المقالات

الدروس والعبر بالمشي الى كربلاء في زيارة الاربعين

1947 14:53:00 2011-01-19

.... شاكر محمود الكرخي

لم اكن ممن يعتقد بالمشي الى كربلاء في زيارة الاربعين وكنت اعتبر من يقدم على هذا العمل اما للرياضة او النزهة او ممن يؤمنون بالغيبيات ولديه حاجة يريد قضائها ,, وفي السنة الماضية راودني احساس كبير بالرغبة للذهاب الى زيارة الاربعين من المحافظة التي اسكن فيها بغداد والهدف هو دراسة الجدوى من الزيارة لكي اتعايش مع الزوار (المشاية) عن كثب وهنا هصل ما لم اكن اتوقعه ...؟ شددت رحالي وتهيأت للسفر وبعد خروجي الى الشارع وجد الالاف من الناس يسيرون افواجاً افواجا وهم متنوعون لايوجد بينهم فرق بين الاسود والابيض الافي قدرته على المشي وكانهم يطوفون حول الكعبة ,, وانا احث الخطى الى كربلاء كنت بين فترة واخرى اتوقف للراحة وهناك التقي بمجموعة هم مثلي انهكهم المشي ووقفوا يستريحون ,, وبدأت دراستي من جدوى زيارة الاربعين بسؤال احد الزوار ,, لماذا تسير مشيأ الى كربلاء ؟ نظر الى بأزدراء واستغراب ,, واعاد عليّ سؤالي ,, لماذا اسير الى كربلاء الجواب بديهي ياأخي ,, الايمان بصاحب الذكرى ,, ان المبادئ والاهداف التي ضحى من اجلها الامام الحسين (ع) لنصرة الحق والدفاع عن الاسلام من زيف المتزلفين من بني امية الذين حاولوا ان يوظفوا الدين لخدمة السلطة وهذا ما نعيشه هذه الايام من تصرفات بعض الاحزاب الاسلامية ,, ان المشي الى كربلاء يعني بالنسبة لي ارتباط وثيق ووفاء لصاحب الذكرى واعتقاد بما مضى له الامام الحسين (ع) ,, واصلت المسير وكان يسير الى جانبي احد (المشّاية) سألته ,, لماذا تسير مشياً الى كربلاء ؟ جاوبني وانفاسه ترتفع وتنخفض ,, اريد ان اواسي الحسين في صبره على تحمل حرارة الصيف وحد السيوف من اجل اعلاء كلمة الله في الارض .وواصلت االمسير وكنت أتأمل في وجوه هؤلاء الناس الذين يتحملون عناء كبير ويحثون الخطى الى كربلاء وقد تعلمت من هذه التجربة دروس وعبر ,, تعلمت كيف يكون الوفاء للذين يضحون من اجلنا ,, وتعلمت الصبر والتحمل من اجل بلوغ الهدف ,, وتعلمت وأنا انظر الى اؤلئك الذين يقدمون الخدمة ( للمشاية ) جهود مضنية وبذل الاموال من اجل مواسات صاحب الذكرى وبغية الحصول على الاجر والثواب ,, ولاحظت ان هذه المناسبة هي من افضل المناسبات التي يتواصل بها العراقيين فيما بينهم ويعتبر هذا التواصل من العوامل المساعدة في ايجاد مناخات مناسبة في علاقة العراقيين فيما بينهم ,, وايقنت ان المسير الى كربلاء يعني التحدي الكبير للارهاب وللعقائد المنحرفة للذين يدّعون انهم يعملون وفق تعاليم الاسلام ,, ومن اهم الدروس التي تعلمتها , حكمة الباري عزّ وجل ومصداق الاية الكريمة (وجعلنا افئدة من الناس تأوى اليه ) هو الذي دفع هذه الملايين تحمل الصعاب من اجل الوصول الى كربلاء ,, ان تفاعل الناس مع هذه المناسبة دليل واضح على قيمة العمل الكبير الذي قام به الحسين(ع) واصحابه وايقنت ان على كل مسلم الحفاظ على هذا الارث العظيم لان فيه معانٍ كثيرة تجعلنا امام مسؤولياتنا في الحفاظ على بيضة الاسلام في العراق . على القادة السياسيين ان يتعضوا من معالم الثورة الحسينية وان يعلموا ان الرجال يخلدون بمواقفهم وتفانيهم وتضحيتهم بالغالي والنفيس من اجل تحقيق اهدافهم وان من يحاول ان يبني مجده على حساب مظلومية الاخرين مصيره مصير معاوية ويزيد وعمر ابن سعد وعبيد الله بن زيادة لايذكرهم التأريخ الا باللعنة وصاروا مثالاً لعاقبة السوء للذين يصادرون حقوق الاخرين .. لقد تعلمت من المشي الى كربلاء الكثير وادعو كل المؤمنين تجربة ماجربته.السلام عليك ياأبا عبد الله ,, وعلى الارواح التي حلت بفنائك ,, عليك مني سلام الله ابداً مابقيت وبقي الليل والنهار ,, ولاجعله الله اخر العهد مني لزيارتكم ,, السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اصحاب الحسين ,, السلام على ام المصائب العقيلة زينب ورحمة الله وبركاته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك