المقالات

عمـار ... يا شبـل ٌ قـد توقفـت عنـدك القيـّـم

1720 19:31:00 2011-01-27

ماجد محمد

في هـذا العصـر .. وفي هـذا الوقـت العصيـب بالـذات ! حيث سـادت قيـّم الجاهليـة الباليـة وأستوطنـت أخـلاق وصفـات بني أميـة في نفـوس الحكـّام والسلاطـين ، فتحولـوا لا الى أباطـرة يعيشـون في قصـور تفصلهـم عن عامـة النـاس ! ولا الى قياصـرة يتجنبـون البشـر ورؤيتهـم ! بـل تجاوزوهـا ليحـيوا في مناطـق محصنـة آمنـة ! خضراء واسعـة لا تصل إليهـا مآسـي الرعيـة وهمومهـا ! ناسـين ربهـم .... ناسـين أنفسهـم ..... ناسـين وعودهـم التي قطعوهـا وعقيـدة حملوهـا وأمانـة نكـثوا بهـا ! متنعمـين بخـيرات هي ليسـت لهـم ! وسلطـان لا يـدوم لأحـد ! ..... في هـذا الوقـت بالـذات بـرزت العمامـة السـوداء ... عمامـة رسـول الله في أحلـى صورهـا وأبهـى حُللهـا وأسمـى وقارهـا وتواضعهـا وهي تعلـو ساميـة تـُقبــّل أخـت قـدم مبتـورة لواحـد من المسلمـين ... بـل لواحـد من المؤمـنين الصادقـين ! ممن آمن بحـق بالله وبرسولـه وآل بيتـه الأطهـار المطهريـن ! وسـار بالأخـتين تاركـا الدنيـا خلفـه الى قـبر سبـط الرسـول وريحانتـه أبـي عبـدالله الحسـين وقـبر أخيـه العبـاس الكريـم حتى النفـس الأخـير سـلام الله عليهمـا وسلـم ، كـان يعلـم أن ضبـاع اللـؤم المستبيـت والحقـد الناصبـي المقيـت ينتظرونـه في الزوايـا المظلمـة المطلـة على الـدرب المظـئ فمشـى هادئـا هـدوء النفـس المطمئنـة وهو يحمـل لـواء الولايـة ، راضيـا بما قـد يصيبـه من فعـل ٍبائـس ٍلئيـم ، فكل دم يُسـال في حـب الحسـين هو دم ٌطاهـر ٌمقـدس ، وصدق الله وعـده " قـَد ْكـَان َلـَكُـمْ آيَـة ٌفِي فِـئتيْن ِإلـْتـَقـَتـَا فـِئـَة ٌتـُقاتـِلُ فِي سَبيـل ُالله وأُخـْرَى كـَافـِرَة ٌيَرَوْنـَهـُم مِّثـْلـَيـْهـِم ْرَأْي َالعَـيْن ِوالله يُؤَيـِّد ُبِنـَصْرِه ِمَن يَشـَاء إن َّفِي ذلك َلـَعـِبْرَة ًلـِّأ ُوِلي الأَبْصَار ِ" صدق الله العظيـم ( آل عمران آية 13 ) .عمـار ... لقـد توقفـت القيـّم العاليـة عنـدك ، وفاضـت حتى نكسـت تـُقبـّل أرجـل زوار إبن بنـت خـير البشـر ! إبن بنـت محمـد صلوات الله عليـه وعلى آلـه وسلـم ! إبـن سيـدة نسـاء العالمـين البتـول الطاهـرة فاطمـة ، إبـن علـي ربيـب الرسـول ووصيـه وأخـاه يـوم آخـى بين المهاجرين والأنصار ، فأي زيـارة تـلك التي تربـص بأصحابهـا خـوارج القـرن الجديـد ؟! كنـت تعـرف ياعمـار إنـك ما نكسـت رأسـك ! بـل رفعتـه الى السمـاء وعليـه عمامـة جـدك التي يرهبهـا الأعـداء ! لا والله ما نكسـته وفعــلك عصـي ٌعلى سـلاطين اليـوم ورثـة الحكـم الجائـر والكرسـي الملعـون ! ما نكستـه وعيونـي قـد دمعـت من فعـلك هـذا ! وأنـا الذي لا تبكيني إلا دمعـة لله ولجـدك الحسـين ! ما نكستـه إلا تكـبرا إيمانيـا ً وتواضعـا نبويـا علويــا لا يفهمـه إلا من قـرأ محمـدا وفهـم عليـا وعـرف حسينــا ! فشكـرا ياعمـار مرتين ! مـرة لأنـك خـير من يمثـل العمامـة السـوداء في أيامنـا السـود هـذه ! ومـرة لأنـك لجمـت جميـع من يبكـي الحسـين نفاقـا وريــاءا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
جهاد
2011-01-28
تكملة: لعل هذه المقالة وغيرها تخفف من الكم الهائل من الدعايات الظالمة الموجهه ضد ال الحكيم والخيرين من الشعب العراقي(هذه الدعايات المدعومة من الصداميين والانظمة المجاوره والتي يُدفع لها الملايين من الدولارات من اجل اسقاظ المجموعة العاملة حتى يخلو الجو لهم ولكن خابوا وبعون الله لم يتمكنوا بجهود ال الحكيم والخيرين الحريصين على العراق والاسلام الاصيل).
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك