عباس المرياني
تاريخ المؤسسة العسكرية العراقية تاريخ مشرق وحافل بالعطاء والتضحيات والالتزام والانضباط والمواقف المشرفة التي حفظت للأمة والبلاد هيبتها وشرفها تعمدت بالدماء والدموع والتعب... وحتى وقت قريب كان الانتماء إلى العسكرية العراقية شرف ورفعة.وعندما جاء البعث المجرم حاول تسييس المؤسسة العسكرية وتجييرها لصالحه في أطماعه ونزواته ونجح إلى حد ما في زج الجيش العراقي في حروب ومعارك لم يكن للشعب العراقي وجيشه الباسل ناقة ولا جمل بل الاسوء من ذلك هو استخدام المؤسسة العسكرية ضد أبناء الشعب العراقي وكانت قاصمة الظهر لهذا السجل والتاريخ الحافل المكلل بالمجد والفخار أم المهالك التي أوقفت هذا التاريخ الطويل وأسست لمرحلة جديدة بعد أن تم حل الجيش العراقي بكل مؤسساته وصنوفه بعد عام 2003 .وبعد قرار إعادة تشكيل الجيش العراقي على طراز حديث وبسرعة كبيرة غابت عنها موازين ومعايير الدقة والاختيار الصحيح والسياقات الإدارية التي تتلاءم وسرعة التشكيل بل جاء تشكيله في كثير من مفاصله خاضعا الى المحاصصة والطائفية والمحسوبية والرشوة والاسوء هو الاختراق من قبل البعثيين والصداميين والمتشددين. كما استطاع ان ينخرط المنغوليين والأقزام والمعوقين وأصحاب الكروش الكبيرة.وأصبح الجيش العراقي مؤسسة للرعاية الاجتماعية. ولم يكن الإعداد البدني والنفسي والجسدي بالمستوى المطلوب لإعادة بناء المنظومة العسكرية العراقية ولم يتم تسليحه بصورة مقنعة وكان دور الجانب الأمريكي المحتل في إعادة تأهيل الجيش العراقي سلبيا مقصودا ودوره تخريبي أكثر منه تقويمي ولا يخلو من التدخل المباشر في تفاصيل دقيقة في السياقات الإدارية والتنظيمية.وبسبب غياب السياقات الإدارية والتنظيمية فقد كان المناخ مهيئا لانتشار الفساد المالي والإداري سواء في التسليح أو الإعداد أو القبول أو النقل.ولست هنا في مجال المحاكاة او المقاضاة لكنني أشير إلى ان معانات كبيرة يوجهها العشرات من أبناء قواتنا المسلحة في حالة النقل او الدورات..فهل يعقل ان ضابطا اذا نقل فعليه ان ينتظر سنة كاملة او أكثر حتى يحصل على راتبه وطبعا لن يحصل على كل راتبه الا بعد ان يتنازل عن راتبين للعسكري الكريم الذي يمكنه اطلاق الراتب..اتمنى ان يرد من يهمه الامر حتى اعطيه الدليل وان كنت اعتقد ان معلوماتي قديمه وانها لن تضيف شيئا لان المحاصصة هي اللغة والقانون الذي لا يعلو عليه أي قانون اخر
https://telegram.me/buratha