المقالات

ماذا بعد نتنظر من نخبنا الحاكمة؟

894 10:43:00 2011-01-18

عبود مزهر الكرخي

أحببت إن أكتب مقالتي بعد الذي شاهدته يجري في العراق وما يجري على ساحتنا السياسية والذي كل أعضائنا في المنتدى يتابعون هذه الأحداث التي تجري والتي هي احداث لا تسر عدو ولاصديق.فهذا التأخير في تشكيل الحكومة والسباق المحموم على كرسي رئيس الوزراء وكراسي الحكم الأخرى جعل العراق يدخل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأطول دولة في مجال تاخير تشكيل الحكومة والذي يعتبرة بعض من ساستنا الجهابذ إن هذا التأخير امر طبيعي لكي تاخذ كل الكتل والأحزاب وقتها في التشاور لتشكيل الحكومة لكي يتم عمل حكومة تخدم البلد وشعبه وحسب ادعائهم وتصريحاتهم التي لانهاية لها في أنهم يبغون الحكومة التي تنقذ البلد من الوضع الماساوي الذي يعيشه والتي باعتقادي المتواضع وكل العراقيين لديهم نفس هذا التصور فأن هذه التصريحات هي تصفيت كلام كما يقال في العراق وأن الحكومة التي تولد سوف تكون بعملية قيصرية وتخرج وهي ضعيفة لاحول لها ولاقوة لأنها مرهونة بكل التجاذبات الموجودة على الساحة والمعروفة لدى الجميع والتي أتخذت صيغ ومصطلحات جديدة مثل المشاركة الوطنية (عوضاً عن المحاصصة) وهذه الكتلة تريد وزراتين سيادية والأخرى تريد وزارة امنية ..الخ من المطالبات والتي نقول عندنا((على هالرنة طحينج ناعم))ولا ادري كيف تولد حكومة قوية واي عاقل يصدق ذلك لأن قيل قديماً((حدث العاقل بما يليق فأن صدق بما لايعقل فلا عقل له)) والعراقيين كلهم قد عرفوا مجريات الأمور ولا أحد يستطيع إن يطلي من اكاذيب وادعاءات بقرب تشكيل الحكومة التي تخدم العراق وشعبه والذين يعتبرون هذا كلام في الهواء ومحض سراب فالواقع هو يفسر كل شيء موجود على ساحتنا والوقائع تتحدث عن ذلك.وأكتب مقالتي هذه وأعذروني على صراحتي التي أرجو من الله إن لايمسها مقص الرقيب لأننا نعيش حالة اليوم ومع الأسف الشديد إن من تخالفه الرأي ينعتك الطرف المقابل بأبشع النعوت والصفات تصل إلى حد اتهامك بالبعثية ومن رجالات فترة الصنم هدام أو يعمل إن على إن يسلبك رأيك الذي تؤمن به من خلال حذف المقاطع أو الكلمات التي فيها افتراق مع أفكار صاحب الموقع أو الصحيفة التي تكتب بها مع العلم هناك مقولة أعتز بها واؤمن بها اشد أيمان وهي ((الأختلاف في الرأي لايفسد في الود قضية)) وهي تعني بقبول برحابة صدر وسعة افق الراي الأخر وبعيداً عن التعصب والأنغلاق والتحصن بالأفكار التي يؤمن بها وجعل كل افكار الطرف المقابل خطا وتندرج في خانة كل النعوت والصفات التي لاتخدم الدين والبلد والمذهب.ولنا في سيرة نبينا الأكرم محمد(ص) وأئمتنا المعصومين(ع) خير مدرسة لتعلم مبدا السماحة والحلم ولنأخذ هذه الحادثة عن الأمامين الحسن والحسين(ع)روحي لهما الفداء عندما شاهدا رجلاً يصلي في المسجد وكان في وضوءه غلط فماذا عملا جلسا عند الرجل وأخذا يتحاوران معه حتى انس بهما ثم جاءت الصلاة ولم يقولا له إن وضوءك غلط أو من هذه الأمور عندها قالا للرجل ((هلم ياعم نتوضا معا وتشاهد من هو أسبغ وضوءاً انا ام اخي))وتوضأ الحسن والحسين روحي لهما الفداء فعرف الرجل بعدم صحة وضوءه ونبهاه ولكن بأسلوب بعيداً عن التقريع واللوم او التأنيب وبأسلوب كله يحمل كل معاني العلم والفهم لكل اساليب الحوار الراقي والثقافة العالية.ولنا في سيرتهم العطرة الكثير الكثير التي لايتسع في مقالتنا إن نحصر النزر اليسير منها.وكانت على أثرهم اختطوا مرجعيتنا الرشيدة وعلى مدى الزمن في تقلد المرجع تلو الأخر الذي يكمل مسيرة الذي قبله ويمشي على خطة الأئمة الهاديون المهديون(ع) ولنا في مرجعيتنا الرشيدة الحالية والممثلة بشخص آية العظمى السيد علي السيستاني(دام الله ظله الشريف علينا)كقمة في سياسة التسامح والحلم والذي كان وكما اذكر دائما بانه صمام أمان العراق الذي حفظ العراق والعراقيين من جريان شلالات الدم(لاسمح الله) التي بحكمته وعلمه وسماحته حمى العراق والعراقيين والتي بدوري أعتبر نفسي من السائرين على خطى المرجعية الرشيدة والتي لها الفضل الكبير وعلى كل العراقيين في تفتيح اذهاننا والعمل على نشر سياسة التسامح والحب وحب العراق وحسبنا في الدعي العريفي السعودي(قبحه الله) الذي نعت سماحته بمختلف النعوت التي لا تليق إن يتلفظ أي شخص عادي فكيف وبهذا الدعي الذي يعتبر نفسه رجل دين ويامر بالمعروف وينهى عن المنكر ولكن ماذا كان جواب سيد النجف؟ قال أني اسامحه وارجو من الله أن يهديه وطلب في نفس اللقاء اشاعة مذهب انا احبك وطلب بإن تسود المحبة من قبل الجميع والذي يتهجم عليك او يعيب عليك بادره بقول انا احبك.فهذا الخلق وهذا التصرف يدلل على سمو عالي في الأخلاق والشرف وكل المعاني والمفردات الجميلة في قاموس القيم السامية وهذا انه اكتسبها من خلال سيرة اجداده أئمتنا المعصومين(عليهم سلام الله اجمعين) وحمله من العلم والثقافة والتسامح ما يندر إن يحملها أشخاصنا في وقتنا الحاضر والتي تجد هذه الأخلاق والعلم العلي عند اشخاص قليلون اختارهم الله سبحانه وتعالى وبحكمة منه لأن يكونوا اصحاب دور ورسالة في مجتمعاتهم التي يقودونها ويؤدون واجبهم القيادي والتربوي في هذا المجال.ونأتي الآن الى نخبنا الحاكمة في ساحتنا السياسية والتي الكثير منها يحمل ويصطبغ بصبغة الدين فنجد إن في كل ما كتبناه أنفاً في مقالتنا لا ينطبق ولو بشعرة عليهم جاءوا الى السلطة وأغلبهم من دول الخارج وهم لايعرفون أي شيء عن وضعية المجتمع العراقي وماهي آماله وطموحاته بسقوط الصنم هدام ورب قائل يقول أنهم ملاحقين من قوى البغي في النظام البائد وأقول هذا صحيح ولكن الا كان حريٌ بهم دراسة وضعية العراق وشعبه ومعرفة مقدار التركة الثقيلة والقاسية التي خلفها حكم الصنم ورفع تلك التركة التي يرزح بها شعبنا الصابر الجريح.ولكن فعلوا العكس فكان تكالب ساستنا على الحكم لاوصف ولاحد له وأنشغلوا بهمومهم الدنيوية ومصالحهم الشخصية وجعلوا السلطة التي تقلدوها والتي وعدوا شعبهم وناخبيهم بأنهم سوف يكونون العين الساهرة والحريصة على تحقيق طموحات شعبهم وآمالهم التي جعلوها امانة في أيدي نخبنا الحاكمة.ولنقول بصراحة وبتجرد وليعذرني قاريء مقالتي بأن نخبنا هؤلاء هم عبارة عن مراهقين سياسيين ليس لديهم خبرة سياسية وحنكة في أدارة الدولة هم وأحزابهم وهم جاؤا بعد إن شاهدوا كل الأغراءات الموجودة في السلطة التي كانوا محرومين من كلها والذين كان أغلبهم يعيشون في بلدان المنفى على مايعرف الأعانات الإنسانية والتي تسد بالكاد مصاريف معيشتهم ورب سائل يقول أنهم كانوا مطاردين ونقول معك حق ولكن إلا كان حريٌ بهم دراسة واقع العراق وشعبه والمحن التي كانوا يعيشها جراء السياسة الظالمة التي أختطها الصنم هدام لكي يرفعوا هذه المعاناة عن شعبنا وبلدنا. ولكن بدلاً من هذا انكبوا على الجري والركض على تحقيق مصالحهم الشخصية وتحقيق المكاسب الضيقة النفعية ليصبحوا طبقة هم النخب الحاكمة في العراق وهم التي أثرت بشكل سريع وبشكل لايصدق هم عوائلهم ولتكون لهم روؤس أموال يعجب لها كل من يراها وليكونوا طبقة تملك من الأموال ما لايصدق به العقل ويعيشون حياة مرفهة ومع عوائلهم في الخارج ويمتلكون من العقارات والاستثمارات مايوازي هذه الثروة التي تشكلت بوقت قصير والذي لو نريد إن ندرجه فأنه يدرج في الكسب غير الحلال أي ((المال السحت)) والتي ذكرها سيدي ومولاي أمير المؤمنين(ع) بمقولته المشهورة((ما جمع من مال إلا من شح أو حرام))فكيف وهذا المال قد تكوّن في مدة زمنية قصيرة.وكان قادتنا السياسيين وتحت مختلف المسميات ليس لديهم القدرة والخبرة على ادارة الدولة ومفاصلها وكان الوزير أو المدير في حصانة تامة لكل ما يقوم به لأنه مسنود من قبل حزبه ولايستطيع أحد مسائلته أو استجوابه في كل ما يقوم به ولهذا نلاحظ إن الوزارة أو الدائرة الفلانية تكون مغلقة للحزب الذي ينتمي اليه الوزير او المدير ولهذا تم جلوس ناس مسئولين هم ليسوا اهلاً لهذا المنصب ولايحملون الكفاءة على أدارة هذه الوزارة وكانت كل مؤسسة في الدوله هي تضم أقرباء وحاشية المسئول ولايتم التعيين إلا إن يكون منتمياً لحزب المسئول أو مايحمله من واسطة أو اموال لكي يرشي بها الموظفين لأجل التعيين وبغض النظر عن كل مايحملوه من شهادات.ومن هنا استشرى الفساد المالي والإداري بشكل لا مثيل له لكي يصبح العراق ثالث في العالم من حيث الترتيب من ناحية الفساد والذي حطم وبيد من حديد كل مابقى من دولتنا التي كانت أيلة للسقوط لكي يكمل الفساد المالي واإداري هذا السقوط ولينطبق المثل (جمل الغركان غطة).ولهذا كان هذا التخبط في أدارة الدولة لمجيء هؤلاء الأشخاص العديمي الخبرة والغير مؤهلين في تحمل دولة تريد النهوض من أعباء تركة ثقيلة منها بلدنا وشعبنا نتيجة الذي قام به النظام البائد والتي يتطلب وجود رجال تستحق إن يطلق ابطال لكي يقودوا سفينة العراق وأيصاله إلى بر الأمان ولتصبح تلك السنين السبع التي تلت السقوط سنوات عجاف على شعبنا الصابر الجريح وعلى عراقنا الحبيب من ناحية العنف والقتل والذبح على الهوية وأنتشار العنف الطائفي والعرقي وبشكل واسع وعلى مستوى العراق ووسيادة الفوضى الإدارية والأقتصادية وعلى مستوى الدولة والمجتمع وانتشارها بشكل سريع ومثل السرطان وبشكل مخيف بحيث كان أحد الادوات المهمة التي تأتي بعد الأرهاب في المحاولة من تدمير البلد وشعبه.وهذا ما اعطى ورقة رابحة لكل المعادين لتجربة الحكم الديمقراطي الشيعي بكل معانيها الراقية في الداخل والخارج للعراق أستغلالها أبشع استغلال في القول في إن حكم الشيعة غير قادر على ادارة البلد والشعب وهذا ما تلاحظونه من الفوضى التي يعيشها البلد والأوضاع المأساوية التي يعيشها شعبه.ونتيجة لطول مقالتي التي أرجو إن لا يمل منها قراءها فسوف نستكمل هذه المقالة ونلاحظ كيف وصلت أوضاع البلد لهذا المستوى الماساوي ومن كانت الأيدي الخفية التي تساهم في هذا الوضع وإن كان لنا في العمر بقية أنشاءالله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك