المقالات

الموت يذوب حياء

863 12:08:00 2011-01-21

حسن الهاشمي

بصولته أهاب كل شيء منه حتى الموت.وبإطلالته فزعت الخطوب والرزايا وظلت تتخبى لئلا تضمحل وتتلاشى.وبعنفوانه تعالى وتعالى حتى أضحى كالطود الأشم محاصرا بخفافيش الليل وغرابين النهار.الموت عندهم نهاية مطاف كل شيء، ولكن كبريائه وشموخه وعزمه وعطائه يهشم تلك القاعدة ويجعلها قاعا صفصفا، ويفتح من الموت أبوابا وأبواب... وعلى أعتاب إبائه يتصبب الموت عرقا ويذوب حياء ولا يبقى له أثر ولا يذكر له أسم ولا رسم.الموت للمادة فناء وللكرامة بقاء.الموت لخصائص النفس الشهوانية طمس ولمودعات النفس الملكوتية همس.الموت في فكر الدنيوي آخر مطاف وفي فكر الآخر مطاف آخر وانتقال من حال إلى حال.من يريد أن يأخذ من الدنيا يصاب بفزع الموت، أما الذي يريد أن يعطي للدنيا رونقا جمالا كمالا فالموت يركع على أعتابه فزعا قلقا مرتجفا.وفرق بين من يخاف من الموت ويخاف منه الموت.وفرق بين من يهادن ويرضخ ويركع لكي يعيش، وبين من يكبر الله في عينه فيصغر ما دونه أمامه.وإذا حمل القلب الإباء والكرامة والشموخ كان محطما للأغلال وقاضيا على النوائب والأهوال.تتعالى النفس السامية وتتعالى حتى تهابها الحيتان في البحار ويركع على أعتابها الموت الزئام.إنها النفس الراضية المرضية التي تلتحق ببارئها وتترك بين ظهرانينا مهوى.مهوى يجذب نحوه التائهون الهائمون الغارمون.إنه ملجأ مبارك يقذف بسبل الهداية على القريب والبعيد. شآبيب رحمته لا تنال الموالي فحسب بل إن نفحات عبقها يتضوع منها حتى المعادي والطريد.جموع الموالين تنساب إليه لطلب الشفاعة وعلو الشأن والهمة.مبارك ذلك القبر الذي أضحى وبمرور الزمن عطاء لا ينضب وعين ماء رقراق يشرب منها العشاق.يشربون شهد الإباء والكرامة ويجددون عهد الولاء والاستقامة.هذه هي الرحمة الإلهية المهداة إلى البشرية على مر التاريخ.إننا نجدد العهد به كلما تظافرت المحن بنا وتكالبت علينا مضلات الفتن.ومبارك لهذا المضجع وتلك التربة وذلك المنتجع لكل من لا ملجأ إليه.إنه فعلا الملجأ والمأوى وطالما انحسرت الحياة وكادت أن تضيق بنا سبل الهداية. ولولاه لمن تتوجه تلك الجموع المتدفقة ومن يستوعب تلك القلوب الوالهة؟!ولكن العدالة أبت إلا أن تنقذ أصحابها من متاهات الدنيا الهائمة.فكان القبر مباركا يتبارك من حوله كل جماد وإنسان وحيوان.وكل من يشكك في بركاته وهدايته وعظمته، فليراجع أصله وجوهره ونسبه، فإن العرق دساس.ولا دس أوخم من دس... كان سببا في إصرارنا ومسببا في عنادهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك