حافظ آل بشارة
بكل برود قالت مصادر الاخبار ان السلطات الأمنية في البصرة تحقق في حادث هروب اثني عشر ارهابيا خطيرا من سجن في المدينة ، الفارون محكومون بالاعدام لانهم نفذوا التفجيرات الاخيرة في العشار وشارع عبد الله وقتلوا بالكاتم عددا من المسؤولين الأمنيين ، مصدر حكومي اثار دهشة المستمعين اذ قال : ان العملية تمت بالتواطؤ بين الارهابيين والقوات الأمنية ، وهل هذا سر ؟ وهل ان التواطؤ تم مع القوات الهندية ؟ وقال انه يحمل القوات الامنية المسؤولية كاملة ! ومن يتحمل المسؤولية غير تلك القوات هل تتحملها حمودة أم اللبن ؟ قضية تهريب السجناء قضية شائعة ومستمرة واصبحت مصدر ثراء لبعض الرجال الاشاوس ، الناطقون الرسميون يستنكرون هذه الفعلة الشنعاء ويقولون في بياناتهم انها تتناقض مع مبادئ الشرف والغيرة والوطنية و... الخ لكن التقاليد الداخلية لبعض الوحدات الأمنية تتفاعل سرا مع هذا النوع من الصفقات التي نسميها (فسادا) والتي تدر ارباحا خيالية ، بعضهم يقول : لا يستطيع الا نبي مرسل ان يقاوم اغراء عملية تهريب مجرم خليجي من السجن مقابل مليون دولار أو أكثر للرأس ، واذا كانت الصفقة تتناول مجموعة مجرمين فحدث ولا حرج ، عمليات تهريب المعدومين السابقة اغلبها كانت ناجحة وجرت في سجون بغداد والموصل وديالى وسجون اخرى ، استمرار هذه العمليات بنجاح يدل على عدم وجود اي اجراء يعيق تكرارها ، ويلاحظ عقب كل عملية تهريب الاعلان عن تشكيل لجنة تحقيقية لكشف اسرار الجريمة ولم نسمع أخبار تلك اللجان وقد تكون جزء من السيناريو ، هذه الحقائق جعلت بعض المحللين يرجح ان بعض تلك العمليات ربما تكون سياسية وناتجة عن اتفاقات على مستوى عال وباموال كبيرة جدا لحساب رؤوس ضخمة لكنها تنفذ باسلوب عادي لا يجلب الانتباه وتسجل ضد هذا الحارس المسكين او ذاك . عملية الهروب في البصرة جرت في سجن يقع ضمن مجمع القصور الرئاسية ويحظى بحماية استثنائية ، اذن لا بد من وجود قرار من مسؤول كبير في الموقع ، حوادث التهريب تدل بوضوح على ان قيادة الارهابيين قادرة على انقاذ رقاب افرادها من حبل المشنقة متى تشاء مستخدمة أموالا هائلة لا يصمد امام اغراءها أحد وكما يقول المثل : (لكل شرف درجة انصهار) وعندما تستخدم هذه الاموال الضخمة فان القاعدة لا تحتاج بعد ذلك الى ما يسمى بالاختراق الامني لتهريب اعضاءها من السجن لان تقديم العرض الى المتواطئين في عملية التهريب سيجري بطريقة سهلة وسيجد الوسيط المكلف استقبالا كبيرا وتلهفا لهذه المشاريع ، يعتقد الناس ان كل شيء في هذا البلد قابل للبيع فكيف لا يباع مجرم محكوم بالاعدام ؟ وكيف لا يتم نقل البضاعة الى المكان المقرر علنا ؟ الذين فقدوا حياتهم في التفجيرات والاغتيالات هم بشر ولدمهم حرمة لكن عندنا حفظ الحرمات مؤجل بانتظار تعيين الوزراء الامنيين ، وفي يوم تعيينهم ربما سيعلن عن هروب آخر مجرم خطير واعتبار ماجرى خيانة منافية للشرف والكرامة والوطنية و... الخ .
https://telegram.me/buratha