المقالات

ابواق تواجه النهاية /


حافظ آل بشارة

هناك فريق تعيس من الساسة والاعلاميين العراقيين ربطوا مصيرهم بمصير النظام السابق ولشدة آلامهم ما زالوا يعتقدون توهما ان بمقدورهم افشال التجربة الديمقراطية الجديدة في بلدهم ، هؤلاء يكرههم الشعب وبعضهم مطلوب للقضاء وهم سائرون في طريق اللاعودة وهم بالمقابل يكرهون العراق بلدا وشعبا ويتمنون له الابادة ، وهم الآن يعتاشون على خدمة الحكام العرب الذين يشاركونهم السعي لافشال التجربة الديمقراطية في العراق لأن بعض اولئك الحكام كانوا يعتقدون بأن التجربة العراقية تفتح ابواب التغيير السياسي في المنطقة ، ولكن الآن التغيير يجري ليس بسبب العراق بل بسبب الغضب الشعبي في بلدانهم ، لذا على اؤلئك الحكام اعادة النظر في مخططهم الذي هدفه اسقاط النظام الانتخابي في العراق واعادة نظام المقابر الجماعية ، المعتاشون اعلاميا يروجون هذه الايام بأن موجة التساقط العربي التي بدأت بتونس ولن تنتهي بمصر يجب ان تمر بالعراق ! وهم يعرفون كم في هذا القول من التلبيس والمغالطة ، فالتظاهرات في اي بلد عربي هدفها تغيير النظام البوليسي بنظام انتخابي ، وكان العراق هو البلد الاول الذي جرى فيه التغيير بهذا الاتجاه ، والعواصم العربية ارادت عرقلة وافشال وتشويه التجربة فيه لتحمي نفسها من زلزال التغيير فنفذ بعض الحكام العرب مذابح جماعية في العراق واطلقوا العنان لاجهزة مخابراتهم التي جندت آلاف الارهابيين والانتحاريين والقتلة لاشاعة العنف والرعب والفتنة في هذا البلد الآمن ، وادى عدوانهم المتواصل الى اراقة دماء مئات الالاف من الابرياء واعاقة العملية السياسية وتقوية الفساد والاستقطاب الطائفي واضعاف الحكومة الجديدة ، والذي يجري الآن هو ان الدائرة دارت عليهم واصبحوا يدفعون الثمن ، لكن المعتاشين والمجندين من ابواق النظام البائد يواصلون خلط الاوراق ، وهم يعلمون ان الشعب العراقي لا يمكن ان ينتفض على نظام ديمقراطي صنعه بدمه وتضحياته ليمهد السبيل لعودة النظام الصدامي مجددا ، هذا الصوت النشاز المملوك يردد هذه النغمة في عملية تحريض جديدة مدفوعة الثمن . صحيح ان العراق يعاني من الارهاب والفساد وهما العدو الاكبر ، لكن الفساد هو تركة النظام السابق والارهاب هو تركة بعض حكام المنطقة ، العراق ليس بحاجة الى تظاهرات غاضبة بل هو بحاجة الى حكومة قوية قادرة على منع مخابرات الحكام من نشر الارهاب في البلد ، بحاجة الى جهد اعلامي شجاع يبني رأيا عاما باتجاه نصرة العراق في مواجهة التدخل الاجنبي في شؤونه ، العراق كله ضحية لهذا التدخل حكومة وشعبا لذا يشعر العراقيون بالتشفي وهم يرون ان العواصم التي ترسل الارهابيين الى بلدهم او التي تصدر فتاوى الابادة لذبحهم اصبحت تواجه مصيرها الاسود وتبحث عن مخرج فلا تجد ، عندما يرحل حكام الابادة والفتنة يستقر العراق ، ستبقى ابواق الاعلام المعادي بلا غطاء تواجه الانتقام الالهي ، سيجدون كل ما قبضوه من اموال السحت وبالا عليهم ، ذلك لأن كلماتهم المنحطة تحرض على قتل العراقيين وتشرعن الارهاب وتمارس الكذب وقلب الحقائق وتزيين وجوه الطواغيت .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2011-02-03
تحية طيبة .. قرات مقالة لكاتب قبل فترة يقول في مقالته الانتفاضة بدأت بتونس والقاهرة ومرورا ببغداد؟؟ لم افهم مايعنية مروراً ببغداد؟! ربما يريد ان يقول يجب على العراقيين ان ينتفظوا على البعثية والمجرمين الذين رجعوا للحكم مرة آخرى.. حسب علمي تخلصنا من دكتاتورنا القذر الذي قتل شباب وسبى العباد في العراق .. اما ان كان قصده للحكم اليوم الجديد فهذه حكومة منتخبة.. ولو حصل التزوير كان واضحاً لحساب البعثية والقومجية ،لكن الانتخابات القادمة ستغير الكثير ؟؟ مقالتك ممتازة وهذا هو القلم الصادق ..
زيــــــد مغير
2011-02-03
نعم أخي حافظ ..وفقك الله , لقد قلت الحق , ولكن ماذا نقول لمن ينعق مع الناعقين القومجية والعربجة ...وصدق السيد صادق الموسوي في قوله في قناة الجزيرة في مقابلة مع محكان الجبوري (العراق علوي وسيبقى علوي ) فهم يحاربون العراق الحر العلوي كي لا تطيح عروشهم كما أشرت في مقالك الرائع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك