المقالات

التجربة التونسية ومستقبل الانظمة العربية


طه الحسني

اليوم كتب لتونس عهد جديد بعد ان انتصرت ارادة الشعب على ارادة القهر وقتل الحريات ,, اليوم اشرق صبح جميل في سماء تونس وفي سماء الشعوب المضطهدة ,, اليوم اصبح عرش الطغات مهدد في كل انحاء المعمورة ,, اليوم دق ناقوس الخطر في قصور القادة العرب ,, في السعودية ومصر واليمن والجزائر والمغرب والسودان والاردن وامارات الخليج .ان تجربة الشعب التونسي اصبحت مفتاح لحريات شعوب المنطقة المضطهدة فالسكوت على المفسدين والسماح لهم بنهب الخيرات وان ينعم فئة قليلة ويظلم الاغلب الاعم من ابناء الوطن امر لايقبله المنطق والعقل .ان تجربة الشعب التونسي بدأت بمتظاهر احرق نفسه احتجاجاً على تغافل الحكومة عن الاوضاع الاقتصادية لاغلب ابناء الشعب وسلبه مصدر رزقه من دون التفكير في ايجاد البدائل المناسبة له وتحول هذا المواطن الى شمعة اضاءت طريق تحرير تونس من براثن حكومة (زين العابدين بن علي) وقد هيج مشاعر التونسيين وحفزهم على الخروج الى الشوارع رغم القمع الحكومي وواجهت صدورهم رصاصات ازلام النظام التي لم تستطع ان تصدهم عن الهدف الذي خرجوا من اجله وهو تحرير تونس وانهاء معاناتها في ضل حكومة بن علي الغاشمة .لقد بدأت الشعوب العربية تعي ان النظام الجديد لايؤمن بحكم العوائل او حكم الحزب الواحد او الحكم (بالنار والحديد) ,, الحكم يجب ان يكون ديمقراطياً منبثقاً من ارادة الشعوب وصناديق الاقتراع ,, ان ما حصل في تونس رسالة واضحة الى كل الحكام العرب ان يعيدوا حساباتهم وان يتركوا شعوبهم تحدد مصيرها وتختار حكومتها عبر صناديق الاقتراع ,, وفي ضل الوعي السياسي في هذه المرحلة سوف لن ترضى الشعوب ان تحكمها عوائل ولها كل الامتيازات .ان على حكومة المالكي ان تتعض من درس تونس وان تعي جيداً ان الشعب سوف لن يصبر على تمادي المفسدين وان حكومته السابقة حكومة فاسدة وان لم يعمل على مكافحة فسادها الاداري والمالي سوف يثور عليه الشعب وسيكون مصيره اسوء من مصير (بن علي) لان الشعب العراقي سوف لن يتسامح عن حقوقه بعد ان قدم الغالي والنفيس من اجل الحرية والاستقلال وان تجربته هي التي فتحت الباب امام شعوب المنطقة والذي حدث في تونس هو امتداد لنضال الشعب العراقي ونبراس لبقية الشعوب التي تريد الحرية والخلاص من الظلم والتفاوت الطبقي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك