المقالات

قراءة الحواسم المصرية


/ حافظ آل بشارة

هناك تشابه كبير بين الانتفاضة العراقية التي حدثت مع سقوط النظام في نيسان 2003 وبين الانتفاضة المصرية التي مازالت متواصلة ، انه تشابه بين النظامين الشقيقين وطريقتهما في قمع الشعبين الشقيقين ايضا ، خلال يومين شهدت مصر حملة سلب ونهب تشبه الحواسم العراقية الشهيرة ، وتعود الحواسم في البلدين الى ثلاثة اسباب اولها وجود لصوص في كل مجتمع يتحينون الفرصة لممارسة السرقة بكل اشكالها ، والثاني ان الناس في ظل النظام القمعي يعجزون عادة عن التمييز بين ممتلكات الدولة وما يتصورون انه ملك للحكومة التي تقترب من السقوط ويعتبرون تحطيم تلك الممتلكات او الاستيلاء عليها مجرد تعبير عن الانتقام من الحكومة وهذه مشكلة ثقافية ، والسبب الثالث هو ان النظام الذي يقترب من السقوط يرسل بعض قواته السرية للقيام باعمال سلب ونهب لتشويه سمعة الثورة والقول بانها ليست ثورة شعبية بل هي مجرد هجوم بلطجية ولصوص وقطاع طرق ومع تشويه الثورة يصطنع النظام ذريعة لقمع الجماهير بحجة مواجهة اعمال السلب والنهب وقد تنطلي اللعبة على كثير من الناس ، وقد سمى صدام انتفاضة الشعب العراقي بصفحة الغدر والخيانة ووصف المنتفضين بالغوغاء ، ولكن في خطوة أكثر اثارة يبتكر النظام المهدد بالسقوط خطة هدفها سحب المتظاهرين من الشوارع واعادتهم الى منازلهم ، واشغالهم بانفسهم وذلك عندما يكلف فرقا خاصة وسرية من قواته بمهاجمة الاحياء السكنية ودخول المنازل وسرقة ممتلكات الناس المنشغلين بالتظاهرات او الاعتداء على النساء والاطفال الامر الذي يجعل المتظاهرين يعودون لحماية مساكنهم وبذلك تضعف موجة التظاهرات ، وفي تدبير آخر اكثر خطورة يتم اطلاق السجناء الخطرين والمجرمين المتوحشين من السجون بحجة انفلات قبضة الحراس وتركهم يشنون حملة قتل ونهب واسعة في المناطق المدنية لفتح جبهة تجبر الناس على الانشغال بها وترك التظاهرات ، وعندما تحذر الدول الكبرى والامم المتحدة القاهرة من استخدام العنف ضد المتظاهرين ستلجأ الحكومة المهددة بالسقوط الى اساليب ملتوية وقمع مقنع لاخماد الثورة بدون ان تترك ادلة على تورطها ، ولا تتوقف التدابير عند هذا الحد فقد يخترع خبراء النظام فكرة تبادل الادوار بين الاجهزة القمعية ، كانت الشرطة وقوات الامن الداخلي هي المسؤولة عن موجة القمع الاولى التي واجهت بها الانتفاضة لكنها فشلت في اخمادها وفقدت هيبتها ، فقام النظام بسحبها من الشوارع عبر تمثيلية استبدال الشرطة بالجيش الذي ينزل الى الشوارع تحت عنوان حماية المتظاهرين من بطش الشرطة وصب اللعنة على وحدات الشرطة واعتقال وزير الداخلية وكيل المديح للجيش ، السيناريو العراقي تكرر في مصر جملة وتفصيلا شكلا ومضمونا ، ويخشى المصريون ان يقرر العرب المجاورون ارسال قطعان التكفيريين الى مصر كما فعلوا في العراق مستغلين الفوضى ، لكي يبدا فصل من الابادة الشاملة التي تعقب سقوط النظام وهذا ما لا نتمناه لمصر والمصريين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد التميمي
2011-02-01
اخي الكاتب العزيز يجب ان تعرف شي حقائق اغلت عنها ام تغافلت لها. اعلم اولها ان ما حصل من تغيير بالعراق كان بفعل التدخل الامريكي ولم يكن منا واما مصر فهي انتفاضه تغيير دون مساعده احد وراينا الجيش كيف يحفظ الامن دون ان يقمع المتضاهرين اعتقد ان التغيير العراقي الصحيح لم يبدىء بعد رغم مضي اكثر من 8 سنوات من سقوط الصنم ارجو منك ملاحظه ذلك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك