المقالات

المجلس الاعلى الاسلامي واشكاليات الحكم

937 17:40:00 2011-01-12

الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي

كشف الاستاذ مهند العادلي أن ثمة تباعد بين القواعد الشعبية والمجلس الاعلى، وإن كانت ليست بعيدة عن طبيعة الواقع السياسي العراقي المعاصر، بل هي جزء من عملية الصراع الدائر، وقد حاول تبرير الموقف فالقى اللوم على المجتمع: " والمواطن لا يعلم انه في حينها كانت المرحلة السياسية تتطلب من المجلس الاعلى وقياداته مثل هذا الموقف الايثاري والا كان حدث ما لا يحمد عقباه في العراق و كان من الممكن ان يحدث اسوء من الذي شهده الشعب خلال تلك المرحلة ".وكأن المواطن مجرد من التفكير ولا يعي الحقائق وهذا الطرح بعيد عن الواقع تماما فاذا كان الامر كذلك فلماذا رضي المجلس بان ينتخبه هذا المواطن الذي لا يملك فكرا او بعدا عقليا في فهم الموقف.ان محاولة تبرير الموقف والقاء اللوم على المواطن واخلاء مسؤولية المجلس وقياداته غير واقعية، فالمجلس والمجتمع يعي حقيقة قضية فقدان الثقة المتبادلة وإلا لما اضطر الكتاب الى كتابة موضوعه الذي اشرنا اليه.ربما تملك اي قيادة سياسية حقا في التنازل عن بعض حقوقها اذا كان هذا التنازل لا يمس مكانتها كما لا يمس حقوق المواطن المتعلق بها، ولكن ان تتنازل اي قوة سياسية عن حقوقها بما يؤثر على حق المواطن فذلك يخالف حق المواطنة دستوريا كما انه لم يحقق للمواطن ما سعى اليه من تحقيق حقوق قانونية وتوفير أمن سياسي ورفاه اجتماعي واقتصادي من خلال انتخابه لهذه الجهة او تلك. والغريب ان الكاتب يصر على تجهيل المجتمع فيقول:" ولم ينتهي الامر الى تحميل الشعب للمجلس فقط التخلي عن الرئاسة انما وصل الى حد تحميله المسؤولية في عدم جديته في رقابة الاداء التنفيذي للحكومة ومن خلال مجلس النواب باعتباره صاحب الحصة الاكبر من المقاعد البرلمانية وهنا يجهل ابناء الشعب حقيقة الواقع السياسي وتأثر بعض القوى السياسية بمغريات السياسة بالرغم من انطوائها تحت خيمة الائتلاف الوطني العراقي آنذاك الا انها للأسف الشديد كانت ذات مواقف سياسية يمكن التعبير عنها انها ليست ثابتة "وهذا موقف غاية في التماهي مع القيادة على حساب المجتمع، فالقيادة السياسية التي لا تملك القدرة على الاعتراف باخطائها وسلبياتها لا تكون قادرة على عملية الاصلاح، أما محاولة ايجاد تبريرات بالقاء اللوم على المجتمع وتجهيله مرة او بانها كانت جزء من تشكيل سياسي معين فذلك لا يمكن ان يفسر فشلها وتراجعها كما لا يعطي لها حقا في التنازل عن حقوقها ولا حقوق المجتمع التي هي تسبق حق القيادة.ان القبول بحالة الواقع غير مجدية دائما في السيطرة على الوضع بل انها تكشف ضعفا فحتى امير المؤمنين الامام علي عليه السلام لم يقبل بحالة الواقع بعد كل ما جرا عليه في السقيفة وتعيين الثاني والشورى بل كنا نراه يلقي الحجة بعد الحجة ويعمل على اصلاح المجتمع والنهوض به، اما صمته في اول الامر وعدم مجابهته للسلطة وقتها فذلك لامر الهي لايتوفر للقيادة الحالية ان تدعي مثله.يختم الكاتب بالقول:" وها هو المجلس الاعلى اليوم وبقيادته الشابة الحكيمة استطاع من اعادة ثقة الشعب به وردم فجوة المرحلة الماضية حتى اصبح بالنسبة الى الشعب هو ملاذه الوحيد للتعبير عن همومه وطرح مشاكله ووجهات نظره ,, كما وتمكن من تقوية اواصر العلاقة المتينة مع انصاره ومحبيه وما يحتاجه في الفترة القادمة النزول الى الشارع العام الشعبي والاستماع الى ما يعاني منه كي يحاول حل المعوقات والمشاكل الموجودة في الساحة العراقية ....... "فما هي مناهج استعادة الثقة؟ والمجلس لايمكل غالبية برلمانية والكثير من الوزارات الخدمية بعيدة عن متناوله وقدرته على احداث تغيير داخل البرلمان اقل من السابق. إن أي تجمع سياسي يفترض به ان يضع منهجا مستقبليا للعمل، بل يجب ان يمتلك من المرونة بحيث يكون قادرا على تطوير هذه المناهج بشكل مستمر ومستديم كي لا يضطر الى الخضوع لمجريات الواقع، او ان يخضع للضغوط السياسية من هنا وهناك مما يؤثر على مبانيه الفكريه وعمله المنهجي، فاذا كانت السياسة فن التعامل مع الواقع فهي اصلا فن تطوير الواقع كي لا تكون جهة مستلبة. من هنا عليه تقديم مشروع عملي رصين يعتبر منهجا وعليه عرضه على المجتمع كي يقرر الناس ماذا يجب ان يتم، فالمجنمع يبحث عن الامن والخدمات العامة والرفاهية الاجتماعية والمناهج العلمية والاقتصادية الرصينة وغيرها كثير الذي لم توفره حكومة المالكي سابقا ولن تتمكن وفق تشكيلتها الحالية من توفيره، وعلى المجلس ان يحدد مصادر قوته ويعترف بنقاط ضعفه ليتم معالجتها واشهر نقاط ضعف السياسيين الحاليين ومنهم المجلس هو سوء المستشارين وعدم قدرتهم على تحقيق نظرة مستقبلية تساعد في تخليص المجلس من كبواته.في الخاتمة اقول ان من اكثر الاشكال السياسية فشلا هي تحميل المجتمعات اسباب الفشل والتراجع في الاداء، واذا كنت اكتب بهذه الصراحة فقد سبق لي وتحدثت مع قيادات المجلس هنا في لندن قبل عامين بمثل هذه الصراحة حرصا على تجاوز الاخفاقات وسعيا لان يكون العمل الاسلامي اكثر قناعة للشارع العراقي.

الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتيdr-albayati50@hotmail.co.uk http://al-muammal.blogspot.com12 / كانون الثاني / 2011المملكة المتحدة-لندن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبدالله علي شرهان الكناني
2011-01-15
الى الأخ الكاتب للتذكير فقط سبق وأن تنازل الإمام علي عليه السلام عن حقه المعلوم لمن هو اقل كفاءة منه حرصا منه على المصلحة العامة فهل يحق لك ان تعتبره مسؤولا عن اخطاء من احتلوا مكانه وسكت على جلوسهم بل وساندهم وكان خير مستشار لهم وذلك بالضبط ما فعله المجلس الأعلى مع منافسيه ولكنهم هم الذين اساؤوا استغلال خوف المجلس الأعلى على المصلحة العامة وجيروه لصالحهم واعتبروه عجزا من المجلس وهذا أمر متوقع من منافسة تغيب عنها الأخلاق ولكن الغريب هو ان يبخس الشعب حق المجلس الأعلى وهو من ضحى لأجلهم
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
2011-01-14
الاخ احمد المحترم شكرا لكم، واتقبل اعتذاركم الكريم اننا نحتاج الى ان نكون واضحين في فكرنا وان لانقبل باي موقف سياسي دون ان يكون هذا الموقف مبني على قناعات رصينة، فمهمة المجتمع ان يكون رقيبا على السياسيين الذين انتخبهم وعندما لا يحققوا برنامجهم الانتخابي او في حالة الفشل على المجتمع ان يكشف ذلك وان يعرف السياسيين مواطن الضعف، فحقوق المجتمع تاتي بالمقام الاول قبل حق القيادة من الناحيتين القانونية والتشريعية اكرر شكري لكم ولكل الاخوة الذين تطرقوا للنقاش فالاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية.
احمد
2011-01-14
الكاتب يشهد الله علي انه ليس في نيتي اتهامك بانك بعثي ولكن ضربت لك مثال بان المخضرمين في السياسه لم يرضوا طموح الشعب العراقي ومثالي لك بعدنان الباججي هو في العمر السياسي وليس في الانتماء واعتذر ان فهم قصدي في غير محله والسلام
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
2011-01-13
الاخ احمد المحترم تحية لكم اشكركم لكن الموضوع يخص العمل السياسي وتحقيق طموحات الانسان العراقي الذي لايزال يعاني القهر وتنازل بعض الاطراف عن حقوقها قضية تخص ذاك الطرف لكن على شرط ان لايؤثر على المجتمع المرتبط بهذه الحقوق التي هي حق اجتماعي وليس شخصي
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
2011-01-13
الاخ الشرقاوي المحترم تحياتي لا ادري لماذا الاصرار على ان كل من طرح موقفا قد يختلف فيه مع المجلس في بعض الحالات وليس كلها يتم تنسيبه الى انه بعثي فمن اين عرفت انني بعثي وقد قضيت سنوات من عمري في معتقلات البعث قبل خروجي من العراق؟ ثم من قال لك انني لا اقرأ لكن الذي قدمه المجلس في تلك المرحلة لم يحقق طموحات الشعب ومن اجل هذا كتب مهند العادلي واعترف به فكان عليك ان تقرأ ما كتبه اخونا العادلي اولا ثم ارجوكم تخلصوا من الطبيعة الاتهامية للناس او محاولات تسقيطهم فاننا نناقش نقاشا فكريا بدون مزايدات.
الشرقاوي
2011-01-13
الذي بذل لاشاعه بان عمار الحكيم قد اشترى الكراده وان التسجيل العقاري لايستطيع العمل لمده اسبوع حتى ينهي تسجيل العقارات التي اشتراها.الوقت وهو ثواني والجهد حركه اللسان ولكنها عمت العراق والكل يتحدث عنها اليس من منطق العقل ان نهتم بما يخدمنا حتى لو كانت نصف ساعه من عمرنا الذي ذهب جله من هذه الاشاعه والاكاذيب التي اخذت من عمرنا اسابيع اذن القضيه ليس منهج المجلس بقدر ماهي موروثات الحقبه البعثيه وما تلاها وهذا يحتاج النهوض بالفكر والوعي الجمعي وشكرا
الشرقاوي
2011-01-13
اعتقد ان الكاتب يعلم بان المجلس الاعلى قد كان المبادر الاول في وضع برنامج حكومي متكامل وفي كل المفاصل للدوله واستعان لوضع هذا البرنامج كثيرا من الخبراء واساتذة الجامعات المرموقين وكلا حسب اختصاصه وعرضه على وسائل الاعلام والصحف والانترنيت السؤال كم عدد العراقيين الذيين خصصوا نصف ساعه للتمعن والنظر في هذا البرنامج والذي صدقني لو طبق لخلصنا من الكثير من الاشكاليات الموجوده ثم احتراما لعقول واضعي هذا يجب ان نكون على وعي ونحترم العقول التي تخدم البلد صدقني ان الوقت والجهد يتبع
احمد
2011-01-13
الى الكاتب المحترم ليس بالضروره انه من عمل بالسياسه 45 عاما هو المقياس والا هناك شخصيات سياسيه عراقيه كامثال عدنان الباججي وهو سياسي مخضرم قضى جل حياته في السياسه وغيره الكثير ولكن السؤال هل ارضوا طموح العراقيين بسياستهم وما يحتاج هذا الشعب المظلوم باختصار السياسه لها فنون وقواعد نعم انها فن الممكن ولكن من يتعدها ويلعب بمشاعر الشعب بطرح الشعارات الفضفاضه واستغلال المواقف وتجيرها لخدمته وخدمه حزبه فقط فهي ليست سياسه المجلس الاعلى ولامن ابجدياته المعادله لاتستقيم هاكذا مع تحياتنا للكاتب
عبدالله علي شرهان الكناني
2011-01-13
اذا سألت نفسك لماذا لم يفعل ستعلم بأن الضرر المتوقع من كشف الأكاذيب اكبر من تركها لله وللمثقفين يكشفوها حيث لا مجال للتشكيك حينئذ ولا مورد للضرر واليك امثلة 1- روج الكثير ولازالوا يروجون ان اليد عبد العزيز رحمه الله طالب بتعويضات لإيران رغم ان نص كلمته موجود لديهم ولكن جهل الشعب العراقي وقوة الآلة الدعائية للكذاب منعت شعبنا من الرجوع الى النص للتأكد من ان السيد لم يطالب بذلك . ثم ان المنافس لم يكتفي بالتعويضات بل سكت عن تجاوزات صارخة اخرها مياه البزل التي يظهر الدباغ ويقول (مسألة فنية )
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
2011-01-13
اخي عبد الله علي شرهان الكناني المحترم تحياتي شكرا على رأيك وانا لا اكتب من مواقف مسبقة او دون هدف، وما طرح هذه الاراء إلا عن خبرة وعمل سياسي طويل تجاوز الان 45 عاما، ان المراقب الحقيقي يكتشف ان المجلس لم يحقق للامة بهذه التضحيات المفترضة ما كان يجب تحقيقه بل زاد في تباعد القواعد الشعبيه عنه، وكان عليه ان يكتشف مناطق ضعفه فيعالجها، ومن هنا دعوتي لمراكز بحث متخصصة يفتقدها المجلس ولم يعني بها، كما كان عليه اكتشاف اكاذيب الطرف الاخر وفضحها وهذا ما لم يفعله، فالخلل في مناهج التفكير والطرح السلبي.
عبدالله علي شرهان الكناني
2011-01-13
الأخ الكاتب لست متأكدا من نيته وهدفه مما كتب ولكن علينا ان نحسن الظن بالمقابل فنقول له لم يكن بألإمكان اكثر مما كان فأمام المجلس الأعلى لم يكن سوى خياران لا ثالث لهما إما التضحية أو الضرر العام للشعب وقد استغل منافسوهم ذلك استغلال مقصود ومدروس . وقد راهن الأعداء على جهل الشعب العراقي وشدة التأثير الإعلامي وأعتمدوا طريقة اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس وأخذوا يستخدمون الكذبة السابقة كدليل على الكذبة اللاحقة ولو ان للشعب منهج علمي لتدارس الاكاذيب كل على حدة ولوجدها كلها بعيدة عن الحق
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك