المقالات

فساد اليوم وويلاته..لا يبرر جرائم الطاغيه قبل سقوطه


الدكتور يوسف السعيدي /العراق

نسمع من الكثيرين هذه الايام ومنهم ما يدعون انفسهم محللين سياسيين انهم يأسفون على ماض ولى، ويتمنون له العودة بل ان البعض ينافح لعودته، ويذكرون فضائله ويتجنبون، بالطبع، ذكر المساويء... وانهم يستندون في هذه النظرة (الارتدادية) الى بؤس الحاضر ومآسيه، ويقارنون بين حالة الامن والفوضى في هذه الايام مع مثيلتها في ايام مضت، وبين ما تعج به الدولة من عوامل الفساد وما كانت عليه قبل حين، وكيف صار العراقي أما شريداً أو حبيس داره دون ثقة في البقاء حيا وبين حياة آمنة كان يعيش فيها...بل البعض يعترفـ ويفتخر، بان الاعدامات والسجون في العهود السابقة وضحايا الحروب قد بلغت عشرات أو مئات الالوف لكننا اليوم تفقد العشرات يوميا واحيانا المئات بين شهيد أو جريح، أو مختطف، أو معتقل أو مهاجر أو مهجر...ولعمري ان هذه حقائق لا يجادل فيها احد....فالامن مفقود، والدم يراق، والخوف لصيق الانسان، والفساد صار القاعدة، والنزاهة هي الاستثناء، والبلوى عمت وقد كانت محصورة، اما الحرية فهي اليوم مفقودة كما كانت عليه في شتى العهود.ولكن:ان الخطأ بل الخطيئة التي تجري المقارنة على اساسها لا تقوم على منطق سليم...فكون بعض الراهن سيء لا يعطي للماضي شهادة حسن السلوك...وموت الناس بالجملة في هذه الايام لا يجعل موتهم فرادى وزرافات مبرراً في تلكم الايام...وفساد الاحزاب أو بعضها ومؤسسات الدولة لا يعني ان فساد الحزب الواحد صار مقبولاً...وفقدان الديمقراطية اليوم لا يعني مباركة الاستبداد في الماضي...وخطف المواطن من قبل ميليشيا هذا الحزب أو ذاك لا يعني تمجيد خطفه من قبل الاجهزة الامنية السابقة...ان الانسان هو الانسان، هو القيمة العليا في هذا الكون، وهو الانبل والاكرم والاجمل بين مخلوقات الله.وان اعتبار الفرد الواحد محض نفاية يجعل الوف البشر كومة من النفايات.وان بؤس الحاضر لا يعني غنى الماضي...ولذلك فان المقارنة الصحيحة حسب رأي الفقير لله، كاتب هذه السطور ينبغي ان تجري بين ما هو كائن وما ينبغي ان يكون وليس بينه وبين ما كان.دعونا اذن نحكم على الحاضر بآمال المستقبل وطموحاته...دعونا نحدد على وجه الدقة ماذا نريد في السياسة، وفي الاقتصاد، وفي الثقافة، وفي كل ميدان من ميادين الحياة...دعونا نتفق كيف نحقق ما نريد..دعونا نتفق بان كل عهد مضى له فضائله وله خطاياه...وكفى بنا داء ان يظل الماضي، مهما كان شكله سيفا مسلطاً على الرقاب، او آفة تمتص منا نسغ المستقبل، نسغ الحياة....ولله في خلقه شؤون...وكان الله تعالى في عون العراقيين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور يوسف السعيدي
2011-01-23
تحياتي لاعزائي على مداخلاتكم على المقال...وقد جاءت مطابقة وليست متعارضه مع فحوى المقال ...طبعا للذي قرأ ما بين السطور...شكرا لكم ونلتقي على خير
زهراء محمد
2011-01-23
الحكومة الشيعية لها اخطاء كبيرة اولها انهم لم يحاكموا البعثية المجرمين والذين لحد هذه اللحظة يتكلمون ببجاحة واستهتار؟! كان المفروض ان ينزل القصاص العادل بهولاء المجرمين هذا اولاً..جرائم القذر صدام ليس لها مثيل ابداً .اما عن السرقات من العلاق والاديب والسنيد واحمد المالكي فهي نقطة في البحر مقارنة بالمقبور القذر صدام.ثم ماذا عن ممتلكات الطرف الاخر الغير الشيعي؟مثلاًالهاشمي والمطلك والكربولي والنجيفي والديليمي فهم غرفوا في عهد المقبور واليوم يغرفوابالملاين احدهم يمتلك منتجعات في فلوريدا
Ali Albawi
2011-01-22
نعم يا أخي ابو الحسن ، لم يطلب منك احد و لم يقلها الدكتور أن نعطي براءة ذمة لقاتل أو سارق أبدا ، كما لا يمكن أن تختزل الظلم و الفساد برجال ينتمون الى حزب محدد لأن الحكومة فيها من كل الأحزاب و ليس من حزب واحد ! و اذا كنت تتحدث عن الذين سرقوا و اشتروا الأملاك في خارج البلد فهم يتوزعون على كل الخارطة السياسية ! و ان الذين يقتلوننا و يسرقوننا هم امتداد لأعوان الطاغية المقبور مع اضافة وجوه تعمل مع الأرهاب ولكن تحت أقنعة مختلفة في جنح الظلام تارة و في ضوء النهار أخرى !
ابو الحسن
2011-01-22
الاخ الدكتور يوسف وهل جرائم الطاغيه صدام تجعلنا نغض النظر عن الجرائم التي تحدث حاليا يا دكتور هدام طاغيه ونعرف انه كان يكره الشعب العراقي عامه والشيعه خاصه لاكن ظلم ذوي القربى اشد يادكتور الجرائم التي يرتكبها القائد الضروره وعصابته المجرمه اشد وطئاه علينا لان ظلم ذوي القربى اشد يادكتور العلاق والسنيد والدباغ والاديب وكمال الساعدي والصيهود والخلاعي يسرقوننا علنا وباسم الدين والمذهب يادكتور احمد نوري المالكي وعبد صخيل يسرقوننا علنا ويشترون الاملاك في الخارج وكل هذا وتريد منا السكوت على جرائمهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك