المقالات

الموت يذوب حياء


حسن الهاشمي

بصولته أهاب كل شيء منه حتى الموت.وبإطلالته فزعت الخطوب والرزايا وظلت تتخبى لئلا تضمحل وتتلاشى.وبعنفوانه تعالى وتعالى حتى أضحى كالطود الأشم محاصرا بخفافيش الليل وغرابين النهار.الموت عندهم نهاية مطاف كل شيء، ولكن كبريائه وشموخه وعزمه وعطائه يهشم تلك القاعدة ويجعلها قاعا صفصفا، ويفتح من الموت أبوابا وأبواب... وعلى أعتاب إبائه يتصبب الموت عرقا ويذوب حياء ولا يبقى له أثر ولا يذكر له أسم ولا رسم.الموت للمادة فناء وللكرامة بقاء.الموت لخصائص النفس الشهوانية طمس ولمودعات النفس الملكوتية همس.الموت في فكر الدنيوي آخر مطاف وفي فكر الآخر مطاف آخر وانتقال من حال إلى حال.من يريد أن يأخذ من الدنيا يصاب بفزع الموت، أما الذي يريد أن يعطي للدنيا رونقا جمالا كمالا فالموت يركع على أعتابه فزعا قلقا مرتجفا.وفرق بين من يخاف من الموت ويخاف منه الموت.وفرق بين من يهادن ويرضخ ويركع لكي يعيش، وبين من يكبر الله في عينه فيصغر ما دونه أمامه.وإذا حمل القلب الإباء والكرامة والشموخ كان محطما للأغلال وقاضيا على النوائب والأهوال.تتعالى النفس السامية وتتعالى حتى تهابها الحيتان في البحار ويركع على أعتابها الموت الزئام.إنها النفس الراضية المرضية التي تلتحق ببارئها وتترك بين ظهرانينا مهوى.مهوى يجذب نحوه التائهون الهائمون الغارمون.إنه ملجأ مبارك يقذف بسبل الهداية على القريب والبعيد. شآبيب رحمته لا تنال الموالي فحسب بل إن نفحات عبقها يتضوع منها حتى المعادي والطريد.جموع الموالين تنساب إليه لطلب الشفاعة وعلو الشأن والهمة.مبارك ذلك القبر الذي أضحى وبمرور الزمن عطاء لا ينضب وعين ماء رقراق يشرب منها العشاق.يشربون شهد الإباء والكرامة ويجددون عهد الولاء والاستقامة.هذه هي الرحمة الإلهية المهداة إلى البشرية على مر التاريخ.إننا نجدد العهد به كلما تظافرت المحن بنا وتكالبت علينا مضلات الفتن.ومبارك لهذا المضجع وتلك التربة وذلك المنتجع لكل من لا ملجأ إليه.إنه فعلا الملجأ والمأوى وطالما انحسرت الحياة وكادت أن تضيق بنا سبل الهداية. ولولاه لمن تتوجه تلك الجموع المتدفقة ومن يستوعب تلك القلوب الوالهة؟!ولكن العدالة أبت إلا أن تنقذ أصحابها من متاهات الدنيا الهائمة.فكان القبر مباركا يتبارك من حوله كل جماد وإنسان وحيوان.وكل من يشكك في بركاته وهدايته وعظمته، فليراجع أصله وجوهره ونسبه، فإن العرق دساس.ولا دس أوخم من دس... كان سببا في إصرارنا ومسببا في عنادهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك