قلم : سامي جواد كاظم
كلمة المفكر هو الذي تكون نتاجات تفكيره نظريات وابحاث لم يتطرق اليها احد تنهض بواقع المجتمع ام ان الذي يكتشف امرا يعتقد هو انه خطأ فيصب جام غضبه عليه من غير الابداع في التفكير فيكون هذا تبع نزواته لا تفكيره .قد يكون الشابندر محق في بعض فقرات مقاله (أهل البيت من باب نجاة الأمة الى باب هلاك الامة) الا ان الاغلب الاعم غير محق هذا ناهيك عن سلبية معالجته للمحق فيها .لماذا لا تحاول ان تصل الى موقع يسمح لك بتغيير ما تراه سلبي ؟ لماذا تحاول الاستهانة بالناس من خلال شخطة قلم شطحت من تفكيرك ؟ لماذا لا تقوم الناس باسلوب هاديء تدخل لب العقلاء فتنال ثناءهم واقتدائهم بك ؟ كثير من الكرنفالات والمهرجانات التي لا مسوغ شرعي لها تستفاد منها الامم الغربية بل لا احد يجروء على انتقادها من قبل مفكريها كما هو الحال معك ؟ واذا كان امر ما الم باخلاقيات المجتمع وانك حملت الوز على اسماء ذكرتها فانك وبسهولة تستطيع الاتصال بها ومناقشتها او حتى انتقادها وجها لوجه الا انك استعجلت الامر ، واما ذكر اسماء وتحميلهم السبب من غير ادلة تجعل اتباعهم يتمسكون بهم اكثر وينفرون منك اكثر من الاكثر .ليس كل ما ذكرته من اعمال هو سلبي بل الخلل في تسلسل اهميتها مع القلة منها سلبي كما ذكرت ايها المفكر ، الاخلاق والعلم تؤم لا يفترقان فاذا افترقا سقط الاخر بالتصوف او الهاوية التي تقود مجتمع معه ونعم كما ذكر جنابكم هنالك من يتشدق بعبارات اخلاقية ذكرها الائمة عليهم السلام من غير التبحر في جذور هذه الاحاديث الاخلاقية ، فمسالة قبح الفقر امر مفروغ منه ولكن جعل استحقاقه الاعدام فهذا يعني ان هنالك جريمة احدثها الفقر فيجب البحث عن اساليب تمنع هذه الجريمة لا ان نثني على صدق العبارة والطرب عليها .في كثير من الاحيان اجد ممن يدعي العلمانية من الاسلامين وضرورة فصل الدين عن الدولة انه هو يتدخل في الدين ونجد ان رجال الدين هم من يطلبون من هكذا متطفلين عليهم ان يتمسكوا بعلمانيتهم ويبتعدون عن الدين وهذا ما انزلق فيه تفكير الشابندر وكان الاحرى به ان يسال عن تعطيل الاعمال نتيجة الزيارة الراجلة هل هنالك من امرهم باغلاق محلاتهم وتحمل البرد القارص والسير على الاقدام مئات الكيلو مترات الى كربلاء ؟ فان كان كما تدعي فلك ان تثبت ذلك وتنزل سيل انتقادك للمسبب ، واما اذا كان هو حب الحسين عليه السلام فلا اعتقد انك تستطيع ان تنتقد هذا ولكنك قد تضلل اسباب المسير الى غايات اخرى حتى يستطيع قلمك من التغلغل وسطها وانتقادها ومثل هكذا اسلوب ليس من شيمة المفكر .نعم هنالك من المناسبات التي لا مبرر لها بل قد تثير تساؤلات تنال من منزلة صاحب المناسبة الذي لا يعلم هو بها ومن خلالها يكون هنالك معبر للمناوئين للنيل ممن يتمسك بنفس المبادئ ولكن بطريقة عقلائية سليمة فيجمع الاخضر مع اليابس .اما صاحبك في الكرادة الشرقية الذي ترك الدراسة والتجأ للعبادة ليستقبل الامام المهدي لقرب ظهوره ، فان مثل هذا هنالك الكثير في العراق وخارج العراق ممن ادعى اشياء لها علاقة بالامام المهدي (عج) فمنها تاتي وفق خطط مدروسة ومنها تاتي نزوة من جاهل والحالتان لهما رد فعل سلبي على الفكرة المهدوية امام من لا يستوعب الفكرة او من كان ايمانه مهزوز بالفكرة المهدوية ولكنها لا تكون الادانة التي يدان بها اصحاب الفكر السليم وليست حالة عامة تعمم على الكل ، فالذي لديه فراغ فكري يبحث عن هكذا تصرفات لهكذا شباب فارغ .مسالة الحزن لحزن اهل البيت والفرح لفرحهم هذا امر مفروغ منه بل ويعد هذا من اوجه التبعية لهم نعم قد يخطأ البعض في التعبير عن مصداق هذه الحالة الا ان هذا لا يبرر للمفكر الشابندر ان ينسفها من جذورها فهنالك مناسبات ولدت تواصل اجتماعي ولدت نهوض فكري ولدت استفهامات امام الباحثين العقلاء عن سبب هذه المهرجانات او الشعائر اما ان استخدم تعميم السلبي على الجمع فهذا لا ينصف من يدعي انه مفكر .دائما ايها المفكر انظر لفعل وقول الغير من خلال منظوره هو لا من خلال منظورك انت فاذا كان صادق في نواياه على ما يقدم عليه فان اللطف الالهي هو من ينير له دربه اما بتجنب ما اقدم عليه او قد تتحقق الكرامة والكرامة التي هي لا تفسير علمي لها وان جعلتها ضمن الخرافة فان كثير من الحوادث العلمية التي تحدث في العالم لا تفسير علمي لها ولكنها مدروكة من الحواس الخمسة للانسان فهل يمكن لنا ان نقول عنها خرافة ؟ ففي الوقت والذي هو ليس ببعيد ( في منتصف القرن العشرين ) كان الحديث عن الوصول الى القمر ضرب من الخيال بل ومن يتحدث عن ذلك هو المجنون فقط ، الان اصبح الناكرون هم المجانين هذا مثل من مئات الامثال فكثير من التقنيات العلمية التي اثبت العلم ان جذورها في التراث الاسلامي نعم نحتاج الى نهضة توعوية فكرية لانهاض الامة واعلامها بما تمتلك من تراث اسلامي علمي اخلاقي يجب ان يستغل باقصى الجهود والتفكير والاهتمام بالاهم ومن ثم المهم .
https://telegram.me/buratha