المقالات

رمز الاعتدال والانفتاح

941 08:58:00 2011-01-18

احمد عبد الرحمن

لاشك اننا نحتاج في كل الاوقات والمراحل والظروف الى استذكار الرموز الوطنية الجهادية والسياسية التي كان لنضالاتها وتضحياتها ومواقفها الشجاعة والجريئة ضد الديكتاتورية والاستبداد دور كبير ترسيخ مباديء الحرية والديمقراطية، وتصحيح المسارات والمناهج والسياقات الخاطئة.ولعل العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم (قدس سره) كان من بين ابرز الشخصيات الوطنية التي تركت بصماتها واضحة وجلية في خارطة النضال الوطني ضد النظام الاستبدادي الديكتاتوري في العراق، الى جانب بصماته في المجالات الفكرية والثقافية والاجتماعية في مختلف بقاع العالم الاسلامي وغير الاسلامي، على امتداد اكثر من ثلاثة عقود من الزمن.لقد كان العلامة السيد مهدي الحكيم انموذجا للشخصية الرسالية التي تحركت في فضاءات واسعة وفسيحة، وتعاملت مع مختلف العناوين والاتجاهات، في الاطار الوطني وفي الاطار الاسلامي كذلك، وكان رمزا من رموز التسامح والاعتدال والانفتاح على الجميع.وازاء ذلك لم يكن غريبا ان يتعرض الى حملات تشهير واساءة من قبل النظام الحاكم منذ وقت مبكر، وفي عهد والده الامام السيد محسن الحكيم (قدس سره). وكان واضحا للكثيرين ان السلطات الحاكمة ادركت حجم التأثير والحضور الذي كان يمتلكه العلامة الشهيد(رض)، وما يمكن ان يشكله من خطر عليها، في مرحلة شهدت صعود وتألق نجم الحركة الاسلامية في ظل وجود وتصدي شخصيات دينية كبيرة للعمل الاسلامي في جوانبه السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية.وظلت النظام الصدامي المقبور يتحين الفرص لتصفية السيد مهدي الحكيم، الى ان تحقق له ذلك في العاصمة السودانية الخرطوم مطلع عام 1987 ، حينما ذهب الشهيد السعيد الى هناك للمشاركة في مؤتمر اسلامي، في اطار حركته الدائبة لما فيه خدمة الاسلام والمسلمين.لقد شكل فقدان الشهيد السيد مهدي الحكيم (رض) خسارة كبرى على الصعيد العراقي الوطني، وخسارة كبرى لعموم العالم الاسلامي، وخسارة كبرى للانسانية جمعاء. وان ماننعم به اليوم من حرية في ظل الاجواء والمناخات الديمقراطية بعد عقود من الظلم والتسلط والاستبداد بشتى اشكاله وصوره، ماكان له ان يتحقق لولا تضحيات الكثير من ابناء هذا الوطن، ومنهم-بل في مقدمتهم-العلامة الشهيد مهدي الحكيم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك