المقالات

الانتفاضة العراقية على الأبواب.. فلا تسيئوا الظن بالعراقيين!

1744 20:28:00 2011-02-01

سامي عباس

هل ستصل شرارات الثورة المصرية والانتفاضة التونسية إلى الساحة العراقية لأن ذات الأسباب التي أخرجت المصريين والتونسيين إلى الشارع كامنة في الشارع العراقي؟.لا أحد كالعراقيين استطاع الوقوف على مشهد الثورة في ميدان التحرير فالعراقيون وعلى امتداد الأيام السبعة الماضية من عمر الثورة المصرية (تألقوا) في فهم أسباب الثورة وفلسفتها الأجتماعية ومكامن قوتها وأبرز القيادات السياسية التي تواجدت بين جماهيرها ولربما يخرج محمد برادعي آخر أو أيمن نور جديد لقيادة مجمل مطالب الشارع العراقي في مواجهة حزمة كبيرة من المشكلات والعوائق والملفات الساخنة والعقد التي لم تستطع أغلب مؤسسات الدولة المستقلة عن هيمنة رئيس الوزراء وحزبه الحاكم وائتلافه البرلماني من حلها.العراقيون في قلب الاعصار لكن الساحة العراقية هادئة ولربما يظن الظانون أن العراقيين لا يمتلكون الحس السياسي الثوري والعقلية الاحتجاجية التي يستطيعون من خلالها الوقوف على مجمل المطالب ولربما يقول البعض أن العراقيين تعبوا من الانتفاضات والثورات والاحتجاجات السياسية وأتعبتهم أكثر السنوات السبع العجاف التي أنهكت جهودهم وطحنت عظامهم وأبكتهم كثيراً زادها المفخخات والأحزمة الناسفة وعمليات التفجير والمخبر السري الذي كان له دور في تمزيق الوحدة الوطنية وفي تهشيم بنية الثقة الواجب توافرها بين الحكومة وفئات المجتمع العراقي الأخرى ومما يذكر أن مجالس المحافظات التي تأسست بعد سقوط النظام العراقي لم تستطع تجليس المحافظات على بنية للتطوير والتنمية والانتعاش الاقتصادي والاجتماعي والخدمي واضحة بل تتحدث هيئة النزاهة ومؤسسات المجتمع المدني ومراقبون حياديون من توجهات دولية وعربية وعراقية عن ظهور طبقة من الأثرياء تابعة لأعضاء مجالس المحافظات العراقية وأن كل الكلام الذي يتحدث عن الانتعاش الاقتصادي والخدمات والآخر الشعري الذي يتحدث عن الاستثمار هو كلام لا علاقة له بالواقع وأن الثورة العراقية على الأبواب لكنها مؤجلة لأسباب نفسية واجتماعية وسياسية سنأتي على ذكرها.زميل لي أحترم وجهة نظره السياسية في الأوضاع العراقية قال لي بأن العراقيين لن ينتفضوا لصالح مطالبهم الاجتماعية والسياسية والانسانية لأنهم تعبوا من تكاليف الثورات السابقة وما جرى عليهم من صنوف العذاب الشديد والاعتقال والتضييق والمنافي لأن النظام العراقي السابق يختلف في عملية تطهير الثورات التي تواجهه عن الانظمة السياسية الأخرى وفرق كبير بين عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الذي كان رئيسا لجهاز المخابرات المصرية وعلي حسن المجيد الذي كان مسؤولا لتنظيمات الشمال وقائدا عسكرياً عينه صدام لقمع الانتفاضة العراقية عام 1991 وفي الوقت الذي يعلن فيه الجيش المصري إقراره بثقل حجة المطالب الشعبية في مصر واحترامه للاحتجاجات السياسية وعدم استخدامه للقوة ضد المتظاهرين كان الجيش العراقي في انتفاضة عام 91 يصلب الشباب على أعمدة الكهرباء في البصرة والناصرية ويسقى آخرون البنزين لتطلق النار عليهم تالياً ناهيك عن الهجرات الكردية والعربية في الجنوب إلى تركيا وإيران وكان العالم آنذاك ينظر بشماتة وبعيون حاقدة على مايجري على الشعب العراقي ويدعم في الوقت نفسه سياسة صدام حسين في إحراق الناس وقمع الشعب العراقي.الزميل أشار أيضاً أن العراقيين بحاجة إلى تيار سياسي أو تنظيم حزبي يحركهم ويدفع بهم إلى الشارع وهي سنة دأب العراقيون عليها منذ الأزل وإذا غابت القوى السياسية التقليدية التي تحرك الشارع العراقي فلن ينتظر أحد ثورة أو انتفاضة جماهيرية من الشعب العراقي واستطرد الزميل قائلاً بأن هنالك تيارين وطنيين قادرين على تحريك الأجواء السياسية والدفع بالمطالب الاجتماعية في الشارع لكن هذين التيارين يواجهان الآن مجموعة من المشكلات السياسية داخل تحالفهما السياسي وفي إطار حكومة المالكي الثانية.. ربما هو تقدير المصلحة الوطنية العليا هو العنصر الكامن وراء عدم إقرار شيء له علاقة بتحريك الناس أو ربما أن الوقت لم يحن بعد باتجاه ترسيخ لغة الاحتجاج السياسي والدفع بالجماهير العراقية إلى الخروج باتجاه الشارع لكن الملاحظة الأهم أن هذين التيارين (المجلس الأعلى والتيار الصدري) ربما سيواجهان ضغطاً من جانب بعض الأطراف الإقليمية بضرورة عدم التحرك باتجاه المطالب الاجتماعية للناس خشية أن تتطور حركة الاحتجاجات المطلبية إلى تظاهر سياسي لاسقاط النظام وهو ما لا تسمح به إيران في الوقت الحاضر لكن السؤال الأهم ماذا عن رأي الولايات المتحدة الأمريكية التي تقف الآن مع مطالب التظاهرات المصرية وتدعو حسني مبارك إلى الخروج الآمن من السلطة وهي تدرك أن سقوط مبارك يعني سقوط الاتفاقات الموقعة بين مصر وإسرائيل إذا ما جاء نظام وطني إلى الحكم.. هل ستقف مع مطالب الجماهير العراقية إذا ما خرجت عن طور الحديث عن البطالة والعوز إلى الكلام عن تغيير النظام؟.في المعلومات أن تظاهرات جماهيرية طافت شارع مدينة الكوت مطالبة باستقالة المحافظ على خلفية فساد إداري ومالي و ارتباك وعدم قدرة وكفاءة في تلبية احتياجات المحافظة وفي ذات الوقت خرجت تظاهرة في منطقة الحسينية (ضواحي بغداد) تطالب باستقالة محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق أبرز مهندسي الحملة الانتخابية لنوري المالكي في الانتخابات الماضية.. هل بدأت الثورة العراقية من الكوت والحسينية والشعلة التي سقط لها شهداء على أيدي الجيش بعد حادثة التفجير التي استهدفت مجلس عزاء في المدينة؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحاج
2011-02-09
شريد بعد اكثر من هذا اشو البئه ملوثه 100% الماء ملوث 100 % رحو شوفو مدينه الطب وين صب فضلاتها بدجله مباشرة الغذاء ملوث كهرباء هههه الخدمات صفر صفر التعليم صفر وزارة التجاره بورصه مال رشاوي و الشباب عاطله عن العمل واصحاب الشهادات عل ارصفه ومحاربيهم على عيشتهم لامفريلهم محلات وبديل ولا مخليهم يعيشون عل بسيطيه المتقاعدين اويلي الله ايكون ابعونهم خلصو عمرهم تاليها فلسان وفوك هذا يدورون عمل لان عوائلهم بحاجه بس كلولي شنو الزين اريد وحده بس رحم الله والديكم
ابو محمد
2011-02-03
استبعد حصول انتفاضة في العراق لاننا في اول طريقنا لصنع دكتاتورية حديثة العهد يحتاج لها عشرات السنين لكي تتدخل امريكا وتسحقها كما سحقت صدام نحن شعب جبان ومرتزقة لامفهوم لديه بعد تغير صدام اصبح هناك شخصان يحاولان استلام السلطة هما علاوي ومالكي وهما في صراع من اجل السلطة وعليه البقاء لمن تريده امريكا اما الشعب فهو مخدر تخدير تام وينتظر عسى ان يتعين او يحصل على سلفه من الحكومة او يصبح خادم لدى احدى الاحزاب وهكذا وعليه ماذا تنتظرون من شعب مخدر نسى رزقه ويطلب الكهرباء او الماء شعب ميت
عراقيه مدبوله
2011-02-02
الشعب العراقي تطلع اديانتهم وقوتهم وشطارتهم على العادل والحنين والذي يعمل لهم خير مثل عبدالكريم قاسم الله يرحمه واثار اعماله تشهد بنى مدينه للفقراء مدينه الثوره ومدينه الالعاب ومدينه العطيفيه للمعلمين وعمل وعمل في ظرف 4 سنوات قتلوه ومثلوا به وحاشيته الله لاينطيهم والان سنوات وسنوات ماذا لمستم؟ عهد الملكي سجن يدخل فيه السجين ظعيف بعد مده يخرج وصحته افضل مما دخل والاهل تزوره ويرسلون له الطعام والملابس .تشطروا العراقيين ومزقوهم اربا فجنى العراق بما عمل .وجاء السيد الخميني ماذا عملوااطاعو صدام
المهندسة بغداد
2011-02-02
بعد الانتفاضة الشعبانية استبعد كثيرا ان تقوم انتفاضة فلقد رحل بها الشجعان واختار الباقون السكوت الى الابد لن ينتفض الشعب العراقي ابدا
علي الشويلي
2011-02-02
الشعب العراقي سينتظر الى نهاية السنة الحالية ( على ابعد الحدود ) ليرى ما يمكن ان تقوم به الحكومة من انجازات في شتى الاصعدة وفي مقدمتها محاربة الفساد الذي خلق طبقة لصوصية مستفيدة قفزت الى اعلى هرم المجتمع .. وبعد ذلك سياتي يوم الحساب ... وغدا لناظره لقريب !
ابو الحسن
2011-02-02
قد يزعج كلامي القراء لاكن سنلتقي وانا اعطيكم 10 سنوات اذا انتفض الششعب العراقي اكون مسؤؤل امامكم هل تتوقعون من هذا الشعب الجبان الخانع ان يحرك ساكنا لقد افرطتم تتئملون من شعب بروح بالدم نفديك ياهو الجان يحرك ساكن تتئملون انتفاضه من شعب يقوده رؤساء عشائر اغلبهم هتليه شدو رايه العباس لصدام واليوم يرقصون لابو اسراء فرحين بمليارات مجالس الاسناد
ام علا
2011-02-02
ان شاء الله يمهل ولا يهمل ارجو من السياسيين ان يسمعوا خطاب الرئيس التركي
عراقي غيور
2011-02-01
لا تحسبو صمتنا ايها القادةوالسياسيين ضعفا... لان الهدوء دائماً ما يسبق العاصفة مطالبنا بسيطة(مفردات البطاقة التموينية ، الكهرباء ، البطالة ) وبدل ان تسرقو مليارات الدولارات اسرقو عشرات والباقي للخدمات. والا انتظروا وعدوا ايامكم الاخيرة
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك