د/ عادل راضي الرفاعي - السويد
قرأتُ اليوم َ خبراً في صحف ٍ كثيرة مؤدّاه ُ أن ّ رئيس دولة الكويت قامَ بتكريم كل مواطن كويتي مبلغ ألف دينار أي مايعادل ثلاثة آلاف وخمسمائة دولار وهذا المبلغ يشمل جميع المواطنين الكويتيين كبارا ً وصغارا ً ورضّعا ً ولم تقف المكرمة عند هذا العطاء فحسب بل شملت توزيع مواد غذائية لمة عام كامل مجانا ً والمناسبة ذكرى الاستقلال والتحرر من غزو صدام للكويت .وهنا أخذت الرعدة ُ والإعجاب ُ مأخذهما من يراعي فطاوعتهُ مرسلا ً هذه السطور لعلها تحتثّ ساكني الخضراء ممّن يملكونَ ناصية القرار في الدولة العراقية للنظر إلى شعب العراق بعين الإنصاف والإجلال والإكرام .http://www.alarabiya.net/articles/2011/01/17/133791.htmlتلفّت َ قلبي وعادت ذاكرتي قليلا ً إلى الوراء منذ سقوط صنم بغداد عام 2003 أيام كانت المكرمات تنهال على رجال البعث وأصدقاء الرئيس وغيرهم ممن يرفل بالولاء والإخلاص للقائد الرمز - منذ ذلك الوقت والعراقيون لم يسمعوا بشيء اسمه ُ مكرمة فهل أن الدولة العراقية الحديثة تجرح مسامعها لفظة المكرمة ولهذا السبب من ثمان سنوات لم تقدّم مكرمة ً للشعب ِ وهو أهل ٌ لها ؟ ربما يكون ذلك لأنها ترتبط بالنظام السابق ...لكنني أقول في هذا المقام أن المواطن العراقي بحاجة إلى مكرمة ٍ عينية ومكرمة ٍ مضاعفة تضاهي وقفاته مع الحكومة الجديدة وتوازي تضحياته الجسام التي تشهد لها شوارع ُ الموت في بغداد ومدن العراق ... ولتكن مليون َدينار لكل مواطن ٍ عراقي مع لحصة تموينية مجانا لستة شهور فقط ... أسوة ً بالكويت الجار بالجنب ِ ... وليسمّها من يشاء عدوى لنقل ْ له : حبذا تلك العدوى فهي تقتل فايروس السخط والعوز والغيرة والحسرة والقهر والحيف وتنشط مناعة الحب للوطن وللناس النبلاء الأشراف والعراق الجديد . وليكتب من يكتب : عطست الكويت جودا ً فأصيب َالعراق بحمّى المكرمات !!!!!!!!!!!!!!.العراقيون جديرون بالمكرمة لأنهم لم يخشوا بهائم الأعراب ومفخخات تورا بورا فانطلقوا ليولدوا حكومة ً أوجدتها أصابعهم البنفسجية .جديرون بالمكرمة لأنهم صبروا سنين َ عجاف ٍ تحمّلوا فيها الضيمَ والظلم والجور وسامهم فرعون ُسوء العذاب يتفنن به حتى يئسوا بل عدل َبعضُهم عن الإيمان بالفرج الإلهي وأصبح القنوط ُيشاطرهم مضاجعهم بعد هذا ألم يكونوا جديرين بها ؟.جديرون بالمكرمة ... لأن ّ أقدامهم تمشي على أتربة ٍ غنية بنعم الله بترول وخضراء وحمراء لكنهم كالعيس ِفي البيداء يقتلها الظما ... والماء ُ فوق َ ظهورِها محمول ُ ... لأن ّ أكفــّهم عطشى وهم يملكون عذبا ً فراتا ً سائغا ً للشاربين إلاّهم ... و يتذوق غيرُهم دجلة ً عسلية ً . ألم يكونوا جديرين َبها ؟.جديرون بالمكرمة .... لأن أرض المنافي جذبتهم عن ديارهم وصيرتِ الدمع عاشقا ً متيما ً بالخدود حتى حفر فيها بيتـَه ومنزله ُ .... جديرون لأن الوطن كان يعني لديهم قاموسا ً دمويا ً حينما يفتحون دفتيه ِ تطالعهم مفردات الإعدام والتعذيب والشنق والحبس والاعتقال والتغليف . ألم يكونوا جديرينَ بها ؟.جديرون بالمكرمة .. لأنهم أيام القائد الرمز قطعتْ آذانـُهم ووشمتْ جبينـُهم لأنهم مسكوا أو استلموا الدولار بأيديهم أو أية عملة ٍ أجنبية .... جديرون َلأنهم نزعوا أقراط فتياتهم وتبرعوا بها رغما وقسرا ً لقادسية الشر . ألم يكونوا جديرين بالمكرمة ؟.جديرون بالمكرمة .... لأن فيهم الفقير والمحتاج والمعوز والمسكين وابن السبيل .. وفيهم الضعيفين ِواتقوا الله فيهما ... وفيهم من تسري دموعه ُ والناس نيام ٌ ... وفيهم القانع والزاهد والمتعفف وأباة النفس .جديرون بالمكرمة ... لأن أحدهم يقول مايضيرُ الوطن وحماتـِهِ في المنطقة الخضراء إذا أفاضوا على أبناء الوطن بصادرات شهر واحد من النفط لاسيما وأن النفط قد شارف المائة دولار .. ليقول أحدهم وهو أبجدي ٌ في الاقتصاد ألفبائي ٌ في السياسة لتفترض الحكومة : أن سعر برميل النفط سبعون دولار وليس تسعين وتتبرع بالباقي مكرمة ً للشعب .. وتزيد جميلها أي الحكومة وتتبرّع بستة ِأشهر ٍ -وليس عاما كاملا - مواد غذائية جيدة معطرة بالهنا ليقل ْ المبادر فيها : بالعافية هذا منكم ولولا كم ما كنـــّا .
https://telegram.me/buratha