المقالات

إذا الشعب يوماً أراد الحياة ... فلابد أن يستجيب القدر

813 22:21:00 2011-01-25

علي الطربوش

تونس تلك الدولة التي نادرا ما نسمع عنها خبراً على النشرة السياسية اليومية التي تتلوها القنوات والإذاعات والصحف وغيرها من وسائل الإعلام كون الظاهر أن الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية مستقرة فيها وعلى خير ما يرام ! وفجأة وبين ليلة وضحاها تتحول هذه البلاد " الهادئة " إلى حمم بركانية تتساقط على رؤوس حاكميها.وهذا أن دل على شيء إنما يدل على الأوجاع التي هي محشوة في دواخل المواطنين في بلدان العالم العربي والإسلامي والتي اقل ما يقال عنها بـ"المزمنة" كون حكام هذه الدول اعتادوا السرقة والتعذيب والإجرام والترهيب لمواطنيهم والتنكيل بهم أيما تنكيل إذا نطق منهم بحرف واحد على خلاف ما يشتهون ، وللأسف تعودنا نحن العرب والمسلمين أن تسقط حكوماتنا بالانقلابات العسكرية أو التدخلات الخارجية أما أن يثور الشعب ويغير سلطة فهذا غريب عن مشاريعنا وبعيد المنال عنا وهو ما لم يحدث إلا في إيران وهي حالة فريدة قل ما تتكرر مثلها كمثل مذنب "هالي" الذي لايطل علينا إلا حينا من الدهر ، وكما انه من الأمور الغريبة أن تحدث هذه الظاهرة في بلداننا العربية ونخصصها بالذكر " العربية " ! نعم لقد فرحنا لسقوط رأسا من الرؤوس السيئة التي تحكم بلاد العرب ونتمنى المزيد والمزيد حتى أخر جرذ منهم .فالعراق وبعد غزوه من قبل القوات الأمريكية شهد عمليات نهب لدوائر وممتلكات الدولة التي تداعت وقد سلط الإعلام العربي الضوء بشكل كبير على هذه الظاهرة بغية إظهار المواطن العراقي عبارة عن " لص " يتحين الفرصة ليلتهم نصيبه من السطو وما إلى ذلك ، وقد بذلوا جهودا حثيثة لهذا المبتغى ، أما في تونس الخضراء فقد تكررت حالة السلب والنهب لمحال تجارية وممتلكات عامة إلا أن الغريب في الأمر أن البوق العربي لم يزمر لهذه الحالة على غرار ما فعله في العراق ربما سابقا كان يتبادر في أذهاننا أن الإعلام بتركيزه ذاك كان يروم الحصول على أخبار أكثر إثارة و جاذبية لا غير إلا أن أحداث تونس قد أماطت اللثام بشكل نهائي عن الوجه الطائفي القبيح لإعلام بلاد العرب فطائفيتهم المقيتة تتلمسها بكل مفصل من مفاصل جسدهم النتن فهم فشلوا بكل شيء في السياسة فاشلين بامتياز في الاقتصاد حدث بلا حرج والقائمة تطول دون نهاية.أن ما حدث في تونس من تظاهرات ومسيرات احتجاج سلمية أمر سعيد للغاية ليس لكون البلد عربيا ، كلا ، فالعروبة قومية حالها كحال بقية القوميات الأخرى إذ دحض الرسول محمد " صلى الله عليه واله وسلم " مسألة تفضيل العرب عن غيرهم بحجة أن القرآن نزل باللغة العربية حيث قال " لا فرق بين عربيا أو أعجميا إلا بالتقوى " .فالعرب من حكام ومسؤولين وحتى إعلام رسمي هم مسيرون برغبات خارجية وتحركهم أيادي متقوين بها ، فثورة الياسمين ربما هي بمثابة تحذير للعصابات التي تحكم بلاد العرب وتسيطر على مقدرات وثروات شعوبهم الجائعة فالبداية كانت بصدام العرب " اخو هدلة " حيث كانت نهايته في حفرة وليلتحق بعده معاوية ولد سيدي حاكم موريتانيا فتونس الخضراء وبن علي الذي كان يقتسم السلطة مع زوجته وصولا إلى......؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هشام حيدر
2011-01-28
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان تتصرف امريكا او فرنسا!! عمي الله وكيلك لاشعب ولاحياة ....القضية اكبر من هذا بكثير وماهذا البيت الا ظاهر لهذه المهزلة الكبرى !
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك