اليوم اكتب لكم أيها القراء الأعزاء من مدينة ركبنا لها طائرة وبقينا في جو السماء لساعات ونحن ننظر إلى عظمة الخالق في خلقه وصنع الصانع في كونه سبحانه وتعالى جل في علاه حتى وصلنا إليها إنها مدينة كوبنهاكن فهي بلد تختلف عن بلادنا ومكان لا يشبه بيوتنا وأزقتنا وأرضنا فشوارعها غطت بالثلوج والأمطار وبيوتها بنيت كي تتلائم مع الطقس وأهلها يتحركون وقد تعودوا على هذه الأجواء وعندهم بلديات تهتم براحة الإنسان وحياته لأنهم سخروا كل شيء لخدمة الإنسان والحفاظ على حياته ورفاهيته حتى يعيش كإنسان!! ولله در الإنسان عندنا وهذا مانستفقده في بلادنا وهنا أريد أن أبين عدة أمور .أولها أننا حملنا أنفسنا مع نخبة من أهل العلم والسياسة والديانة وذهبنا إلى أوربا لنقول لأهلها ولمن حضر واستمع في المؤتمر إن ما تعرض له الأخوة المسيحيون في العراق بالفترة الأخيرة ليس من قيم الإسلام وتعاليمه وقد أثار الاعتداء على المسيحيين بعض الأوساط في العالم الأوربي وذلك تخوفا على وضع المسيحيين في العراق وقد حضرت بعض القيادات الإسلامية من الشيعة والسنة وقيادات مسيحية وأعضاء في البرلمان العراقي وقد كان حضورا إلى حد ما يمثل بعض الطيف العراقي واتفق المؤتمرون على تجريم العنف الطائفي والديني وإن مايحدث من جرائم في العراق واستهداف للأبرياء فالإسلام وتعاليمه منه براء لان هؤلاء القتلة يريدون أن يتقمصوا لباس الإسلام ويشوهوا صورته الحقيقية كي يملئوا جيوبهم ويشبعوا غرائزهم المتوحشة وياستأسدوا على بني جلدتهم ويسيئوا إلى الإسلام ومنهجه في العدل والوسطية أما واجبنا ومهمتنا (بوجهة نظري) أيها الإخوة هو أن نكشف اللثام عن وجوه هؤلاء ونفضح زيفهم وكذبهم ودجلهم وتعديهم على حرمة الدم العراقي وان نترك المجاملات السياسية ونلقي بها خلف ظهورنا وقد بلغ السيل الزبا!!وحينما تحدثنا بهذا الحديث استمعوا واقتنعوا بكلامنا وقدروا موقفنا وكنا نتحدث بصراحة لهم حين قلنا وعلى لسان أكثر المؤتمرين إن الإساءة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من قبل رسام دنماركي كانت تطرفا و إساءة إلى مشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وأكدنا أنه على الجميع أن يحترموا مقدسات الآخرين نعم إننا براء من هؤلاء القتلة المجرمين وأن المسيحيين في العراق هم مكون أساسي وعميق بعمق التاريخ والزمان ولا يمكن لأي جهة أن تسيء إليهم وان تُهجِّرهم من بلادهم العراق وسوف نقف معهم ونحميهم من هؤلاء الذين لا يرقبون في الإنسان أي احترام ونعمل لأجل توفير الوسائل والأدوات التي تحفظ الدماء والأموال والأعراض.والامر الثاني الذي اتفقنا عليه هي عدم إكراه احد على اعتناق دين أو مذهب لأن الله تعالى قال في كتابه لا إكراه في الدين وقال لكم دينكم ولي دين وهذا المبدأ هو الذي يحفظ دماء الناس وأموالهم وأعراضهم في أي مكان كانوا فيه وكذلك يحقق إقامة العدل والقسط في الحكم بين الطوائف واحترام العهود والمواثيق وان لا نجعل من الحريات سببا لنتجاوز على الآخرين أو يتجاوزوا علينا وأمورا أخرى ينبغي أن نحولها إلى واقع عملي حتى نصل إلى العيش السلمي المشترك ونغادر التنظير الذي لا يهش ولا ينشأما الامر الثالث هو عن أحوال اللاجئين العراقيين مع أنهم يتمتعون بالعيش الأمن والخدمات التي تقدمها دول أوربا والمهجر لهم ولكن هناك شيء واحد يفتقدونه إنه الوطن والشوق إلى الأهل والأصدقاء باعتبار أنهم خرجوا من بلدهم وتركوا أوطانهم فرارا بدينهم وحفاظا على كرامتهم وشعرت أنهم بحاجة إلى أن يذكروا بل أن نذكرهم بكل محافلنا لأنهم كانوا إحدى أدوات الضغط على المجتمع الدولي الذي تحرك لإسقاط النظام السابق في العراق فلا ينبغي أن نتركهم لأنهم يمتلكون كفاءات وخبرات تعلموها من بلاد الغرب التي تقدمت علينا بالعلم والتكنولوجيا وحقوق الإنسان فحرام علينا أن نترك هذه الطاقات والقدرات تذهب سدى أو ينتفع بها غيرنا!!! فقد آن الأوان إلى أن تتحرك وزارة الهجرة والمهجرين لتصنع من هؤلاء مشروعا وطنيا كبيرا يخدم الشعب العراقي الذي حُرم من التقدم وتسهيل الخدمات نعم أيها المسؤلون في الحكومة الجديدة تحركوا على إخواننا في المهجر وأكثركم كان هناك ويعلم الوضع جيدا استفيدوا منهم ففيهم الطبيب والمهندس والعالم والعامل والطيار والتاجر والحريص على بلده آن الأوان لكي نستثمر الطاقات ونحولها إلى نفع عام وقد وجدت فيهم حرصا شديدا في بناء العراق والمساهمة في تطوير مؤسساته لقد وجدت فيهم حبا للعراق لا يزال يتفجر عبر دموع سقطت من عيونهم وحسرات وآهات نطقت بها جوارحهم فحركت أجسادهم فانتفضت كالعصفور بلله القطر وهذا في كل اللقاءات التي إلتقيتها بالعراقيين سواء في مراكز متعددة في كوبنهاكن أو مراكز في مدينة مالمو في جنوب السويد نعم انه الظلم الذي جعلهم يتركون بلادهم وأرضهم ليذهبوا إلى تلك البلاد التي لا تتوافق مع طبيعتهم لقد فرحوا من أصواتنا ورغبوا أن يتفهموا وضع العراق الحقيقي وعقدنا لأجل ذلك الندوات وهنا أسجل الشكر والامتنان إلى الإخوة الذين قاموا بهذه اللقاءات وهيئوا لها ونعتذر عن لقاء النخب النسوية لضيق الوقت ونعدهم أن نلتقيهم في مناسبات أخرى هذا هو مؤتمر كوبنهاكن الذي حضرناه لأجل الإخوة المسيحيين فأبى الحاضرون إلا أن يكون لكل العراقيين والى مؤتمرات أخرى نافعة وناجحة تداوي جرح العراق.الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملاعضو التحالف الوطني رئيس جماعة علماء العراق في الجنوب
https://telegram.me/buratha