المقالات

اشباح وخرائب وبخور /


حافظ آل بشارة

يمتلك العراق حشدا كبيرا من فتاحي الفال وقراء الكف والفنجان وكاشفي الطالع وخبراء الابراج ، تزدهر هذه المهن لأن كل مواطن عراقي عنده مليون مشكلة ، يقول له المشعوذون ان لك قرينة تؤذيك عليك ان تسلم مبلغا مقداره كذا وتأتي بالبخور وعظام الموتى وشعر الكلاب لتحرق سوية وتتبخر بها في خربة عند الغروب وانت تتلو مقاطع باللغة السريانية ، هذه اجواء مرعبة يجن لها العاقل ، سأل المشعوذ احد الصحفيين وهو يعد تحقيقا عن الشعوذة : هل ترى احلاما مزعجة ووجوها قبيحة اثناء النوم و تشعر ان كلابا تطاردك وانت تركض لاهثا خائفا ، ولديك نسيان ، وتنفعل بسرعة ، وتستيقظ صباحا وانت حزين كئيب بلا سبب ، وانت غير موفق وكل عمل تريد انجازه ولا يتم ، قال له نعم جميع الصحفيين يشعرون بهذه الاعراض ، قال المشعوذ : اذن انت تعاني من مس الجن ، قال : اذن جميع الصحفيين والاعلاميين العراقيين تلبستهم الشياطين ، ثم همس مع نفسه : كل من يحمل هوية النقابة ممسوس ؟ وما هو حال النقيب نفسه الاستاذ مؤيد اللامي ؟ اذن على مجلس النقابة ان يفتح عيادة بجوار الكافتريا يجلس فيها معالج روحاني او معالجة ويقف المنتسبون من عاملين او متدربين او مشاركين طوابير لتلقي العلاج ، اذا نجحت العملية يمكن تطوير المشروع ليشمل العراق نفسه فالعراق بلد ممسوس ومن علامات المس عنده انه كلما اراد ان يستقر داهمته الهجمات من كل صوب ، وكلما اراد ان ينجز عملا يتعلق بمستقبله وطموحاته المشروعة عاجلته المشاكل ، عاش لحظات من التفاؤل عندما جاء الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ليرتب عقد مؤتمر القمة المقبل في بغداد ، يقال انه امتياز للعراق ، لكن ما ان انتشرت اخبار هذا الانفراج حتى جرت لهذا البلد الممسوس عدة حوادث عجيبة في اليقظة وليس في الاحلام فقد انتشر خبر يقول ان السلطات السعودية قتلت عشرات العراقيين المعتقلين لديها بقطع الرأس ، فيما دمرت الكويت سفينة عراقية وقتلت طاقمها لمجرد انها كانت مارة في مياهها الاقليمية ولم تتوقف لاشارة التحذير ، ومن الشرق يقولون ان مياه البزل الايرانية تدفقت على الاراضي العراقية لتثير جدلا بين نفي واثبات ، ومن الشمال بدأت القوات التركية تقصف مناطق من محافظة دهوك بحجة ملاحقة حزب العمال ، يجب على رئيس هذا البلد الممسوس ان يزور معالجا روحانيا للتخلص من سوء الطالع ، سوف يكتشف المعالج ان العفاريت والارواح الشريرة هي التي حملت جيران العراق على ايذاءه لافساد مبادرة الجامعة العربية ، ولكن من المهم ايضا تحصين السيد عمرو موسى من المس المحتمل وهو في بغداد بامراره على مبخرة يتصاعد منها دخان عظام الموتى المخلوطة بالبخور وقت الغروب ، يقول مراقبون ان علاجات كهذه سهلة التنفيذ في العراق حيث تتوفر لدينا عظام الموتى بكثرة بسبب الارهاب والخرائب كثيرة ايضا والظلام لدينا متواصل في كل مكان بسبب غياب الكهرباء الوطنية ووزيرها وطغيان اصحاب المولدات الاهلية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د. عادل المخزومي
2011-01-18
لابد من اجراء هذه العمليات من اشعال البخور في مكان خرب ( خرابة ) في كل بلدان العالم ، أما في العراق فان صاحب هذا العمل لايحتاج الى خرائب ، لأن البلد كله خراب ( خرائب ) ولأهمس باذن المخلصين الذين يحاولون ترميم بغداد وغيرهاواقول (( لا يصلح العطار ما أفسد الدهر )) فالخراب خراب لايمكن اصلاحه ، خصوصاً والمسؤولون يحاولون خنق العلماء ، لغرض ، اما موتهم حسرة وغصّة ، او هجرتهم من العراق لتتحتضنهم دول الجوار او الدول الاخرى . وليذهب العراقيون وحضاراتهم الى جهنم ، وحسبنا اننا نحلم بحضارة جديدة .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك