المقالات

الارهاب يَخْطُفُ مُصباح منير من كهرباء ديالى !

1066 20:50:00 2011-01-27

عماد الاخرس

والمصباح المنير هو المهندس الشاب ( وسام محمد مشخال ) الذى استشهد بتاريخ 2012011 على اثر التفجير الارهابى الذى استهدف احد التقاطعات المزدحمه فى مركز مدينة بعقوبه .لقد شاءت الاقدار ان يكون مرور المهندِسَين الشابَين ( وسام وطارق ) العاملين فى مديرية توزيع كهرباء ديالى وقت الانفجار لتخطف الاول وينال شرف الشهاده ويُصاب الثانى بجروح عديده .وبصراحه اقولها .. ان الارهاب لايُمَيز بين البشرلأن غايته الرئيسيه ايقاع المزيد من الضحايا ونتائجه تُسَبِبْ الحُزن والالم للجميع ولكنها تكون اكثر لوعه ومراره لمن لديه انسان يعرفه ويراه يوميا بينهم.وهذا ماحدث معى عندما اصدرالارهابيون قرارهم الظالم بتفجيراحدى سياراتهم المفخخه عشوائيا ليكون احد الضحايا المهندس ( وسام ) الذى كنت على معرفه باخلاقه الرفيعه واعتادت عينى على رؤيته يوميا فى الصباح الباكر وقبل ان ينطلق لاداء واجباته فى مواقع العمل الميدانيه .. لقد كان شاباً وسيماً لاتُفارِق الابتسامه وجهه حتى فى اكثر المواقف صعوبه.انه مهندس نشيط وطموح يتحرك بكل الاتجاهات يحمل الاوراق ويناقش زملائه المهندسين والفنيين من اجل انجاز المهمات المكلف بها باسرع وقت ممكن وبافضل صيغه. حقا لقد فقدت مديرية توزيع كهرباء ديالى احد مصابيحها المنيره ومهندساً متميزاً فى انجاز الواجبات المناطه به . ولكن يبقى الارهاب اعمى لايرحم احد ابداً .. أما الارهابيون ومن يقف ورائهم فهم بلا انسانيه ولن يُشْبِعْ غرائز احقادهم وكراهيتهم إلا سيل الدماء وكثرة الموتى .. انهم لايفهمون ما معنى ان تفقد الاسرة احد افرادها نتيجة جرائمهم القذره التى تُحَرِمُها كل الشرائع السماويه وغير السماويه .وكنت سعيداً بقدرحزنى لفقدان وسام عندما اعلن مدير شرطة ديالى القاء القبض على المجرمين الذين نفذوا الاعمال الاجراميه الاخيره . لقد رحل وسام تاركاً طفلتين صغيرتين تبحثان عن اجابة هؤلاء القتله على سؤالهن .. ماذا ارتكب ابونا بحقكم لتحكموا عليه بالموت والرحيل السريع الى عالم الآخره حتى دون ان يودعنا ولنعيش يتامى لما تبقى من عمرنا ؟ أما ابوه وامه واخوانه وزوجته فهم يبحثون عن اجابه لأسئلة اخرى .. ماذا فعل لكم ( وسام ) لتقتلوه بهذه الطريقه البشعه ؟ ماذا ستجنون من رقوده تحت الثرى ؟ هل تشعرون بمدى معاناتنا وآلام فراقنا الابدى له ؟ هل ان قتل الناس عشوائياً هو خياركم الوحيد لتحصلوا على غاياتكم ؟ وداعاً ايها المصباح المنيرالذى عرفته مؤمناً بان الموت حق وكل من عليها فان ولايدوم سوى وجه الكريم ونم قريرالعين فالارهاب اللعين لن يُطفِىء انوار مدينة البرتقال وعراق الحضارات.اخيرا ايها المهندس الشاب الشهيد السعيد ( وسام) انقل لك تحية الوداع عن لسان جميع من عرفوك والذين لازالت عيونهم تنزف دماً لفراقك .وداعاً ايها المخلص النزيه .. انقلها لك من مدير دائرتك المهندس ( محمد حمدى ) الذى لازال يعيش صدمة خسارة انسان شريف و نشط وحريص مثلك .وداعاً زميلنا المُبْدِعْ الكفوء .. انقلها لك من زملائك المهندسين ابراهيم ورعد وستار وهيثم وعرفان ورحمن وشاكروعماروعلى .. الخ .وداعا ايها الملتزم ذو الاخلاق الحسنه .. انقلها لك من اخوتك الاداريين عذاب وخالد وعلى ومحمود ... الخ .وداعا يا اخونا وحبيبنا .. انقلها لك من اصدقائك الذين لم ترى اعينهم النوم من يوم الفاجعه ولم تفارقها الدموع ومنهم طارق ووميض وايثار وحسنى .. الخ . وداعاً ايها المتواضع البشوش .. انقلها لك من فنيين وعمال فريق عملك .. احمد ومحمد وخليفه وزاهر .. الخ.لاهلك وذويك الصبر والسلوان وخاتمة الاحزان .. انا لله وانا اليه راجعون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي
2011-01-29
تبا للارهاب الاعمى وتبا لكل من يقتل الانسانية ايها الارهابيون الجبناء سحقا لكم وستنالون جزائكم العادل على ما اقترفته اياديكم الاثمة عاجلا ام اجلا .
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك