المقالات

العلمانيون اختلط عليهم الامر

703 07:40:00 2011-01-27

قلم : سامي جواد كاظم

الحوار الهادف عندما يكون محوره واحد ولا يتم الانتقال الى محور اخر الا اذا انتهى الحوار للمحور الاول بنتيجة اما اذا بقي كل فرد يحتفظ برايه فالافضل عدم الحوار اساسا ، نعم في بعض الاحيان لا يصلون الى نتيجة ولكن الاحترام بين الاطراف المتحاورة يكون حاضر ويحترم احدهما راي الاخر هذا عندما يكون المحور يقبل اكثر من وجه واما اذا كان له وجه واحد فالاختلاف مرفوض .مقالنا الاخير عن العلمانية على ما يبدو اثار حفيظة بعض الاخوة العلمانيين والبعض ايد مقالي ومنهم الدكتور الاخ العزيز حامد عطية ، كما وان التعليقات والرسائل التي وصلتني بخصوص المقال واخص منها من لا يتفق مع راي فقد كانت اغلب اطروحاتهم هي تفرعات او اختلطت عليهم الامور .هنالك من كتب عن العلمانية يمجدها مدعيا انها تضمن حق الفرد في ممارسة طقوسه الدينية ويجب ان يبتعد رجل الدين عن السلطة وتكون من نصيب الشخص الذي لا علاقة له باي ديانة ويحترم الكل ويضمن المساواة والعدالة بين افراد المجتمع .هذا الادعاء يوحي وكان الدين لا يضمن المساواة والعدالة بين المواطنين فالاديان كلها الحقة والتي لم تحرف كتبها هي تؤمن بالعدالة وحرية الفرد ، وبما اني مسلم فاني اتحدث عن الدين الاسلامي ولا اعلم هل مدعي العلمانية لا يعلم ان الدين الاسلامي من اولوياته احترام الانسان وقد جاءت النصوص القرانية والنبوية تؤكد على ذلك ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) والتقوى تاتي من اتقاء غضب الله عز وجل واحدى موجبات غضب الله هو انتهاك حقوق الانسان ، واما العدالة فان الدين الاسلامي عقد لها بحوث والف كتب وموسوعات في سبيل تحقيقها بل وجعلها من مستلزمات الحاكم والمجتهد والقاضي وحتى امام الجماعة واحد اصول الدين هي العدالة ، فمسالة ادعاء العلماني ان العلمانية تحقق احترام حقوق الانسان فالاسلام اكد على ذلك قبل ان يولد مارتن لوثر .وارجو من العلماني ان لايستشهد بحاكم اسلامي اليوم على اساس انه لايحترم حقوق الانسان فانتهاك حقوق الانسان في الدول العلمانية حاله من حال الدول اللاعلمانية بل اتعس لانهم يمارسون الانتهاك بدبلوماسية اكثر من المسلمين .هذا الشخص الذي يحكم ولا علاقة له بالدين يعني ان له فراغ روحي لايؤمن بالله عز وجل واذا كان كذلك فكيف يستطيع ان يحترم او يشرع قوانين تحترم الاخرين المتدينين ؟ كما وانني اكرر اكثر من مرة هل استطاع العلماني تشريع قوانين لا وجود لها في الشريعة الاسلامية شريطة ان تحقق العدالة بين افراد المجتمع ؟ فاتوني به جعفر الطيار عليه السلام في هجرته الى الحبشة ولقائه بالنجاشي ومحاولة ابن العاص الايقاع بجعفر ومن معه عند النجاشي فان جعفر الطيار اجابه راي الاسلام بالمسيح من خلال الايات القرانية التي تضمن احترام ديانة الاخر فاقتنع بالاجابة بل واعتمد الاسلام دينه .مفردة احترام حقوق الاخرين وحرياتهم لها وجود في البلاد العلمانية الغربية اكثر من الاسلامية وهذا ناتج عن الطواغيت الذين يحكمون المسلمين ولااعلم طاغية العراق هل يعتبرحاكم اسلامي ام علماني؟ وحكام العرب هل يعتبرون حكام اسلاميين ام علمانيين ؟اما التشريعات الاسلامية قد يعجز المسلمون من معرفة الاسباب الفقهية لبعضها مع وجود نص على تشريعها ويطالب العلماني بتغييرها هذا الامر يستحق وقفة ، فالبعض يقول بضرورة العمل بالناسخ والمنسوخ وكأن هذا الامر من حق الفقهاء ، وهذا لايجوز ، كما وان المنسوخ لا يعني الالغاء بل ان موجبات العمل به قد اختفت وعليه يتوقف العمل به طالما موجباته مختفية والا اذا ظهرت في المستقبل فان العمل يعود بالمنسوخ .اما ان هنالك بعض التشريعات محل دراسة فانني شاهدت العلمانيين والذين من اديان اخرى يطالبون بالالغاء من غير تشريع الافضل ، نعم قد تكون بعض الحدود الشرعية تستحق دراسة لغرابتها في واقعنا المعاصر الا ان الاثار المترتبة على الرجم مثلا والالام التي تلحق بالمذنب نجد الاتعس منها في الدول العلمانية ولانها في دهاليز لا احد يتكلم عنها اما الرجم فانه امام العيان فيكون الرجم العلماني عليها حاضر ، السعودية الى الان تستخدم قطع الراس للمذنب وسط الاسواق والساحات العامة هل منعت امريكا الدولة العلمانية الاولى في العالم ذلك ؟ هل اتخذت اجراءات ضدها كما تتخذ اجراءات ضد الدول التي لا تتفق معها ؟ الرجم والجلد تكون اثاره ساعة تنفيذه ،فهل يعلمون العلمنيين ان جنوب العراق يعاني من امراض سرطانية وتشوهات خلقية نتيجة استخدام العنقودي واليورانيوم المخضب والذي اثاره تستمر الى حين من الزمن ؟ الا انه اقل من اثار هيروشيما وناكزاكي اللتان تعتبران الشاهد على ان اول دولة استخدمت النووي ضد الابرياء في العالم هي امريكا العلمانية .واما احد الاخوة سالني وطلب مني كتابة مقال عن ان هل هنالك في التاريخ الاسلامي من اقيم عليه الحد غير الفقراء ؟ فان كان كذلك فالعيب في الحاكم وليس في التشريع ولكنني اضرب لك مثلا ،الامام علي امتنع عن اعطاء اخيه عقيل اكثر من حقه من بيت المال ، الخليفة الثاني الذي اقام الحد مرتين على ابنه وبسبب ذلك مات او بالاحرى قتل ، فماذا تقول عن ذلك ؟ كما واني اود تذكير الاخر بان اصحاب النفوذ عندما يزنون او يسرقون المفروض ان يكون هنالك مدعي او مشتكي عليهم ولان اكثر الشعوب هي من تخشى طواغيتها قد يكون من باب طاعة اولي الامر كما يتبجح بها بعض المشايخ السلفية ، فتكون عرضة للانتهاك .العائلة الواحدة والتي يسعى رب العائلة على تربيتها وفق افضل الاخلاقيات ، فاذا ما راى احد افراد العائلة يتصرف تصرف غريب فان رب العائلة يقف بحزم امام هذا التصرف ويمنع ولده بشتى الوسائل وهذا من حقه ، وعندما تتسع مسؤليات الشخص عندما يكون مسؤول او مدير مؤسسة حكومية فانه اذا ما شاهد احد الموظفين اخل بنظام المؤسسة فانه يعاقبه وحتى يفصله من عمله ، هذا الامر ينطبق على الحكومات الاسلامية فانها عندما تحكم بلد ما لا توافق على كل من يعمل وفق تشريعات دينه على حساب ديانة الحكومة بل وحتى القوانين فان اكثر الدول تحاسب المخالف في بلدها مهما كانت هويته او ديانته عندما يخالف قانونها وهذا حق مشروع لها ، الاسلام خصص تشريعات للمسيحين واليهود الذين عاشوا تحت امرتهم والامثلة على ذلك كثيرة ، فالمؤلفة قلوبهم هم اصحاب الديانات الاخرى الذين خصص لهم جزء من بيت المال وقيل المؤلفة هو لمؤالفة قلوبهم عكس الوحشية والنفور . الامام الحسين عليه السلام يرجو يهودي في شراء عبد لكي يعتقه والحسين ابن حاكم الاسلام فانه يستطيع ان يفعل ما يشاء الا انه احترم اليهودي ولم يتجاوز على حقوقه .واذا ما بقينا نتجاذب الحديث عن العلمانية فانني افضل دراسة التشريعات التي تحقق العدالة للمجتمع بعيدا عن العلماني وانا اكرر انا اؤمن بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب واغلب المناصب التي يفشل فيها رجل الدين هو لاحد سببين اما لان هذا المنصب يتطلب الكذب والنفاق فعندها يفشل رجل الدين في هكذا منصب او ان رجل الدين لا دين له وانه اتخذ الدين غطاء له لتحقيق مطامعه فهذا ايضا يجب ان يعزل لان الخلل فيه لا في الدين .وانتم الذين تطالبون بالعلمانية من المسلمين فان هنالك حكام مسلمين حكموا الدول الاسلامية وضعوا تاريخ مشرف لكم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحاج رياض الزبيدي
2011-01-29
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الكريم المعليق قبلنا. وفاء سلطان هذه المرأة النصيرية السورية الأصل وأمريكية الجنسية هي وأمثالها من الزرادشت الذين لادين لهم ولايعترفون بكل قيمة إنسانية ويكتبون بأسمائهم علانية في مواقع كثيرة منها على السبيل المثال صوت العراق. وصوت كوردستان المضاد لحركة التحرر الكورية بدعوات من الاساس هي باطلة . وهنا أريد القول بأن المسيحيين الكلدانين بريؤون من هذه الأفعال . والذي يكتب لابل يسب جهاراً علانية هم المتطرفين من أقباط مصر وإيضا يسكنوا أمريكا وعندهم فضائية قذرة (الحقيقة
محمود شاكر شبلي
2011-01-28
ألأستاذ الكريم سامي : أن من يناقشون بشأن الشريعة وألغائها هم فئة ضالة مضلة من أتباع وفاء سلطان التي تغرقهم بالأموال الحرام المدفوعة أصلا من منظمات يهودية وماسونية .. معظم أولئك هم من المسيحيين الكلدانيين الذين يعتقدون بأن ألأسلام سلبهم سلطانهم على العراق وهم يكتبون بأسماء أسلامية وهمية , أما القسم الضئيل منهم فهم من العراقيين الذين لا أنتماء لهم غير غرائزهم الحيوانية والتي تتعارض متطلباتها مع متطلبات الشريعة .. تراهم كالبهائم لاعقل لهم سوى من يرعاهم ويوفر لهم العلف كوفاء وغيرها ..
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك