حسن الهاشمي
شخبت أوداجه الأربعة دما فتطاير منها لاءات أربع... لا للظلم، لا للفساد، لا للاستبداد، لا لسحق القيم والفضيلة...وطالما تغنى به الأحرار لبيك... نفديك... سعديك، لأنه لبى وفدى وسعد...يخطأ من يظن إنه مضجع، بل إنه منور...ويخطأ كذلك من يظن إنه جدث، بل حرث...ويخطأ أكثر من يعتقد إنها جدران جامدة، بل إنها مناهل خير دافقة...تنورت به الأرض والجدران والمضجع والضريح متصلة بقبس الضُراح، وإذا بها تتحول إلى بياض وضاء وأحزمة نور تقذف بقلب حائر فتحوله إلى ثائر...ثائر ضد الأنا... الهوى... الخنا... وضد كل من ينتكس عن الورى... وهو يعيش في حظيرة المنى... منى النفس والسلطان الأهوج الذي يظل يفتك بنا، ليحرمنا من نعمة طالما مدت العيون والأبصار إليها قبسا يبهر الألباب والأبصار...ذلك القبس الأبلج المتصل بين السماء والأرض، ينجذب إزاءه كل جميل لصباحة وجهه، ويبتعد عنه كل قبيح لمباينة جوهره...فكانت الوفادة للمماثلة... والعداوة للمزايلة... وبقينا بين هذا وذينك ضحايا المصابين بعشو العين الذي أصاب البعض، فظن إننا إلى سراب وغاب عنه إننا إلى مآل...
* الضُّراحُ، بالضم: بيت في السماء مُقابِلُ الكعبة في الأَرض؛ قيل: هو البيت المعمور؛ عن ابن عباس/ لسان العرب.
https://telegram.me/buratha