سلام محمد .
منذ تغيير نظام الحكم في عراق عام 2003 والعراقيون يتاملون ان تنبثق حكومة المواطن بعد ان خاضوا غمار الانتخابات النيابية في ظروف صعبة جداً تحفها المخاطر وفي دورتين انتخابيتين كانت الاحزاب السياسية ترفع شعار حكومة المحاصصة الوطنية وحكومة المشاركة الوطنية وفي كلتا الحكومتين لم نرى حكومة المواطن ,, ففي زمن تصدي اياد علاوي وابراهيم الجعفري ونوري المالكي لم يتحقق شعار حكومة المواطن بل كانت حكومتهم حكومة المسؤول وحتى الجهات التشريعية لم تكن بالمستوى المطلوب الذي يشعر اعضائها بمعانات المواطن الذي انتخبهم ,, فعضو البرلمان حقوقه تفوق حقوق رئيس اكبر دولة متطورة مثل امريكا ولديه حراس عددهم 30 حارس يقبضون مخصصات شهرية تتعدى النصف مليون دينارعراقي ,, ولو كان اعضاء البرلمان يوفرون فرص عمل لهذا العدد الكبير اذا ماقورن بالعدد الكلي للاعضاء فالامر اهون ,, ولكن قد يكتفي اغلبهم باربع حراس والمباتلغ الخاصة بحقوق الباقين تذهب الى جيب عضو البرلمان بدون وجه حق ,, اما الرئاسات الثلاث والمنافع الاجتماعية التي يحصلون عليها فحدث ولا حرج وهكذا رواتب الوزراء والمدراء وحماياتهم ووقود سياراتهم العشرة في اقل التقديرات والاربعين سيارة لكل وزير ووكيل .اما ضباط الجيش العراقي برتبة عقيد فما فوق ,, اي امر فوج فما فوق فهؤلاء يشكلون مافيا لوحدهم واغلبهم من اتباع النظام المقبور الذين قاتلوا الشعب العراقي في انتفاضة شعبان المباركة ,, فقائد الفرقة في زمن حكومة المسؤول لاحكومة المواطن يمتلك امتيازات خمسين ضابظ في جيوش الخليج المترفة ,, فبالاضافة الى الرتب التي يصدر بها مرسوم جمهخوري كل شهرين والرواتب الخيالية يمول ضباط الجيش العراقي نزواتهم من سرقة قوت الجنود ومن خدماتهم وقبض ثلثي الراتب مقابل نزولهم بأجازات مفتوحة او تفريغهم من الخدمة مما يجل الاخرين الذين لايدفعون يتحملون واجبات اكبر من طاقاتهم مما يسبب ضعف اداء الاجهزة الامنية ,, وينجر الامر الى الموظفين الصغار حيث الرشوى مستشرية حتى في اقدس مهنة وهي مهنة الطب ,, وهذه هي حكومة المسؤول التي يترأسها نوري المالكي بعد ان قدم التنازالات من اجل اكمال فصول مسرحية سرقة المال العام .اما ما يريده عمار الحكيم في خطابه السياسي الموزون ( حكومة المواطن ) وهذه الحكومة مهمتها خدمة المواطنين والسعي لاسعادهم وتسخير كل الامكانات من اجل رفع الحيف عنهم ,, وان يكون عمل المسؤول بقدر الاستحقاقات التي يحصل عليها وان يحافظ على المال العام من اجل تنفيذ مشاريع الخدمة الوطنية .ان الهدف الاساس الذي ينشده السيد عمار الحكيم من حكومة المواطن هو معالجة سلبيات المرحلة الماضية واستثمار الفرصة والحرية التي ينعم بها العراقيين بعد زوال كابوس النظام المقبور وايجاد رجال حريصة على تقديم ماهو مفيد واستثمار الطاقات والتخلص من المحسوبية والفئوية والتفكير الحزبي الضيق .ان مشروعاً كبيراً مثل مشروع السيد عمار الحكيم يحتاج الى التفاف حقيقي للقاعدة الجماهيرية حوله وتقديم الدعم والاسناد لهذه الشخصية التي تربت على يدي اثنين من ابرز القادة العراقيين وتمتلك ارثاً اجتماعياً ودينياً يؤهلها ان تكون بمستوى ثقة الجماهير , وبالمقابل فأن مثل هذا المشروع الكبير يحتاج الى وعي سياسي جماهيري للمخاطر التي يمكن ان تحصل اذا ما تمادى المفسدون وفقد المخلصون زمام المبادرة وعدنا الى المربع الاول مربع الدكتاتورية والاستئثار بالسطة تحت غطاء الديمقراطية وقد اثبتت الوقائع ان عمار الحكيم لايبتغي حكما او سلطة بل يبتغي اثبات الوجود من اجل خدمة شعبه المظلوم ,,.
https://telegram.me/buratha