المقالات

العلم والعمل بين الميلادي والهجري

1270 23:13:00 2011-01-09

قلم : سامي جواد كاظم

المناسبات نوعان نوع شرعي واخر وضعي ولكل امة مناسباتها واغلبها تكون عطلة رسمية والامة التي فيها اكثر من قومية ومذهب وتعتمد اكثر من تقويم كالعراق يكون فيه الخلل واضح في الاهتمام ببقية مجالات الحياة التي تؤثر على سير وتقدم المجتمع .المشكلة في العراق هو اعتماد التقويم الميلادي في دوائر الدولة مع عطلها المقننة وعطل التقويم الهجري المشرعة وقد تختلف حسب المذهب وهنا الاغلبية لكل محافظة هي من تلعب دور في احتسابها اوعدها عطلة رسمية هذا ناهيك عن الدستور العراقي الذي منح صلاحيات للحكومات المحلية في تشريع العطل الرسمية في محافظاتها .المشكلة في العراق ان هنالك التزامات قررت على اساس التقويم الميلادي والذي بشهوره معلوم التاريخ ومناخها ـ كانون بارد وتموز حارـ اما التقويم الهجري فانه يختلف بشكل تدريجي وهذا امر ملحوظ للجميع .العلم والعمل هما قوام رقي الامم وقد اكد عليهما الشارع الاسلامي وحث المسلمين عليهما ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولي الالباب) ، وهذان العاملان يعيشان مد وجزر في العراق بل جزرهما اكثر من مدهما وحتى ترضي الحكومة العراقية كل الطوائف التي تعيش مناسباتها ادى الى تعطيل العلم والعمل في كثير من مفاصل الدولة ولايام زادت عن المالوف .بغض النظر عن قدسية المناسبة فاننا لا نناقش فيها ولكن نناقش كيف احيائها وهل انها ستتاثر اذا ما اقتطع من اليوم سبع ساعات للعمل او للمذاكرة ؟ واما بعض المحافظات فانها تمنح عطل رسمية يفرضها عليها واقع احياء المناسبة ، والمخرج من هذا التعارض يحتاج الى توعية وتضحية ونصيحة .احد طلبة العلوم الدينية يسال استاذه عن افضل الاعمال في ليلة القدر فساله الاستاذ ماذا في يدك؟ فيجيبه كتاب شرح ابن عقيل فاجابه الاستاذ اذن اقرأه ، ليلة القدر ليلة عظيمة لا يمكن للمسلم ان يتجاهلها ولكن عندما يكون احيائها بالعلم اي عظمة هذه نمنحها لليلة القدر التي هي ليلة نزول العلم ، والامر ذاته يمكن تطبيقه على بقية المناسبات .عيد الاضحى وعيد الفطر واختلاف رؤية الهلال بين المذهبين يؤدي الى التعطيل اكثر من المقرر مع تعطيل بقية الطوائف غير الاسلامية وهذا التعطيل مفروض عليهم وفي نفس الوقت تلك الطوائف لها اعيادها التي تعطل فيها فتؤثر على العمل لبقية شرائح المجتمع .هنالك اصوات بدأت تتعالى نتيجة التعطيل التام الذي يتعرض لها قطاعي العلم والعمل مع المناسبات الدينية التي تستغرق اكثر من اسبوع ، مع العلم ان صاحب المناسبة يستحق ارواحنا لانه فدى روحه من اجلنا ويبقى السؤال كيف يمكن لنا ان نحي ذكراه مع المحافظة على تقدمنا في عملنا وعلمنا ؟ بعض المدارس في محافظة كربلاء سيتم تعطيلها لاستغلالها للزائرين القادمين سيرا الى كربلاء المقدسة وفي نفس الوقت المصادفة بين الزيارة وامتحانات نصف السنة ادت الى ارباك الطلبة وذويهم في كيفية عدم تفويت المناسبتين ، لو الطالب ترك امتحانه من اجل زيارة الحسين عليه السلام هل يعد هذا امر مقبول ؟ وفي نفس الوقت لو فضل احدهم تعلمه العلم على زيارته فانه قد يعطي تصور للغير بانه ليس حسيني ، التوفيق بينهما كيف يمكن لنا ان نحققه ؟انا اعتقد طالما الاعتماد على التقويمين فاننا سنقع في هذه الاشكالات بشكل مستمر وقبل سنة عندما صادفت افراح المسيحيين مع احزان اتباع اهل البيت عليهم السلام ولدت الحرج للبعض بالرغم من ان هنالك بعض المسيحين تعاطفوا مع المناسبة الحسينية ولكننا في الوقت نفسه لا نستطيع ان نفرض عليهم مناسباتنا .هل هنالك من يعمل ويتعلم بجهود متميزة قبل وبعد المناسبة للتعويض ؟ فان هذا الامر هو احد الحلول لتعويض ما يفوتنا من فرص التقدم ، لا احد يقول ان مناسبة الزيارة لا تستحق التضحية ، ولكن هل يستطيع احد ان يقول ان النبي واهل بيته ( عليهم السلام ) لا يؤكدون على العلم والعمل ؟ النبي محمد (ص) عندما توفى ولده ابراهيم كسفت الشمس فقال المسلمون انها كسفت لوفاة ابراهيم فسمعهم رسول الله ( ص) فامر بجمع المسلمين وصعد المنبر ليعلمهم ان ما قالوه ليس بصحيح واخر دفن جنازة ولده من اجل تعليم امته .العلم والعمل وجه ضروري لاظهار الزيارة باروع صورة بل انهما المنهل الحقيقي للتعبير عن مدى عمق الزيارة وتاثيرها في نفوسنا لدرجة اننا ترجمناها على ارض الواقع ، وان التعطيل الذي يصيب دوائر الدولة والقطاع الخاص والمدارس فانه يؤثر بشكل سلبي على نهضة المسلمين .قال الحسين (ع) لرجل ايهما احب اليك رجل يروم قتل مسكين قد ضعف تنقذه من يده ؟ او ناصب يريد اضلال مسكين مؤمن من ضعفاء شيعتنا تفتح عليه ما يمتنع به منه ويفحمه ويكسره بحجج الله تعالى ؟ ثم قال: بل انقاذ هذا المسكين المؤمن من يد هذا الناصب.... اذن الهداية هي العلم والمعرفة التي فضلت على وقوع جريمة قتل وهلاك انسان فنحن ملزمون بضرورة ايجاد مخرج للتعارض او التزاحم بين مناسبتين وعلى كل من يهمه الامر يجب ان يدلو بدلوه علماء وحكام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك