بقلم /ناجي لطيف العسكري
ان بعض القوى السياسية في العراق حاربت جاهدة من اجل الحصول على حكومة اقاليم تشابة نظريتها في اقليم كردستان ولكن وجهت هذا النظرية السياسية الى حارب اعلامية ضخمة ولتشوية فكرة الفيدرالية ووصفها بالمرحلة الاولى الانقسام العراق ومن بعدها الانتمى الى دولة اخرى وطبعاً هذه المعلومات غير دقيقة ولكن كانت مصلحة بعض القوى السياسية ان تبقى الحكومة مركزية ولكن اكراد العراق لم يرضخوا الى فكرة المركزية ولم تثنهم اصوات البعض في عزمهم على ان يكون لكرد اقليم خاص بهم وليس الانقسام رغم ان تصريحات مسعود البرزاني في عام 2005 (سوف نطالب بان تكون كردستان دولة ولكن الوقت غير مناسب ) ولكن هذه التصريحات شخصية وليس هنالك رابط او نقاط التقاء بين تصريحاته والفيدرالية اذا علينا ان نفهم ما هي الفيدرالية ؟ ولماذا هنالك احزاب معروفة بمواقفها الوطنية تطالب بالفيدرالية ؟الفيدرالية: تعني المشاركة السياسية والاجتماعية في السلطة وذلك من خلال رابطة طوعية بين أمم وشعوب وأقوام أو تكوينات بشرية من أصول قومية وعرقية مختلفة أو لغات أو أديان أو ثقافات مختلفة وذلك في نظام اتحادي يوحد بين كيانات منفصلة في دولة واحدة أو نظام سياسي واحد - مع احتفاظ الكيانات المتحدة بهويتها الخاصة من حيث التكوين الاجتماعي والحدود الجغرافية واللغة والثقافة والدين إلى جانب مشاركتها الفعالة في صياغة وصنع السياسات والقرارات والقوانين الفيدرالية والمحلية - مع الالتزام بتطبيقها - وفق مبدأ الخيار الطوعي ومبدأ الاتفاق على توزيع السلطات والصلاحيات والوظائف كوسيلة لتحقيق المصالح المشتركة وللحفاظ على كيان الاتحاد.اذا هي بشكل بسيط جدا توزيع مركز القوى في السلطة وجعلها لا مركزية فقد عانى شعبنا من ظلم وجور الحكومة المركزية في ظلم النظام البعثي الذي حكم العراق صبت الحكومة المركزية الويلات والجور والظلم على مناطق الجنوبية والشمالية .تحكم الفيدرالية اغالب البلدان ازدهاراً وتطوراً وتعيش نوع من الديمقراطية وحرية التعبير وتنوع ديني ومذهبي حيث يبلغ الدول التي تعمل بالنظام الفيدرالي في العالم اكثر 25 دولة فيدرالية واتحادية ومنها استراليا والامارت العربية وكندا وماليزيا وروسيا واسبانيا وجنوب افريقا والولايات الامريكية سوف يستغرب البعض من ان هذه الدول المتطورة والمتميزة تعيش بالنظام الفيدرالي تنوعي فقد برزت جنوب افريقيا في القارة الافريقية قارة الجوع بتطورها وارتقها بالدول العالمية كما برزت الامارات العربية وماليزيا في قارة اسيا وغيرهن من الدول الاخرى التي تسلقت هرم التطور بسرعة كبيرة وستمرت في القمة .لقد عملت الولايات المتحدة الامريكية بهذا النظام منذ 200 عام وهي لان سيدة العالم من جانب الثقافي والتطور وحقوق الانسان والحريات ولم تطالب ولاية في اميريكا بالانقسام عنها. اذا المشكلة ليست بالفيدرالية ولكن المشكلة بتطبيقها في العراق ،العراق يحتوي على مكونات دينية وطائفية متعددة ولا يمكن تطبيق النظام المركزي فيها ولكن العراق لان غير مستعد في تطبيق نظام جديد حاول البعض تشوية ورسم صورة سيئة عنة .ان اول من طالب بالفيدرالية في العراق هم كرد العراق في مؤتمر صلاح الدين عام 1992 واتفقت قوى المعارضة العراقية التي اجتمعت في صلاح الدين على صيغة مشتركة حول الفيدرالية انذاك ومنذ مؤتمر صلاح الدين الى مؤتمر لندن في عام 2002 والاكراد مصرين على فدرالية الشمال والسبب في اصرار القوى الكردية على الفيدرالية هو ظلم وجور والاضطهاد اللامحدود الذي تعرضوا له من قبل الحكومة المركزية حاكمة انذاك حينها وافقت القوى السياسية المجتمعة في مؤتمر لندن بشروط ثلاث ان تكون الفيدرالية ضمن عراق موحد فدرالي وان تكون الفيدرالية لكل العراق وليس لمنطقة معينة دون منطقة اخرى وان تكون على اساس جغرافي وليس على اساس مذهبي او قومي .فقد شلت جميع الاعمال في عام 2010 وتوقف شبة عام في ادارة الدولة وتسير الاعمال ومشاريع المتفق عليها بسبب تأخير تشكيل الحكومة وخصوصا في مناطق الوسط والجنوب بينما بقت المناطق الشمالية تسير بخطئ واثقة نحو التطور والاعمار بدون الاهتمام بتشكيل او عدم تشكيل الحكومة لانهم ليس بحاجة الى حكومة مركزية لادارة وتسير عمالهم وذلك اصبحت لدى مواطني المناطق الجنوبية ثقافة فيدرالية والفهم الحقيقي لهذا النظام العالمي الذي من ابسط مميزاته انه لا يخلق دكتاتور ظلم لشعبة يتسلط هو وافراد عائلتة على شعب مظلوم .
https://telegram.me/buratha