المقالات

اعتبروا من.... زين الهاربين بن علي

834 10:38:00 2011-01-27

علي العطواني

في تونس التي تعرف بالخضراء وبعد إن وصلت الأمور فيها إلى وضع قلت معه الحيل وطرق الدهاء الذي تتصف به الدكتاتورية العربية في قمع شعوبها اختار شعب تلك الدولة العربية التي تغفوا في أحضان المتوسط إن يجعلوها حمراء بوجه دكتاتورها وحاشيته وبطانته وزمرته التي انتفخت بطونهم من أموال السحت والحرام في الوقت الذي يتلوى أبناءها جوعا ووصلت الأمور إلى صعوبة تحصيل لقمة الخبز في هذه البقعة من الأرض, قرر عندئذ شعب الياسمين ان يختار إرادة الحياة وصعود الجبال وترك الحفر ...حينئذ استخدم زين العابدين بن علي عقله الذي أرشده الى خيار بين خيارين إما البقاء وانتظار المصير المجهول الذي قد يجلب معه استمرار الخراب والدمار والقتل والحروب الأهلية والتدخلات الخارجية او الفرار والنجاة واراحة شعب وامة و قرر الرجل الرحيل رغم كل ما قيل عن ظروفها واسبابها لان الشرارة التي أشعلها بوعزيزي في جسد أنحلته عربة لبيع الخضار لم يسلم عليها هي أيضا تحولت إلى بركان نار تفجر ولم تستطع كل الإجراءات التي أعقبته في إخماده.. الرجل اختار الهروب لأنه وجده أفضل الخيارات في الحفاظ على حياته وحياة شعبه فاختار زين الحلول وصار زين الهاربين وهو الاسم الذي ينطبق عليه أكثر من اسمه الحقيقي.في طرف أخر من هذا الوطن العربي المبتلى بحكامه حيث العراق ليس كتونس الخضراء رغم ان هنالك بقعة منه تلقب بهذا اللقب هنالك الملايين من بوعزيزي تضطرم النار في قلوبهم وهم يرون من توصله الأقدار للتحكم برقابهم ورزقهم وقوتهم وقوت عوائلهم وهو يتلذذ بعذابهم غير مبالي ولا أبه لا بل الأدهى والأمر لا يتركون أموره وشأنها بل أنهم مبدعون ومبتكرون في كيفية محاربته وأسلحتهم معروفة فتارة البطاقة التموينية التي أصبحت شغلهم الشاغل ولا توجد مشاكل في العراق غيرها فهي سبب عدم التوافق السياسي وهي السبب في التدهور الأمني وهي السبب في الـتأخر الاقتصادي وهي من تثقل ميزانية الدولة وتنهكها وليست رواتب الرئاسات وموظفيها والبرلمانيون وحماياتهم وسياراتهم المصفحة والخواص وخواص الخواص وهلم جرى فلابد من الغائها وهي التي وصلت الى مادة واحدة كل شهرين ولم يقدروا على توفيرها ..ثم الكهرباء التي ابدع القائمون عليها في ابتكار طريقة لتوفيرها وهي زيادة اسعار قوائم جبايتها لكي يستغني المواطن عنها وبالتالي يوفرها للمنطقة الخضراء التي تحتاجها اكثر من غيرها..خدمات معطلة تنكشف عوراتها مع اول زخة مطر ..بطالة تضرب اطنابها شرق البلاد ومغربها جنوبها وشمالها مقنعة وغير مقنعة ترتدي البوشية تارة و(تفرع ) تارة اخرى..حكومة لازالت في (الخدج ) لم تكتمل (خلقتها) بعد ولازالت معطلة رغم الولادة العسيرة لها لتعطل معها الكثير من الامور التي تتعلق بحياة ومعيشة الناس..وزراعة وصناعة وصحة وووولايوجد شي مكتمل ولايوجد شي اخضر في هذه البلاد الا روح اهلها وشعبه التي لازالت ترنوا لمستقبلها ولازالت تحلم في رؤية الافضل لانها مؤمنة بقضاء الله وقدره ولكن....قالها سبحانه وتعالى "واعتبروا ياأؤلي الألباب " وقالتها العرب قديما احذر الحليم اذا غضب ونقولها الان احذروا من هذا الشعب الذي لم تنصفوه ان كان بوعزيزي اطلق شرارة الثورة في تونس فهنالك نار تستعر في قلوب ابو محمد وابوعلي وابو احمد وابو عباس وابو حسين وابو عبدالله فهؤلاء لن يحرقوا اجسامهم لان ذلك لن يحرك شعرة من رؤوسكم ولكنهم سيحرقون الارض تحت ارجلكم يوما ما ان لم تفيقوا وتعودوا لرشدكم وتعملوا لخدمت مصالحهم مع مصالحكم حينها قد لا تتخذون القرار المناسب الذي اتخذه دكتاتور تونس وقد تبحثون عن حفرة القائد الضرورة وربما لن تجدوها هي ايضا لتحميكم ..وما اكثر العبر واقل المعتبرين .علي العطواني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك