة الملقات عليها اصعب واعسر مما كانت عليها من ، فعبور العرب جميعا الى شواطئ الحرية رهين بأنتصار المصريين على جلاديهم ولم يبق بين المصرين وبين الحرية سوى معبر واحد هو الصمود والمواجه وحبس النفس على قساوة الوضع الصعب الذي تجري فيه عملية التحرير . نقول لاخواننا ابناء مصر ان لا ينخدعوا من جديد بشعارات واكاذيب الاحزاب العربية المسلكية التي انتهت صلاحيتها في هذا الزمن فلم يعد من المستطاع التصديق بالقومجيين الذين اضاعوا الحق العربي ايام تسلطهم في العراق وسوريا ومصر واليمن وليبيا وتونس ، انتهى زمن المزايدات والتسويف والتخويف بالمؤامرات والاستعمار والترعيب بالعدوان الخارجي على الامة العربية بعد ان قسموا البلاد العربية واضاع النظام العربي الرسمي الاناني المهزوز ارض العرب في فلسطين والجولان والسودان وغيرها ، ولم يعد هناك من عدو للعرب غير جلاديهم القابضين على السلطة البوليسية القامعة في بلدانهم ، وان يصار من الان الى ان لا يمثل العرب غير الانظمة الديمقراطية التعددية التي تنتهج التداول السمي للسلطة . لقد ثبت بالتجربة العيانية والسمعية ان اساليب الحكام العرب واحدة وان اختلفت بلدانهم واليوم لا نجد فرقا كلبرا بين اساليب الطغاة في العراق البائد وتونس والان في مصر ، وقد اتى خطاب مبارك الاخير على نفس النسق وهو تقديم الوعود المعسولة وبالطريقة الغبية ذاتها التي درج عليها نظام الحكم العربي والتي يراد منها خداع الشعب المصري من جديد وشق وحدة رجال ونساء الانتفاضة ، وكاد النظام ان ينجح ، وفي الوقت نفسه سخّر النظام بعض الشخوص السياسية والاعلامية التي باعت ضميرها بسعر بخس للدكتاتوريات لتقوم بتقويض الانتفاضة والاجهاز عليها ومصادرتها بالادعاء عبروسائل الاعلام بأنها حققت اهدافها ولم تعد اية فائدة من استمرارها . ان الانتفاضة تجري الان بشكل تصاعدي واخطر ما يواجهها التراجع والخديعة وتآمر الانظمة المتهاهية مع منهج السلطة المصرية بعد ما ادرك النظام جديّتها وخطرها عليه وبات في خانق مقلق واستعان بالانظمة التي تحاكيه بالتخلف والتسلط وراحت تسدي له المشورة التي من شأنها ان توقض الفتنة وكان واظحا ان النظام قد ضن ان خدعة الانتخابات مّرت ، واقنع نفسه ان حزبه هو الفائز الاوحد ، غير انه بوغت بقوة الانتفاضة وشراستها حتى اعترف بأنه لا يريد ان يغادر السلطة كالسارق المطلوب للعدالة وعلى ذلك اعلن انه لن يرشح نفسه لولاية ثانية كي يجد لنفسه مخرجا يحفظ له ماء وجهه الذي اريق في الشارع المصري متناسيا ان عمره في الولاية الثانية لا يؤهلة لقيادة بلد مثل مصر مع انه قد اعترف في خطابه الاخير بانه حكم مصر وتسلط عليها بما يكفي . نحسب ان تراجع الانتفاضة المصرية وخديعتها - لا سامح الله - سوف يدخل مصر في نفق التدابير المجهضة للحراك الوطني المصري وسوف تغرق مصر بالمال العربي المجاني الذي يقوي السلطة العسكرية القمعية على حساب جهد المصريين وآمالهم في ارساء دولة عصرية تقيم وزنا لتاريخ مصر وريادتها الحضارية ويحول دون التحول نحو النظام الديمقراطي لعلمهم بأن مصر تشكل - في حال تحررها - نقطة الشروع في بناء منظومة عربية ديمقراطية تمكّن العرب من مسح الصورة الرديئة التي رسمتها لهم انظمة الحكم القمعية وتزيل اثار التخلف والهيمنة وتعيد الهيبة للشعوب العربية المتآخية وتتيح الطريق امام النخب العربية المتحضرة من اخذ زمام المسؤولية في بناء امن واقتصاد عربي موحد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك