د.طالب الصراف
قد لا يستغرب القارئ من الصراحة والاصرارعلى تسمية ووصف الحكم في السعودية بالوهابي وعدم وصف الحكم في العراق بالشيعي رغم اني واثق دون شك او جدل بان نسبة التشيع في العراق تزيد على اكثر من 72% حسب التقديرات العالمية وواقع التعداد السكاني للمحافظات العراقية. فقد اعلنت الكتلة الكردية بان نسبتها 17% وعليه فلها حقوقها بموارد العراق بقدر هذه النسبة ولم يجادلها احد بان هذه النسبة كثيرة او قليلة وحتى الكتلة الكردية فيها نسبة كبيرة من الشيعة (الفيلية) الذين يطالبون بحقوقهم التي سلبت تماما اثناء فترة الدكتاتورية الصدامية ,هذا من الناحية القومية والعرقية. اما بالعودة الى الناحية المذهبية التي ادت الى منح منصب رئاسة الوزراء الى الشيعة ورئاسة البرلمان الى السنة -التي تقل نسبة عدد سكانهم بكثير عن الاكراد- من جهة, ورئاسة الجمهورية للاكراد من الناحية القومية من جهة اخرى كما اراد المحتلون, والحقيقة ان هذا التقسيم مجرد محاصصة للسياسيين الذين يعدون باصابع اليد مقارنة لعموم الشعب العراقي باعتبار هؤلاء السياسيين يمثلون مكونات هذا الشعب المغلوب على امره سياسيا وكذلك من الناحية الشكلية للتركيبة المذهبية والقومية. ولا مغالاة في القول بان المرجعية الدينية في النجف الاشرف بزعامة السيد السيستاني صرحت عدة مرات بانها لاتريد مثل هذه التقسيمات التي تؤدي الى فرقة وتفكيك بنية الشعب العراقي وتمزيقه نتيجة لتدخلات اجنبية ومطامع شخصية وانها مع الجميع بل ذهبت الى ابعد من ذلك الى انها على مسافة واحدة من كل الكتل والاحزاب, وانها مع جميع الطوائف والديانات والقوميات وكل مكونات الطيف والنسيج العراقي. ولا نريد هنا الخوض في تركيبة العراق الديموغرافية لانها اصبحت تعاني الزيف والطمع من الذين اعدوا لكل حق باطالا ولكل حي قاتلا. الا ان هذه التسميات والتقسيمات الطائفية والعنصرية اصبحت واقع العراق ولو وقتيا كما ارادته السعودية والصهيونية وقوى الاحتلال.ولما بالغت السعودية الوهابية بالوقوف مع القائمة العراقية لاهانة وارضاخ الاكثرية العراقية اصبح من الواضح ان هنالك تجاوزات من السعودية وعملاءها في العراق لاتتحملها كرامة الاكثرية الساحقة. وهنا بدأت وسائل اعلام الاكثرية تتحرك وتتكلم وتقف بمواجهة التآمر والتخريب السعودي في العراق, واخر ما قام به النظام السعودي تهريب وارسال البنادق والمسدسات الكاتمة للصوت والتي وضعت السلطات العراقية اليد على البعض منها والقي القبض على مهربيها, ثم فتحت وسائل الاعلام هذه المرة فايلات التآمر السعودي على العراق وقد كتبت الصحف العراقية عن ذلك كارسال السعودية ملايين الدولارات لعملاءها في العراق من اجل سفك الدماء, وكذلك تصدير مئات الارهابيين للعراق, واعلان الفتاوي التي تكفر العراقيين, ودعم القائمة العراقية -العنصرية الطائفية- بكل ما للكلمة من معنى لاظهارها على السطح وصرف الاموال عليها وتسخير الاعلام لها بعد ان كانت قيمتها في الشارع العراقي تافهة ولاوزن سياسي لها ابدا, الا ان الدعم السعودي لها جعلها في هذا المستوى من التمثيل السياسي والبرلماني الزائفين لتقوم بالدورالتخريبي الموكل لها. وحاولت السعودية التخريب في البصرة من اجل ايقاف تصدير النفط الذي يعتمد العراق عليه في اقتصاده كليا, وان توقف صادراته يسبب ازدياد الفقر والجريمة. وقد تحدثت وسائل الاعلام عن التخريب والتدمير والاغتيالات في العراق التي تقوم به السعودية فقد ذكرت صحيفة الاندبندنت اللندنية The Independentفي عددها الصادر بتأريخ 6-12-2010 في مقالة للكاتب Rob Hasthngs بان "النظام السعودي يشكل خطرا على العراق اكثر من غيره" حيث ان السفير الامريكي السابق في العراق (كرستوفر هِل) كشف "بان المسؤولين والموظفين العراقيين يعتقدون بان اكبر بلد حليف للولايات المتحدة الامريكية -يعني السعودية- في الشرق الاوسط يشكل اكبر خطر على الديمقراطية اليانعة في العراق من البلد الذي صوره ورسمه الغرب باستمرار بانه يهدد الاستقرار في المنطقة." واضاف السفير الامريكي كما جاء في المقال :"ان اراء العراقيين بالنسبة للتدخلات السعودية بالعراق؛ يعتبرونها اكبر تحدي لهم, فالرياض تدفع الاموال لترسيخ وتعميق المواقف العدائية للشيعة, وخلق مواقف وفرضيات مشوهة ومفعمة بالشك, ومن هذه الفرضيات: اذا تزعم الشيعة العراق سيصبح من المحتوم ان هنلك توسع للهيمنة الايرانية " واضاف (كرستوفر هل) السفير الامريكي السابق في العراق بانه قد ذكر له العراقيون الذين هم على اتصال :"ان هدف السعودية (واغلب الحكومات العربية وبدرجات متفاوتة) هو تقوية التأثير السني, وكذلك تخفيف واضعاف هيمنة الشيعة وتصعيد تشكيلة من حكومة عراقية ضعيفة متكسرة متمزقة." ويبدو ان هذا فعلا ما حدث في تشكيلة الوزارة الاخيرة وتأسيس المجلس الستراتيجي التتجسسي بزعامة كتلة جواسيس القائمة العراقية, واضاف المحلل بان السفير الامريكي يعلم ان المسؤولين العراقيين لاينتقدون السعودية بشكل حاد وجارح امامه بسبب العلاقة القريبة بين السعودية وامريكا. وهذا ليس بغريب على المحلل السياسي فقد ذكرنا هذه العلاقة في اغلب مقالاتنا السابقة ووصفنا هذه العلاقة التجسسية الحميمة بين السعودية والمخابرات الصهيونية والامريكية) بمثلث الموت(.وقد اكدت الصحيفة العالمية The Hindu-وهي من الصحف القديمة الواسعة الانتشار تأسست سنة 1878-بعددها الصادر في 6-12-2010 ما قاله كرستوفر هل بان الحكومة العراقية لاتريد التصادم مع السعودية بسبب علاقتها مع امريكا, واضاف المقال:"ان هنالك افراد من المؤسسة الدينية السعودية الوهابية تقوم ما بين فترة واخرى باثارة مشاعر الشيعة دون ان تلقى أي معارضة من الحكومة السعودية فلا توقفها من هذه الاستفزازت ولا تستنكرها او تتنصل من المسؤولية عن هذه الاثارات مما جعل الحكومة العراقية تؤمن بان الحكومة السعودية الوهابية لايمكن ان توقف حملتها هذه من الاستفزازات واثارة مشاعر الشيعة. واضاف (كرستوفر هل) ان السعودية صرفت امولا طائلة وسخرت اجهزت الاعلام بكل طاقتها لتأييد مطامح اشخاص من السياسيين السنة وكذلك للهيمنة على مجموعات من العشائر السنية وتقطيع وتفتيت المجلس الاسلامي الاعلى والتحالف الوطني.وقد اضاف بان العراقيين شاهدوا وعرفوا بان اهداف السعودية خبيثة ومؤذية للعراق. وان السعودية تمون القاعدة بالمال من اجل زعزعت حكومة المالكي . والحقيقة انه ليس (كرستوفر هل) والذين شاركوه الحديث من العراقيين وحدهم يحملون الشكوك في السياسة السعودية اتجاه العراق, فلقد صرح في هذه السنة مسؤول كبير في وزارة الخارجية التركية في مدينة انقرا في الشهر الثاني 2010 اسمه فريدون سنيرلوك لمبعوث امريكي:" ان السعودية تفرق وتوزع وترمي بالاموال على الاحزاب والسياسيين العراقيين لانها لاترغب هيمنة الشيعة المتوقعة في العراق." وهنا يطرح الشعب سؤاله متى يستفيق ممثلوا شيعة العراق السياسيين لمواجهة مثل هذه المؤامرات؟! ان السعودية التي فيها نسبة الوهابية اقل من 40% والشيعة 15-20% والباقي من المذاهب السنية, نرى ان تشريعات وقوانين السعودية تعتمد تماما على الطريقة الوهابية متناسية للمذاهب الاسلامية الرئيسئة, مما مهد للاتحاد السعودي الوهابي ان يحكم الجزيرة العربية بالحديد والنار بتأييد ودعم امريكي وصهيوني لوجستي غير محدود, بينما نجد ان نسبة الشيعة في العراق اكثر من ذلك بكثير كما ذكرنا اعلاه وكما يشهد بذلك الاعداء والاصدقاء امثال حسني مبارك الذي ذكر في خطابه المتخوف من المد الشيعي بأن نسبتهم 65% في العراق وهوتخمبن مجحف وملك الاردن وكما قال الاعلامي سعد البزاز رغم انحيازه الواضح ومعاداته للرموز الشيعية :"الشيعة هم العراق." بجلسة في لندن حضرها اياد علاوي وعدنان الباججي وغيرهم من الوجوه...., الا ان الشيعة ومرجعيتهم الدينية لايضعون أي اعتبار لهذا التقسيم الطائفي رغم اعتزازهم وحبهم لتشيعهم الى حد وصفه الغير بالمغالاة في حبهم للنبي محمد (ص) وال بيته (ع) والتزامهم بطقوسهم الاسلامية الى حد ارتباط السبب بالمسبب ومصاحبة الظل بصاحبه, بل لا تستطع أي قوة من ايقاف احياء شعائرهم التي ترتفع احيانا الى درجة التضحية والفداء كشعار :"هيهات منا الذلة" الذي رفعه حزبه الله في جنوب لبنان في كل معركة دارت مع العدو الصهيوني مما الحق الخزي والعار بوجه الصهاينة وحلفائهم من العرب العملاء, ان انتصارهم هذا على العدو الصهيوني لم تستطع جميع جيوش الحكومات العربية منذ اكثر من 60 سنة من تحقيقه مع العدو الصهيوني, وكذلك شعار "كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء" فارض جنوب لبنان كربلاء وغزة كربلاء وستكون كل ارض الجزيرة العربية كربلاء والبادي اظلم.ان العراق لم يستمر على هذه الحالة من الانقسامات وسفك الدماء الذي سببه الاول والاخير العائلة السعودية منذ 1980حين دفعت بصدام وزودته بالمال والسلاح بالتعاون مع االمخابرات الامريكية والصهيونية لشن الحرب على الجمهورية الاسلامية. ولايزال هذا الحلف قائما حتى هذه اللحظة ومستمرا بالتآمر على العراق كما شاهدناه في الانتخابات العراقية الاخيرة التي عملت السعودية الوهابية فيها على استضافة اعداء الاكثرية المطلقة الساحقة المسحوقة وتزويدهم بالمال وتسخير وسائل الاعلام الماردوخية الصهيونية لخدمة القائمة العراقية وشق صف الاكثرية, مما جعل ارادة الاكثرية تخذل الى حد ما ولكن دون ان تستسلم الى مطالب القائمة العراقية السعودية التي وصفها طارق الهاشمي (جسم سني ورأسها طربوش شيعي), وقد وصفها حسن العلوي بقائمة المصاهرة والقرابة وان توزيع المناصب فيها خضعت للأقارب وليس للكفاءات, واذا كان حال القائمة العراقية كقائمة رئيسية بهذه الحالة فكيف تستطيع الوزارة النهوض ببلد يتجاوز تعداد سكانه اكثر من ثلاثين مليونا وقد تسنمت فيه القائمة العراقية مناصب سيادية ومهمة ؟ وهنا ينهض السؤال ليطرح نفسه: كيف استسلمت الاكثرية الساحقة ذات الرقم الاكبر 72% للرقم الاصغر 27% ومن ذا الذي تلاعب في وضعية الرقمين(2) و(7) ليغير موقعيهما من اليمين الى اليسار وبالعكس فيصبح الرقم 27 اكبر من 72والجواب الوحيد هو المثلث السعودي الصهيوني الامريكي فجاء بالقائمة العراقية وهي ضعيفة هزيلة لاقاعدة لها ولاجماهير حولها وكما توقع احد قادتها "سوف تنهار وتتشتت القائمة العراقية وسوف تشكل وزارة جديدة بدونها", فقد اصبح من الواضح للمواطن العراقي ان من عكس وغير وتلاعب برقمي المعادلة وقلب موازينها رئسا على عقب هي الدولارات السعودية والخطط الصهيونية والضغوط الامريكية التي لعبت في نتائج الانتخابات وغيرتها بعد ان مزقت صفوف الاكثرية بالتنازع والزيغ والشقاق؟. ويبدو ان القيادة السياسية للاكثرية العراقية لم تصدق بما لديها وما بين يديها من حقوق سياسية وسلطات تنفيذية وشرعية بعد سقوط الدكتاتور صدام لانها جديدة العهد على الحكم حتى بعد ثمان سنوات من انهيار الدكتاتورية فأخذت تقبل باقل من القليل من حقوقها ولم تطالب بالسقف الاعلى كما كان يطالب غيرها وصدق من قال:"ومن هاله ما بين يديه نكص على عقبيه, ومن تردد في الريب وطئته سنابك الشياطين." وهنا لابد من ذكر شاعر العرب محمد مهدي الجواهري من اجل المقارنة بين الحاضر والماضي حين كانت الامور تشبه ما نعانيه اليوم والتي بنيت على سياسة (فرق تسد) في قصيدته: أي طرطرا, تطرطري...تقدمي تأخري. تشيعي تسنني... تهودي تنصري. تكردي تعربي...تهاتري بالعنصر. تزيدي تزبدي ... تعنزي تشمري. في زمن الذرّ الى بداوة تقهقري.رحم الله الجواهري فقد رسم لنا الصورة الحقيقية التي عاشها ويعشها العراق اليوم والتي تمثلت في التشكيلة الوزارية الجديدة التي ضاق فيها ذرعا حتى رأيسها السيد المالكي نفسه من كثرة المطالب والمحاصصة وقد اشار الى ذلك في كلمة برنامجه الوزاري في البرلمان التي تحدث فيها عن برنامج الوزارة الجديدة وصعوبات تشكيلها, وياليت الجواهري على قيد الحياة ليرى ان حلمه في قصيدته بالنهضة والتقدم قد حققته الجمهورية الاسلامية التي اصبحت في مصاف الدول الذرية والنووية التي تستعمل للاغراض السلمية, وكذلك الجمهورية التركية التي اصبحت في مصاف الدول الاوربية ونحن لانزال نردد الشعر (الليل والخيل والبيداء تعرفني) ولينهض الجواهري ليرى بام عينيه ان الاقطار العربية لاتزال على بداوتها هي هي بل ان المواطن العربي ينتحر لعدم قدرته على توفير لقمة العيش كما في تونس والجزائر ومصر واليمن.... ونعود للعراق, فكلما يحاول المحلل السياسي ان يجد تفسيرا لهزيمة الاكثرية المطلقة وخاصة اذا جعلنا من قائمة الاتحاد الكردستاني قائمة محايدة رغم اني ارى ان تصريحاتها وقراراتها غير مستقرة كالتصريح الاخير-اذا كان صحيحا-الذي جاء مؤيدا للعراقية باعادة البعثيين, ويبدو انه كان مفروضا بدعم امريكي واضح فقد اصبحت القائمة العراقية تفتخر بعمالتها للمخابرات الامريكية والسعودية الوهابية دون وازع اخلاقي, وان اعضاءها الذين كانوا يدعون بمعاداتهم للاجنبي الكافر وخاصة طارق الهاشمي وزمرته التي كانت تقود ما يسمى بالحزب الاسلامي والتي جمعتها اخيرا المصالح لتلتقي وتتوحد مع حزب البعث الصدامي(حزب القطار الامريكي) من اجل اقامة سياسة "الهدم بالهدم والدم بالدم" هذا الشعار الذي تصالح وتعاهد به محمد بن سعود مع كاهنه محمد بن عبد الوهاب, وقد اخذ الشارع العربي والاسلامي يتساءل كيف انقلبت الصورة فالبعثيون الصداميون بالامس كانوا يتهمون حزب الدعوة والمجلس الاعلى والجلبي والاحزاب الكردية بالتعاون مع الادارة الامريكية اما اليوم فهم يستنوقون للجمال السعودية والصهاينة والامريكان ليبرهنوا بانفسهم ان الطرف الاخر اكثر منهم وطنية ولايزايدهم على الاستغراق في العمالة الا حسني مبارك والعائلة السعودية ومن تحالف معهما. ويبقى السؤال عالقا في الذهن كيف انقلبت الصورة فتحول الرقم الصغير 27% اكبر من 72%, فلم اجد حلا الا الظن بان زعماء هذه الاكثرية السياسية بل حتى بعض العامة من الاكثرية خالطتهم حالة من الارتباك والشك فاصبحوا لأنفسهم متهمين ومن اعمالهم خائفون بسبب الهجمة الاعلامية بالاضافة الى تصور بعضهم بان اشتراك القائمة العراقية ومساهمتها بالحكم سوف تأتي بالسلم والاستقرار وبالعدالة والخير, وهل نسى الشعب العراقي ان رئيس وزراء العراق الاول بعد سقوط الدكتاتورية الصدامية والذي هو حاليا رئيس القائمة العراقية هو الذي جاء بالفساد الاداري والمالي وقد تمت في فترته (سرقة العصر) بتنفيذ وزير دفاعه حازم الشعلان ثم السرقة الثانية التي قام بها وزير الكهرباء ايهم السامرائي وقد تفوق على سرقة حازم الشعلان وزير الدفاع السابق حسب المعلومات الاخيرة. ان تكبيل الاكثرية بقيود تزداد يوما بعد يوم يجعل القيادة السياسية للاكثرية مكبلة الارادة ومتقوقعة على نفسها ومحاصرة وسوف توضع في شرنقة يصعب الخروج منها, ما لم تتبع سياسة المثل بالمثل اتجاه العائلة السعودية وذلك بمطالبة السعودية اعطاء الاقلية الشيعية في السعودية حقوقها والتي تتراوح نسبتها ما بين 15-20% ان لم تكن اكثر من ذلك والمطالبة بمشاركتها بالحكم وامام القوانين الدينية والمدنية كالحالة في العراق, ولا تعتبر الشيعة في الجزيرة العربية مواطنين من الدرجة الثانية بينما تطالب السعودية بحق الوهابيين في العراق الذين لايصلون الى 1% وان ادعاءهم بالمطالبة بحقوق اهل المذاهب السنية في العراق هو ادعاء زائف وباطل وذلك لانهم يكفرون كل المذاهب والمكونات منذ نشأتهم وتأسيس منظمتهم التجسسية في القرن السابع عشرباستثناء مكونهم وطريقتهم الوهابية وقد احلوا سفك دماء المسلمين الطاهرة وهدم الاسلام نفسه تحت شعار زعيمهم محمد بن عبد الوهاب:"الدم بالدم والهدم بالهدم" وهو شعار بدوي وحشي, وكان عبارة عن التعبير بالبيعة والطاعة من قبل ابن عبد الوهاب لمحمد بن سعود في سفك دماء الناس وسلب اموالهم, فرفع هذا الشعار الذي هو اكثر وحشية من شعارات الخوارج "الدم بالدم والهدم بالهدم" في سبيل حماية امارة ابن سعود, وسفك الدماء لازال مستمرا الى يومنا هذا وهدم قواعد وثوابت الاسلام تحت شعار الدعوة للاسلام ولكن "من سلّ سيف البغي يقتل به", والتحدث عن الوهابية يحتاج الى عدة مقالات ولكن عامة الناس يعرفون اجرامهم وتكفيرهم لعامة المسلمين وحل سفك دماءهم.والسؤال هنا هل يستطيع المسؤول العراقي وكذلك اعضاء البرلمان المطالبة بالمثل ان كانت هنالك غيرة اسلامية وعدالة انسانية واحقاق للحق وخاصة ان للسعودية اليوم لها سجل مخزي امام العالم الحر, وكذلك في مضمار سجل مؤسسات حقوق الانسان فأنه اسود حالك بل وكل الاعلام العالمي باستثناء عموم القيادة السياسية العراقية التي تحتاج الى قوة ارادة لتضم نفسها مع المنظمات العالمية لحقوق الانسان وتطلب من عائلة ال سعود فسح المجال واعطاء الفرص لشيعة ابناء الجزيرة العربية للمشاركة بالحكم ووظائف الدولة والتمثيل النسبي كما هو في العراق, وكذلك تطبيق قاعدة المثل بالمثل فالكلام وحده لايكفي, وان الارهاب الوهابي نال كل بيت عراقي ولابد من العمل بالمثل فالداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر, وبما ان السعوديين يقدمون الغالي والنفيس من اجل تدمير العراق فلماذا لايفعل العراقيون بالمثل ؟ وقد قال امام المتقين علي بن ابي طالب (ع) :" الوفاء لأهل الغدر غدرٌ عند الله, والغدر باهل الغدر وفاء عند الله." وهنا لابد من البدء بالمطالبة باطلاق سراح ابناء العراق الذين تحملوا الضيم والهوان في السجون السعودية وكذلك المطالبة بدماء الذين استشهدوا في سجون السعودية وتعويض الاسرى والا فعلى الشعب العراقي ان يختار طريقه لأخذ الثار اسوة بما يقول محمد بن عبد الوهاب في مبايعته لابن سعود كما ذكرنا اعلاه,والشر بالشر والبادي اظلم.ان مازرعته السعودية من غدد سرطانية في العملية السياسية العراقية لايمكن ازالتها ما لم تكن هنلك ارادة قوية ورئاسة قوية حاسمة لاستئصالها, فان تشكيل ما يسمى بالمجلس الوطني للدراسات الستراتيجية ما هو الا التفاف على اضعاف سلطة رئاسة الوزراء وليس رئاسة الجمهورية او البرلمان, وقد كان هذا عمل ميكافيلي ستراتيجي سعودي صهيوني امريكي في سبيل اضعاف مركز الاكثرية العراقية, واذا كان هنالك من السياسيين من يمثل الاكثرية السياسية ويدافع عن حقوقها عليه ان يلغي هذا المشروع التآمري بكل الوسائل المتاحة فهو فخ ومصيدة للايقاع والتسويف بحقوق الاكثرية التي سوف يصبح مفعول تمثيلها في السلطة التنفيذية اضعف من رئاسة الجمهورية والبرلمان وهذا ما تطمح اليه الكتل التي لاتريد الخير للاكثرية العراقية الساحقة المسحوقة, وان من يعتقد ان هذا المجلس الستراتيجي هو مجرد اسم دون مسمى فهو على وهم وخطأ, وان اشد الذنوب ما استهان به صاحبه. وعلى من يدعي انه صاحب القرار السياسي او ان له يدا في صنع القرار السياسي عليه ان يعلم ان هذا المجلس سوف يجعل الفساد بمختلف صوره سائدا في العراق وهو الصورة التي ترسم وجه العراق امام العالم, وتكريس الفساد في العراق هو احد الستراتيجيات الامريكية التي تعرف (بطبقة السراق الامريكية):"ِAmerican Kleptocracy ." أي ان يقود العملية السياسية مجموعة من السياسيين والموظفين الفاسدين السراق وان يصبحوا هم الطبقة المتنفذة سياسيا واقتصاديا لادارة شؤون الدولة وتحقيق المصالح الامريكية في العراق وفي المنطقة. والمثال على ذلك العائلة السعودية وعائلة حسني مبارك في مصر وعلي عبد الله صالح في اليمن وامارات الخليج, حيث اصبحت في هذه البلدان طبقات فاسدة تمسك بدفة الحكم مدعومة من المخابرات الامريكية كما هو الحال في كثير من الحكومات العربية العميلة للارادة والادارة الامريكية. وقد ذكرت مجلة الامة الامريكية في عددها الصادر في تأريخ 2-11-2010 تحت عنوان:" هل ان السعودية المفتاح للعراق وايران وافغانستان واليمن وفلسطسن؟ ربما." وقد ناقش كاتب هذه المقالة المحرر Rpbert Dreyfuss انه من الصعوبة التصور :"بان السعودية مملكة الفساد والحكام السراق تظهر نفسها بان تكون هي المخرج الوحيد للرئيس اوباما من الورطة المتشابكة في اليمن وافغانستان وايران والعراق ولبنان وفلسطين ولتظهر نفسها بانها تلعب دورا صانعا للسلام ولكنها تعمل تماما وبكل معنى الكلمة من اجل الحفاظ على بقاء وجودها وسلامة الحكم." ويذهب الكاتب:" ان ملك السعودية لم يتوقف عن تدخله بالشأن العراقي رغم رفض قائمة دولة القانون بزعامة المالكي وكذلك الاكراد لدعوة ملك السعودية, واخذ يطلق (ملك السعودية) شعارا هو محاربة الطائفيين يعني (الشيعة) خوفا من انتصارهم في العراق, وكان ملك السعودية يعرف جيدا وبدرجة من المكر والدهاء بان استقرار تقسيم العراق بين ثلاث كيانات الاكراد والمالكي وعلاوي الذي خلفه (السنة) يعني ان السلطة سوف توزع على ثلاثة اطراف مما يؤدي الى اضعافها في العراق." وفي الحقيقة ان ابناء السنة اينما كانوا في بقاع العالم فانهم يحاربون الوهابية السعودية الا الذين يتلقون الدعم من المال السعودي السحت. واذا كانت السعودية تريد حماية اهل السنة فأين السعودية من ابناء فلسطين وما يلاقونه من الاجرام الصهيوني وهم من ابناء السنة؟ واين السعودية مما يحدث من فقر وحرب وجوع في اقطار عربية تتبع المذهب السني كالسودان ومصر واليمن والبكستان ودول افريقية مسلمة سنية تنأوا من الجوع ومآسي الحروب,ولماذا تقوم السعودية بالعمل على تمزيق وحدة الشعوب العربية والاسلامية كما هو الحال في السودان واليمن وفلسطين والعراق. ان الحروب التي تشنها السعودية على العراق والجمهورية الاسلامية وتآمرها على جنوب لبنان ومحاولات قهرها للشيعة اينما وجدوا في الجزيرة العربية ما هي الا ايديولوجية وفكر طائفي متعصب وهابي ارهابي ولخدمة خطط المحافظين الصهاينة الجدد, ولكن هذا التآمر لايجد له مكان في العراق في القريب المنظور لوجود شعب مؤمن بالله ورسوله وال بيته ومرجعية دينية يقودها الايمان والعلم والحلم والحكمة. ورغم كل ما تعمله وتخطط له السعودية الوهابية الا ان هنلك قوتان اشد وامضى من كل خطط مثلث الموت السعودي الصهيوني الامريكي: القوة الآلهية وعامل الزمن وكلاهما لايرحمان, فكل مؤمن يعرف ان صدام ومخابراته بات من الصعب تغيرها الا ان الله سبحانه سلط الظالم على الظالم فكان مصير صدام, وبئس المصير, اما عامل الزمن فهذا هو ملك السعودية في عمر لايحسد عليه وبدأت الامراض الفتاكة تنخر بالجسد السعودي الوهابي العليل, واصبحت الادارة الامريكية هي المسؤولة في ادارة الحكم في السعودية وهي التي تهيئ الملك الجديد كما فعلت في الاردن ودول الخليج, وبالاضافة الى ذلك فان هنالك الكثير من العوامل الزمنية نتيجة التطورات الطبيعية المتوقعة والغير متوقعة كالتي تعيشها منطقة الشرق الاوسط بل العالم كله فانهيار الاقتصاد العالمي وانكسار شوكة العدو الصهيوني واستقلال قرار بعض الدول في الشرق الاوسط من الهيمنة الامريكية كما هو الحال في الجمهورية الاسلامية الايرانية وتركيا وسوريا وجنوب لبنان وغزة والبركان العراقي الذي يغلي واذا ما انفجر فسوف يعطي دروسا لأعداءه ويخذل من خذله ويهدم اركان الضلالة والتآمر عليه وخاصة السعودية التي تتدخل في شؤونه الداخلية حيث عملت بكل ما في وسعها للتشويه والتزييف والتلاعب بالانتخابات العراقية واتباعها سياسة فرق تسد, هذه السياسة التي استخدمتها في بث الفرقة بين ابناء المجتمع العراقي منذ غزو صدام للكويت حيث طالبت السلطات السعودية من امريكا بعدم الاطاحة بصدام والا سوف تعتذر عن استخدام اراضيها من قبل القوات الامريكية, وذلك خوفا من المد الشيعي واستلام شيعة العراق زمام الحكم في بلاد الرافدين, وذلك مما يساعد على تشجيع الشيعة المستضعفين في الجزيرة العربية ومحبي ال بيت النبي (ص) بالمطالبة بحقوقهم. ولكن مهما تعمل وتتآمر السعودية فانها لم تستطع تأخير بقاء القوات الامريكية في العراق للحفاظ على حكم العائلة السعودية وعرشها من موجات واهتزازت سنامي العراقية القادمة والجارفة لتلك العائلة الفاسدة المفسدة. واخيرا اذا كانت الوهابية تعتبر ان القرآن هو المصدر الوحيد لتشريعات الدين الاسلامي وان الرجوع الى المصادر الاخرى فيه شبهات وبدع, فلماذا ترجع للمحافظين الامريكيين الصهاينة الجدد, والسعودية الوهابية تعرف انهم من المشركين والله سبحانه منع وحرم على المسلمين ان يجعلوا الصهاينة والمحافظين الجدد اولياء عليهم والتحالف معهم وخاصة نصرتهم ومناصرتهم على المسلمين كما تفعل السعودية في الوقت الحاضر حيث قال سبحانه:"يا ايها الذين امنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم .." وبناء على ذلك لايوجد مكان للوهابية بين عامة صفوف المسلمين, ومن ناحية اخرى نؤمن بان الله سبحانه ينصر المؤمنين ويبشر الصابرين على ظلم الطغاة بقيادة وزعامة الامة كما جاء في محكم كتابه العزيز:"ونريد ان نمنّ على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين." وان وعد الله لقريب.
د.طالب الصراف لندن 11-1-2011
https://telegram.me/buratha