قاسم العجرش
قد نذهب إلى القمر حقا ..لكن تلك المسافة ليست بعيدة جدا , فلا تزال أبعد مسافة يجب أن نقطعها , تكمن في اعماقنا ..!(شارل ديغول)
«تبا لموت لم تسبقه حياة « كتبت على ضريح عراقي مقهور في مقبرة السلام.
عندما تجاهلنا التاريخ جهلنا, وعندما استسلمنا للدنيا ,, لفظتنا الأخرى ولم تعطف علينا الأولى ...غبار فى كل مكان, وكل شيئ اصبح عتيقا, حتى التجاعيد اصبحت تولد مع الأطفال ... فالأحزان متوارثة كما الحكم فى بلدنا الموقر... واعمدة الكهرباء المتباعدة اصبحت تحن لبعضها, وتشتكى من رمضاء الشمس, وتستجير بالتيار الذي يسرى فى عروقها لتسحق به اسراب الظلام و الحشرات التائهة !!... ويقال أن وزارة التعليم العالي لديها قوانين صارمة بخصوص المنح والبعثات الدراسية, وهذا ما جعل البعثات تفصل على القياس بطريقة لا يعلم عنها أحد شيئا إلا الراسخون في العلم .. .. وعنما تشتعل النار فى امعائنا ألما, ونغتسل بمحلول كيميائى قد لايحدث شيئا ,, لكن حين يحصل العكس قد نتحول الى فئران تجارب فى احد المستشفيات الحكومية حيث لا شيء هناك سوى الباراسيتامول ومزيد من الإهمال !!.. ولطفا ابتعد عن السياسة قدر الإمكان اذا كنت لا تجيد الركوع,, فالديمقراطية اصبح فعلا مشينا لا يرتكبه الا البلهاء ... وعندما تحب ان تصبح ابلها كن كذلك بكرامة وأنتخب حكومة كل وزرائها رؤساء كتل .. أو أزرع مزرعة فجل فكل نتاجها رؤوس ....وأنتبه سيدي لا تخرج اليوم من بيتك الى عملك، فالشوارع مزدحمة مثل أمس واليوم وأول أمس وغد وبعد غد! ..وهي مخصصة للمسؤولين ومواكبهم اليوم وغدا وبعد غد ، مثل أمس وأول أمس واليوم الذي قبلها!...وفي ساحة الفردوس تظاهرة لجماعة من المحتجين على نقص أجورهم ، بحت حناجرهم كي يصل صوتهم، في الفندق المقابل إجتمع سياسيان قال الأول للثاني : لا تقلقك أصوات المحتجين , إنها مجرد غيمة سرعان ما يلفظها السماء ..!
ولأن الحياة أصبحت بالنسبة لنا مجرد وقت إضافي, فأننا لم نعد نخاف الموت فقد توغلنا في شتى طرقه, وعانقناه حتى الرمق الأخير ! وعدنا وجيوبنا خالية إلا من خوف الحياة وما تيسر من قلق, ورغم ذلك مازلنا نُسرف في الأمل بشكل لا يطاق ...أي جنون هذا , إننا نبتسم أكثر , كما لم نفعل ..!
سلام...
https://telegram.me/buratha