المقالات

اعتبروا من.... زين الهاربين بن علي


علي العطواني

في تونس التي تعرف بالخضراء وبعد إن وصلت الأمور فيها إلى وضع قلت معه الحيل وطرق الدهاء الذي تتصف به الدكتاتورية العربية في قمع شعوبها اختار شعب تلك الدولة العربية التي تغفوا في أحضان المتوسط إن يجعلوها حمراء بوجه دكتاتورها وحاشيته وبطانته وزمرته التي انتفخت بطونهم من أموال السحت والحرام في الوقت الذي يتلوى أبناءها جوعا ووصلت الأمور إلى صعوبة تحصيل لقمة الخبز في هذه البقعة من الأرض, قرر عندئذ شعب الياسمين ان يختار إرادة الحياة وصعود الجبال وترك الحفر ...حينئذ استخدم زين العابدين بن علي عقله الذي أرشده الى خيار بين خيارين إما البقاء وانتظار المصير المجهول الذي قد يجلب معه استمرار الخراب والدمار والقتل والحروب الأهلية والتدخلات الخارجية او الفرار والنجاة واراحة شعب وامة و قرر الرجل الرحيل رغم كل ما قيل عن ظروفها واسبابها لان الشرارة التي أشعلها بوعزيزي في جسد أنحلته عربة لبيع الخضار لم يسلم عليها هي أيضا تحولت إلى بركان نار تفجر ولم تستطع كل الإجراءات التي أعقبته في إخماده.. الرجل اختار الهروب لأنه وجده أفضل الخيارات في الحفاظ على حياته وحياة شعبه فاختار زين الحلول وصار زين الهاربين وهو الاسم الذي ينطبق عليه أكثر من اسمه الحقيقي.في طرف أخر من هذا الوطن العربي المبتلى بحكامه حيث العراق ليس كتونس الخضراء رغم ان هنالك بقعة منه تلقب بهذا اللقب هنالك الملايين من بوعزيزي تضطرم النار في قلوبهم وهم يرون من توصله الأقدار للتحكم برقابهم ورزقهم وقوتهم وقوت عوائلهم وهو يتلذذ بعذابهم غير مبالي ولا أبه لا بل الأدهى والأمر لا يتركون أموره وشأنها بل أنهم مبدعون ومبتكرون في كيفية محاربته وأسلحتهم معروفة فتارة البطاقة التموينية التي أصبحت شغلهم الشاغل ولا توجد مشاكل في العراق غيرها فهي سبب عدم التوافق السياسي وهي السبب في التدهور الأمني وهي السبب في الـتأخر الاقتصادي وهي من تثقل ميزانية الدولة وتنهكها وليست رواتب الرئاسات وموظفيها والبرلمانيون وحماياتهم وسياراتهم المصفحة والخواص وخواص الخواص وهلم جرى فلابد من الغائها وهي التي وصلت الى مادة واحدة كل شهرين ولم يقدروا على توفيرها ..ثم الكهرباء التي ابدع القائمون عليها في ابتكار طريقة لتوفيرها وهي زيادة اسعار قوائم جبايتها لكي يستغني المواطن عنها وبالتالي يوفرها للمنطقة الخضراء التي تحتاجها اكثر من غيرها..خدمات معطلة تنكشف عوراتها مع اول زخة مطر ..بطالة تضرب اطنابها شرق البلاد ومغربها جنوبها وشمالها مقنعة وغير مقنعة ترتدي البوشية تارة و(تفرع ) تارة اخرى..حكومة لازالت في (الخدج ) لم تكتمل (خلقتها) بعد ولازالت معطلة رغم الولادة العسيرة لها لتعطل معها الكثير من الامور التي تتعلق بحياة ومعيشة الناس..وزراعة وصناعة وصحة وووولايوجد شي مكتمل ولايوجد شي اخضر في هذه البلاد الا روح اهلها وشعبه التي لازالت ترنوا لمستقبلها ولازالت تحلم في رؤية الافضل لانها مؤمنة بقضاء الله وقدره ولكن....قالها سبحانه وتعالى "واعتبروا ياأؤلي الألباب " وقالتها العرب قديما احذر الحليم اذا غضب ونقولها الان احذروا من هذا الشعب الذي لم تنصفوه ان كان بوعزيزي اطلق شرارة الثورة في تونس فهنالك نار تستعر في قلوب ابو محمد وابوعلي وابو احمد وابو عباس وابو حسين وابو عبدالله فهؤلاء لن يحرقوا اجسامهم لان ذلك لن يحرك شعرة من رؤوسكم ولكنهم سيحرقون الارض تحت ارجلكم يوما ما ان لم تفيقوا وتعودوا لرشدكم وتعملوا لخدمت مصالحهم مع مصالحكم حينها قد لا تتخذون القرار المناسب الذي اتخذه دكتاتور تونس وقد تبحثون عن حفرة القائد الضرورة وربما لن تجدوها هي ايضا لتحميكم ..وما اكثر العبر واقل المعتبرين .علي العطواني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك