المقالات

لاتظلموا الوطن

934 16:03:00 2011-01-22

علي جبار البلداوي

يخاطب الله سبحانه وتعالى عباده في الحديث القدسي ويقول (يا عبادي لقد حرمتُ الظلم على نفسي وجعلته بينكم مُحرما). لماذا? لان الظلم مرتعه وخيم لان الظلم ظلمات يوم القيامة, فالانسان لا يجوز له ان يظلم نفسه, فكيف اذا ظلم غيره والأنكى من ذلك كله ان يظلم وطنه.

من يظلم وطنه يكون ظالما لنفسه ولغيره ولجميع ابناء الوطن. وظلم الوطن يأخذ ابعادا واشكالا عديدة لا بد من استعراضها في محاولة لرفع الظلم عن الوطن الذي اصبح ينوء بتحمله لنا بعد ان استنفدنا كل قواه.

ظلم الوطن يبدأ بتدمير البُنية النظيفة منه من ماء وهواء وتراب وهي المقومات الاساسية للانسان, فالماء يُستخرج بشكل جائر, ويستخدم بمشاريع لا تخدم الا اصحابها ناهيك عن تلويث مصادر المياه وكذلك هدرها في شبكات المياه المهترئة فقطاع المياه يعاني ونحن نعاني معه.

اما التراب فهو الغالي فلم نستغله حُسن الاستغلال وذلك من خلال تعدي المباني على الاراضي الزراعية واصبحت الارض بالنسبة لنا كم تساوي بالمردود المادي لا بما تنتج لتطعمنا فاختلت معادلة التراب. اما الهواء الذي لم يُعد نظيفا داخل المدن من عوادم السيارات التي تقتل هواءنا النظيف صبح مساء وكذلك مخلفات المصانع كلها تحدث تشوهات في هوائنا النظيف فأصبحت امراض الربو والحساسية شائعة في بلدنا ولا أريد ان أُشير الى اماكن المقاهي الممزوجة برائحة النارجيلة.

اما ظلم الوطن المجحف الذي لا يمكن السكوت عنه يكون من خلال الذين يعبثون بمقدرات البلد من دون خشيه حيث تتوفر لهم كل مصادر الحماية لهذا العبث بحيث لا يجرؤ احد من الاقتراب منهم لمحاورتهم فكيف لمحاسبتهم. لقد توفرت لكم ايها العابثون الحماية حتى تعملوا بحرية مسؤولة لتقودوا مسيرة العطاء الى الامام لا لتطعنوا المسيرة بخناجركم المسمومة.

شواهد العابثين بمقدرات الوطن كثيرة وهم يعيشون بيننا كأصحاب للشرف الرفيع فها هي قصورهم وسياراتهم ومدارس وجامعات ابنائهم في الداخل والخارج وارصدتهم في البنوك المحلية والاجنبية شواهد عيان على ما اقترفت ايديهم من ظلم للوطن.

المبالغ التي نسمع عنها من عبث العابثين لم تعد بالآلاف كما كانت بالسابق الآن اصبحت بالملايين واخذت تشل الميزانية وتثقلنا بالمديونية.

لا اعلم بماذا نُجيب ابناءنا وهم يسألون عن ملف النفط وملف الموارد من قبل. نريد لهذه الملفات ان تتوقف عن ظلم الوطن.

اما عن صور ظلم الوطن فهي صور يشاهدها كل ذي بصيرة وبصر, نظلم الوطن عندما لا نقوم بالواجبات الموكولة الينا بأمانة وننظر للوظيفة على انها فرصة سانحة للثراء, يمكن ان نعطل على الوطن مشروعا استثماريا كبيرا اذ لم تكن هناك استفادة شخصية مرجوة منه.

نظلم الوطن بالعنف المجتمعي فقد نفد الصبر عند البعض واصبح يستخدم يده وسلاحه تجاه جاره, او تجاه كادر طبي يخدمه, واصبحت صور العنف

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
امير العراقي
2011-01-24
كم انتم بخلاء على شعبكم ياحكومة العراق --العراق ارض اغلبها صحراويه فارغه واغلب الشعب يعيش بالايجار وبالعراء كم انتم بخلاء- العراق من اكبر بلدان العالم بالثروات والخيرات وشعب العراق اغلبه فقراء كم انتم بخلاء ياحكومه العراق - خزينة العراق مليئه بالمليارات وغنيه والشعب لاكهرباء ولاماء نقي كم انتم بخلاء -كل هذه المئات المليارات من الدولارات والخدمات شبه معدومه في العراق كم انتم بخلاء -تفكرون بانفسكم وحاشيتكم وتقصرون على شعبكم كم انتم بخلاء ياحكومه- بلد غني وشعب فقير كم انتم بخلاء ياحكومة العراق
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك