سلام محمد
قبل عدة ايام زار العراق وزير الخارجية المصري ابو الغيط واقتصرت زيارته على لقاء رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي ورئيس البرلمان النجيفي ورئيس المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم ,, وزيارته لمكتب رئيس المجلس الاعلى لها ابعاد ودلائل كثيرة اهمها الدور المحوري الاقليمي للمجلس الاعلى وعلاقته مع الدول المحيطة وتاثير تلك الدول على الوضع في العراق ,, فقيادة المجلس الاعلى استطاعت ان تقيم علاقة جيدة مع دول اقليمية مهمة ومؤثرة مثل العربية السعودية وسوريا وتركيا والكويت وايران ومثلها مع دول المنطقة مثل دولة مصر العربية والكل يعلم ان القيادة السعودية وهي الدولة التي تاثيرها مباشر على الوضع في العراق رفضت استقبال المالكي قبل الانتخابات واستقبلت وعلى اعلى المستويات السيد عمار الحكيم وهكذا فعلت معه دولة مصر العربية ,, واستطاع عمار الحكيم ان يكون ساعي بريد الموقف العراقي تجاه تحسين العلاقة مع هذه الدولة مماساهم في تخفيف الاحتقان وتفهمها للتحول الايجابي في العراق .ان الصورة المأساوية التي رسمها النظام السابق في اذهان قيادات وشعوب تلك الدول تحتاج الى مرونة عالية وشخصية فذة تمتلك فن ادارة الحوار وقد استطاع الحكيم عكس صورة العراق الجديد مابعد 2003 مما خفف من شعورهم بالخوف من مستقبل العملية السياسية في العراق وهذا مالم يستطع فعله المالكي او علاوي رغم مايمتلكه الاول من نفوذ وسلطة والثاني من علاقة متينة مبنية على الثقة ,, والمهم الاخر الذي ثبته الحكيم مع هذه الدول هو اقرارهم بالقيادة الشيعية للعراق وان صناديق الاقتراع هي الحكم مما جعلهم يصبون جهدهم في دعم التوجه السني في الانتخابات وترك مشروع مايسمى بالارهاب لاخضاع الشيعة في العراق للامر الواقع والعودة الى المربع الاول قبل انهيار الطاغوت .ان السيد عمار الحكيم وبالدور المحوري الذي لعبه على المستوى الداخلي ودوره المحوري على المستوى الاقليمي والدولي استطاع ان ينهض بالمجلس الاعلى الاسلامي العراقي ويجعله بالواجهة رغم التراجع الكبير الذي مني به في الانتخابات البرلمانية وشخصية تمتلك مثل هكذا مؤهلات تستحق ان يلتف المواطن العراقي حولها في الانتخابات القادمة ليتحقق الحلم في بناء الدولة العراقية بأيدي المخلصين وبقيادة منفتحة على الجميع في الداخل والخارج وتحتاج الى الادوات لتنفيذ مشروعها الناجح والامل يحدونا ان يعي العراقيون خطورة التحدي ويلتفوا في الانتخابات القادمة حول القيادات المخلصة صاحبة الشعارات الصادقة التي تنتصر لكل العراقيين بغض النظر عن انتمائهم المذهبي او الديني او العرقي والتي تسعى الى بناء العراق لكل العراقيين .
https://telegram.me/buratha