المقالات

بعد أذنك يا رئيس الوزراء

969 17:19:00 2011-01-20

جاسم الصافي

وصل الصراع حد القلق على العملية السياسية في تلك الأشهر العجاف ، والحمد لله أن تشكلت الحكومة بعد أن دخلت في موسوعة ( غينس ) لكنها وضعت ( بيضة ام محين ): قوتان متجبرتان ، وحكومتان متناطحتان في كل شيء ، أحداهما قومية ودينها البعث وأخرى اسلاموية ودينها (الرفس)! ولعل الأولى استطاعت أن توحد دعم الخارج لها، من دون أن تملك مقومات وحدتها الذاتية التي صنعت ورممت وجملت من دول الجوار ، بينما الأخرى لم تحمد نعمة الأغلبية التي تمتلكها، فتفرعنت أغلبيتها وتتمسكن بقيتها ، وأخيرا دجنت هاتان القوتان (القومية والاسلاموية ) في إسطبل قوة ثالثة اصغر منهما ، وحصدت الأخيرة من هذا التناحر مكاسب أوصلتها حد التخمة ولم تحلم بها أي اقليه في العالم ، فكانت هي الرب والبقية طوع آمرها يسجدون لسلطانها، وهذا ما ألغى مفهوم الديـمقراطية ، وصار الحكم للأقلية ولم يبقى للأغلبية من شيء سوى حبر بنفسجي كفرهم بنعمة الله وفسقتهم في عيون إخوانهم وصدق من قال ضاع الحابل بالنابل اذ يذكرنا هذا بما حدث للسيدة فاطمة بنت الحسين (ع ) حين قالت : دخلت علينا العامة ، الفسطاط وفي رجلي خلخالين من الذهب ، فجعل رجل يفض الخلخالين من رجلي وهو يبكي . فقلت : ما يبكيك يا عدو الله ؟ قال : كيف لا ابكي وأنا اسلب ابنة رسول الله فقلت : فلا تسلبني . فقال : أخاف أن يجيء غيري فيأخذه . هكذا هي السياسة اليوم لا تعرف لها منطق او أخلاق، لدرجة أن صارت الحزبية دكتاتورية والوزارة عشائرية والحكومة طبقية ، ونمت عوازل ومفاهيم فئوية زادة ( الطين بله ) وأضافت الى الانقسام الطائفي انقسام اجتماعي ( طبقي ) ينمو بسرعة البرق ، لهذا أقول لمن يتصور انه يفهم الوضع السياسي في العراق بأنه واهم، الغزل (أتلخبط ) وصارت لعبة سياسينا لا أن يجدوا حلا لكل معضلة بل أن يجدوا معضلة لكل حل! ولهذا ما عادة تنفعنا الا تنجيمات العرافين التي تحسن قراءة مغالطات ومفارقات المشهد السياسي الجديد، وهذا ما تؤكده فضائياتنا التي تزدحم بالدجالين لدرجة أن يقف اغلب الشعب مبهور أمام ثقافة الغيبيات والتباشير بمذهب الانتظار ليوم مثل يوم التونسيين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الشيخ أبوجعفرالتميمي
2011-01-24
أخي العزيز جاسم مع كل الأسف أنتخبنا من لايستحق كل هذه التضحيات التي قدمناهامرت ثماني سنين مالذي قدموه لنا نحن نذبح كل يوم وأولادهم يسافرون من بلد الى بلد وشركات وعقود وهمية وتصريحات تافهه قبل فترة كانوا يسنكرون الاعمال الأجرامية واليوم قتلوا المجرمين الصداميين زوار أبي عبدالله الحسين عليه السلام ولانرى تصريحآ لالرئيس الوزراء ولالغيره من الساسة ألذين أجلسناهم على الكرسي \\حسابكم عسير أمام الله تعالى\\ذمة تنشروها أيها المؤمنين
طاهر عباس
2011-01-23
الحكومة لم تتشكل لحد الان وماجرى في البرلمان هو لذر الرماد بالعيون والمدة القانونية انتهت ولم يتمكن المالكي من تشكيل حكومته.
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك