المقالات

ما أحلى الإخلاص.

788 17:56:00 2011-01-19

حسن الهاشمي

أخلص في عملك فإن الناقد بصير بصير... لاسيما إذا كان العمل عملا تبليغيا وتوجيهيا وإرشاديا، فإنه أحوج ما يكون إلى نفحات الإخلاص حيث إنه من صميم عمل الأنبياء والأولياء والصالحين الذين هم قمم الإخلاص وذروة الفناء في ذات الله في كل صغيرة وكبيرة من حياتهم، ولعل ذلك ما تؤكد عليه الروايات الشريفة أن ينوي المرء عند إقدامه على كل عمل يتعلق بشؤونه العامة أو الخاصة القربة إلى الله تعالى والإخلاص إليه ليحصل على ثوابين حصاد ما يبذله من جهد دنيوي وآخر ما يقطفه من زرع أخروي، علاوة على ما يضفيه على الحالة الدنيوية من بركة ودوام نعمة وعاقبة خير.فالإخلاص لله في العبادة والإتقان في العمل هذه الأمور تزيد من توفيقات الإنسان، وطالما يستطيع الإنسان أن يكون مبدعا في مزاولة أي عمل إذا امتزج بالإخلاص والإتقان والابتعاد عن الغش والتزوير والتملق والإذلال، فمن أراد عزا بلا عشيرة وحكما بلا سلطان فليخرج من ذل معصيته إلى عز طاعته، حينئذ ستنهمر عليه بركات الأرض والسماء.علماء الأخلاق يقولون إن الإخلاص ضد الرياء، وهو صفاء الأعمال من شوائب الرياء، وجعلها خالصة للّه تعالى، وهو قوام الفضائل، وملاك الطاعة، وجوهر العبادة، ومناط صحة الأعمال، وقبولها لدى المولى عز وجل، وتتفاوت قيم الأعمال، بتفاوت غاياتها والبواعث المحفزة عليها، وكلما سمت الغاية، وطهرت البواعث من شوائب الغش والتدليس والنفاق، كان ذلك أزكى لها، وأدعى إلى قبولها لدى المولى عز وجل.وليس الباعث في عرف الشريعة الإسلامية إلا (النيّة) المحفّزة على الأعمال، فمتى استهدفت الإخلاص للّه تعالى، وصفت من كدر الرياء نبلت وسعدت بشرف رضوان اللّه وقبوله، ومتى شابها الخداع والرياء، باءت بسخطه ورفضه.لذلك كان الإخلاص حجراً أساسيا في كيان العقائد والشرائع، وشرطاً واقعياً لصحة الأعمال، إذ هو نظام عقدها، ورائدها نحو طاعة اللّه تعالى ورضاه، وناهيك في فضل الإخلاص أنه يحرر المرء من إغواء الشيطان وأضاليله (فبعزتك لأغوينهم أجمعين، إلا عبادك منهم المخلصين).والإخلاص هو العمل في سبيل الله، وما كان لله ينمو وما كان لغيره يضمحل ويخبو، حيث كان الإخلاص هو المنار الساطع، الذي ينير للناس مناهج الطاعة الحقة، والعبودية الصادقة، كان الشيطان ولوعاً دؤوباً على إغوائهم وتضليلهم بصنوف الأماني والآمال الخادعة: كحب السمعة والجاه، وكسب المحامد والأمجاد، وتحري الأطماع المادية التي تمسخ الضمائر وتمحق الأعمال، وتذرها قفراً يباباً من مفاهيم الجمال والكمال وحلاوة العطاء.ولا تزال الخدمة الحسينية تتطلب المزيد من الإخلاص وصفاء النية وكيف لا نخلص في خدمته وهو قد أخلص لله بدمه الطاهر؟! الذوبان في خطه وتشذيب العمل الحسيني مهما كان من الرياء والمجادلة والتفاخر والمتاجرة، هي من موجبات العمل الحسيني الخالص الذي يصب في الإخلاص لله من أوسع أبوابه.وحري بالجميع أن يتحصنوا بالإخلاص ويبتعدوا عن موهمات الأطماع الدنيوية الزائلة، فإن الدنيا زائلة وما يبقى هو العمل المخلص الخالي من شوائب النفاق، وقد يحصل الإنسان الملتوي على ضالته في الحياة الدنيا، بيد إن عاقبته ستكون إلى سوء وإن أمره سيفتضح بالدنيا قبل الآخرة وما سيلاقيه هناك أشد وأخزى، أعاذنا الله وإياكم من الزلل وأخذ بأيدينا إلى حمر النعم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك