المقالات

ربنا لا تنزل علينا المطر واجعل أيامنا جفافاً


علي الطربوش

هطول المطر نعمة لا يختلف عليها اثنان وكما انه وفي كثير من الأحيان يتم التضرع إلى الباري ( جل وعلا ) من اجل التنعم علينا بانهمارها لتنمو المزروعات وترتفع مناسيب الأنهار باعدا بذلك شبح الجفاف والتصحر الذي تخشاه كل الدول . فالعراق وخصوصا هذه الأيام يتمنى أن لا تهطل السماء بخيراتها عليه كون الأمطار وبالرغم من قلتها تضيف ركنا جديدا من المعاناة ، قد يستغرب من يقرأ هذا الكلام من عباراتي ويعدها ضربا من السذاجة واللاتفكير ، كلا فهطول المطر في العراق يعني غرق الشوارع وان كانت على قدر بسيط والسبب واضح متمثل بانسداد المجاري لقدمها ناهيك عن تراكم الأتربة جراء عدم التنظيف كون المنظفين ليس من صلاحياتهم تنظيف الأزقة وإنما تنحصر مهامهم في الشوارع العامة فقط لا غير وعداه يعني مخالفة دستورية لدستور التنظيف في البلاد، ومما يعانيه الشعب أيضا خلال موسم الأمطار الشحيح هو انقطاع التيار الكهربائي الوطني من أول زحة مطر لكون منظومة الكهرباء العراقية هي الأكثر حساسية تجاه المطر من أي منظومة في بلدان المنطقة فيتم قطع التيار الكهربائي خلال المطر خوفا على المنظومة من أن تصاب بالزكام أو نزلة البرد أو غيرها من الأمراض التي ستنهك الميزانية فيما لو أصيبت المنظومة بها ( لا قدر الله ) ، واغرب ما في الأمر أن المولدات الأهلية تستمر بالتشغيل وخلال هطول المطر والعواصف الترابية على خلاف منظومتنا الوطنية عالية الكلفة والتجهيز . أما بشأن المزروعات وكون المطر مفيد لها ويسد النقص الحاصل جراء الانخفاض الملحوظ والمقلق لمناسيب دجلة والفرات فقد أمست هذه الحاجة اقرب إلى الاضمحلال كون احتياجات العراق وخصوصا من المزروعات كالفواكه والخضار يتم استيرادها من الخارج آتية أليك وهي أكثر نضارة ونضوج مما لو قمت بزراعتها في بلاد الرافدين ناهيك عن كلفتها المنخفضة والذي يصعب على المنتوج المحلي أن يجاريها أو ينافسها وبذلك أصبحت المزارع تغض الطرف عن حاجتها للأمطار والزراعة في نفس الوقت. فيخيل لنا أحيانا أن سبب الجفاف الذي يضرب العراق إنما هو عناية الهية كون الله ( تبارك وتعالى ) لا يريد تحميل المواطنين العراقيين أكثر من طاقتهم للمصاعب التي ستضاف فيما لو أمطرت السماء والتي أسلفنا بذكرها . لذا نعتقد أن على الدولة العراقية أن تعمل من اجل جعل نعمة المطر مفيدة والاستفادة من هذا الخزين المائي فيما لو أمطرت السماء بالإضافة إلى إصلاح شبكات المجاري المطمورة وتحسين محولات الكهرباء التي تنفجر ما أن يلامسها مطر السماء فالاهتمام بهذه الأمور هو بلاشك سيخفف الكثير من المعاناة التي تربك المواطن وتجعله يكره المطر وأيامه ، وحتى تحقيق تلك الخطوات من لدن الدولة نتوجه إلى الرحمن الرحيم بالدعاء قائلين " ربنا لاتنزل علينا المطر واجعل أيامنا جفافا "
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك