المقالات

اشباح وخرائب وبخور /

829 17:29:00 2011-01-12

حافظ آل بشارة

يمتلك العراق حشدا كبيرا من فتاحي الفال وقراء الكف والفنجان وكاشفي الطالع وخبراء الابراج ، تزدهر هذه المهن لأن كل مواطن عراقي عنده مليون مشكلة ، يقول له المشعوذون ان لك قرينة تؤذيك عليك ان تسلم مبلغا مقداره كذا وتأتي بالبخور وعظام الموتى وشعر الكلاب لتحرق سوية وتتبخر بها في خربة عند الغروب وانت تتلو مقاطع باللغة السريانية ، هذه اجواء مرعبة يجن لها العاقل ، سأل المشعوذ احد الصحفيين وهو يعد تحقيقا عن الشعوذة : هل ترى احلاما مزعجة ووجوها قبيحة اثناء النوم و تشعر ان كلابا تطاردك وانت تركض لاهثا خائفا ، ولديك نسيان ، وتنفعل بسرعة ، وتستيقظ صباحا وانت حزين كئيب بلا سبب ، وانت غير موفق وكل عمل تريد انجازه ولا يتم ، قال له نعم جميع الصحفيين يشعرون بهذه الاعراض ، قال المشعوذ : اذن انت تعاني من مس الجن ، قال : اذن جميع الصحفيين والاعلاميين العراقيين تلبستهم الشياطين ، ثم همس مع نفسه : كل من يحمل هوية النقابة ممسوس ؟ وما هو حال النقيب نفسه الاستاذ مؤيد اللامي ؟ اذن على مجلس النقابة ان يفتح عيادة بجوار الكافتريا يجلس فيها معالج روحاني او معالجة ويقف المنتسبون من عاملين او متدربين او مشاركين طوابير لتلقي العلاج ، اذا نجحت العملية يمكن تطوير المشروع ليشمل العراق نفسه فالعراق بلد ممسوس ومن علامات المس عنده انه كلما اراد ان يستقر داهمته الهجمات من كل صوب ، وكلما اراد ان ينجز عملا يتعلق بمستقبله وطموحاته المشروعة عاجلته المشاكل ، عاش لحظات من التفاؤل عندما جاء الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ليرتب عقد مؤتمر القمة المقبل في بغداد ، يقال انه امتياز للعراق ، لكن ما ان انتشرت اخبار هذا الانفراج حتى جرت لهذا البلد الممسوس عدة حوادث عجيبة في اليقظة وليس في الاحلام فقد انتشر خبر يقول ان السلطات السعودية قتلت عشرات العراقيين المعتقلين لديها بقطع الرأس ، فيما دمرت الكويت سفينة عراقية وقتلت طاقمها لمجرد انها كانت مارة في مياهها الاقليمية ولم تتوقف لاشارة التحذير ، ومن الشرق يقولون ان مياه البزل الايرانية تدفقت على الاراضي العراقية لتثير جدلا بين نفي واثبات ، ومن الشمال بدأت القوات التركية تقصف مناطق من محافظة دهوك بحجة ملاحقة حزب العمال ، يجب على رئيس هذا البلد الممسوس ان يزور معالجا روحانيا للتخلص من سوء الطالع ، سوف يكتشف المعالج ان العفاريت والارواح الشريرة هي التي حملت جيران العراق على ايذاءه لافساد مبادرة الجامعة العربية ، ولكن من المهم ايضا تحصين السيد عمرو موسى من المس المحتمل وهو في بغداد بامراره على مبخرة يتصاعد منها دخان عظام الموتى المخلوطة بالبخور وقت الغروب ، يقول مراقبون ان علاجات كهذه سهلة التنفيذ في العراق حيث تتوفر لدينا عظام الموتى بكثرة بسبب الارهاب والخرائب كثيرة ايضا والظلام لدينا متواصل في كل مكان بسبب غياب الكهرباء الوطنية ووزيرها وطغيان اصحاب المولدات الاهلية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د. عادل المخزومي
2011-01-18
لابد من اجراء هذه العمليات من اشعال البخور في مكان خرب ( خرابة ) في كل بلدان العالم ، أما في العراق فان صاحب هذا العمل لايحتاج الى خرائب ، لأن البلد كله خراب ( خرائب ) ولأهمس باذن المخلصين الذين يحاولون ترميم بغداد وغيرهاواقول (( لا يصلح العطار ما أفسد الدهر )) فالخراب خراب لايمكن اصلاحه ، خصوصاً والمسؤولون يحاولون خنق العلماء ، لغرض ، اما موتهم حسرة وغصّة ، او هجرتهم من العراق لتتحتضنهم دول الجوار او الدول الاخرى . وليذهب العراقيون وحضاراتهم الى جهنم ، وحسبنا اننا نحلم بحضارة جديدة .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك