المقالات

قهوتنا مصنوعة من دم كربلاء ....حنطتنا معجونة بلحم كربلاء

1541 21:05:00 2011-01-22

قاسم العجرش

منعت وزراة الإعلام نشرها في الصحف العراقية على الرغم من أن من ألقاها كان عين قلادة المربد، كان كل من يتداولها كان يتهم ويلقى عليه القبض ويزج بغياهب السجون...لم تنشرها الصحف ... ولم يعاد بثها من محطات التلفزيون، وبعدها منع "نزار" من دخول العراق، وسحبت دواوينه من المكتبات ، وتعرض الى حملة شعواء من التشويه والتسقيط وصل حتى حد الطعن في أخلاقه...ألقيت هذه القصيدة في مهرجان المربد الخامس في بغداد عام 1985 الذي كان يرعاه صدام، وكان المربد بوابة النظام نحو العرب، كان عضو قيادة النظام وزير الاعلام لطيف نصيف جاسم حاضرا، وتجهم وجههه وأصفر لونه وأحتبست أنفاسه حينما بات واضحا أن القصيدة من أولها الى آخرها تقصد سيده صدام، في ذلك الوقت كان لطيف نصيف جاسم، قد أمتلك ناصية التحشيد الإعلامي، وكان يمني نفسه بمديح من "نزار" لسيده صدام أسوة بما فعله شعراء عرب آخرين أنفق عى دعوتهم الكثير: االكويتية سعاد العبد الله الصباح.. المنصف المزغني التونسي، مفتاح الفيتوري السوداني، صلاح عبد الصبور المصري، خليل خوري اللبناني وغيرهم من شعراء موائد صدام..ناهيك عن منتظري العظام تلك الموائد من العراقيين..حميد سعيد، سامي مهدي، لؤي حقي، رعد بندر ، عبد الرزاق عبد الواحد..الخقبل المربد كانت هناك حملة إعلام وعلاقات نفخت في نزار. ولكن نزار خذل نصيف جاسم! وقال مهاجما من دعاه الى المربد :"فى مدن صارت بها مباحث الدولة عرّاب الأداب " ثم هاجم صدام ذاته حينما قال:"قائدنا مرتزقوشيخنا قرصانفصار قائدنا مرتزق بدل من ان يكون بطل الفرسان"بعدها منع نزار من دخول العراق وشوهت سمعته وألصقت فيه كل الموبقاتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنص القصيدة:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمواطنون دونما وطن مطاردون كالعصافير على خرائط الزمنمسافرون دون أوراق ..وموتى دونما كفننحن بغايا العصركل حاكم يبيعنا ويقبض الثمننحن جوارى القصريرسلوننا من حجرة لحجرةمن قبضة لقبضة من مالك لمالكومن وثن إلى وثننركض كالكلاب كل ليلةمن عدن لطنجةومن عدن الى طنجةنبحث عن قبيلة تقبلنانبحث عن ستارة تسترناوعن سكنوحولنا أولادنا احدودبت ظهورهم وشاخواوهم يفتشون في المعاجم القديمةعن جنة نظيرةعن كذبة كبيرة ... كبيرةتدعى الوطن***************مواطنون نحن فى مدائن البكاءقهوتنا مصنوعة من دم كربلاء حنطتنا معجونة بلحم كربلاءطعامنا ..شرابناعاداتنا ..راياتنازهورنا ..قبورناجلودنا مختومة بختم كربلاءلا أحد يعرفنا فى هذه الصحراءلا نخلة.. ولا ناقةلا وتد ..ولا حجر لا هند ..لا عفراءأوراقنا مريبةأفكارنا غريبةأسماؤنا لا تشبه الأسماءفلا الذين يشربون النفط يعرفونناولا الذين يشربون الدمع والشقاء***معتقلون داخل النص الذى يكتبه حكامنا معتقلون داخل الدين كما فسره إمامنامعتقلون داخل الحزن ..وأحلى ما بنا أحزاننامراقبون نحن فى المقهى ..وفى البيتوفى أرحام أمهاتناحيث تلفتنا وجدنا المخبر السرى فى انتظارنايشرب من قهوتنا ينام فى فراشنايعبث فى بريدناينكش فى أوراقنايدخل فى أنوفنايخرج من سعالنالساننا ..مقطوعورأسنا ..مقطوعوخبزنا مبلل بالخوف والدموعإذا تظلمنا إلى حامى الحمى قيل لنا : ممنـــوعوإذا تضرعنا إلى رب السماقيل لنا : ممنوعوإن هتفنا ..يا رسول الله كن فى عوننايعطوننا تأشيرة من غير ما رجوعوإن طلبنا قلماً لنكتب القصيدة الأخيرةأو نكتب الوصية الأخيرة قبيل أن نموت شنقاًغيروا الموضوع******************************يا وطنى المصلوب فوق حائط الكراهيةيا كرة النار التى تسير نحو الهاويةلا أحد من مضر ..أو من بنى ثقيف أعطى لهذا الوطن الغارق بالنزيفزجاجة من دمهأو بوله الشريفلا أحد على امتداد هذه العباءة المرقعة**********أهداك يوماً معطفاً أو قبعةيا وطنى المكسور مثل عشبة الخريفمقتلعون نحن كالأشجار من مكاننامهجرون من أمانينا وذكرياتناعيوننا تخاف من أصواتناحكامنا آلهة يجرى الدم الأزرق فى عروقهمونحن نسل الجاريةلا سادة الحجاز يعرفوننا ..ولا رعاع الباديةولا أبو الطيب يستضيفنا ..ولا أبو العتاهية إذا مضى طاغيةسلمنا لطاغية************************* مهاجرون نحن من مرافئ التعبلا أحد يريدنامن بحر بيروت إلى بحر العربلا الفاطميون ..ولا القرامطةولا المماليك ...ولا البرامكة ولا الشياطين ..ولا الملائكةلا أحد يريدنالا أحد يقرؤنافى مدن الملح التى تذبح فى العام ملايين الكتبلا أحد يقرؤنافى مدن صارت بها مباحث الدولة عرّاب الأدب****************** مسافرون نحن فى سفينة الأحزانقائدنا مرتزقوشيخنا قرصانمكومون داخل الأقفاص كالجرذانلا مرفأ يقبلنالا حانة تقبلناكل الجوازات التى نحملهاأصدرها الشيطانكل الكتابات التى نكتبهالا تعجب السلطان*****************مسافرون خارج الزمان والمكانمسافرون ضيعوا نقودهم ..وضيعوا متاعهمضيعوا أبناءهم ..وضيعوا أسماءهم..وضيعوا إنتماءهم..وضيعوا الإحساس بالأمانفلا بنو هاشم يعرفوننا ..ولا بنو قحطانولا بنو ربيعة ..ولا بنو شيبانولا بنو 'لينين' يعرفوننا ..ولا بنو 'ريجان'يا وطنى ..كل العصافير لها منازلإلا العصافير التى تحترف الحريةفهى تموت خارج الأوطان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم العجرش
2011-01-24
لا... يا أختي الكريمة زهراء محمد ياشقيقة الشهداء وسليلة الفداء ، نحن لسنا كذلك، فالنصر آت بأذن الله تعالى، وهاهي يباشير دولة العدل الألهي تترسخ يوما بعد آخر في أرض الله، وثقي به تعالى فهو ناصر المؤمنين.وأما ما ترينه من واقع سياسي معاش ويغيضك ويغيض المؤمنين فهو صفحة بسيطة من صحائف صراعنا مع الباطل وسننتصر فيها..تمنياتي لمن بقي من أسرتك المضحية المجاهدة حيا بحسن العاقبة وابقي رافعة لراية الحسين (ع) أبدا..
زهراء محمد
2011-01-23
نحن قوم كتب علينا الاحزان في كل زمان وفي كل مكان.. ياسيد العجرش: العلة فينا ؟؟هناك اسباب واسباب لم تعالج بعد ولا اعتقد سوف تعالج.. الكل من المسؤولين منهمك كيف يجني المال الحرام.. بمخصصات وامتيازات ومدرعات ومصفحات وحمايات ومافيات ؟!على حساب الفقراء . منذ تشكيل الحكومة ولحد هذه اللحظة لم نسمع بشى ذو نفع للعراقيين الشرفاء؟؟ صدقني هولاء استفادوا من خبرات وتبات صدام كثيرا حيث تفننوا بالسرقات والاجرام.. لذالك ترى من يقارن بين اليوم والامس الدموي!!
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك