حافظ آل بشارة
يصر العراق على عقد مؤتمر القمة العربية المقبل في بغداد ، أغلب العراقيين لا يعترفون بالجامعة العربية ومؤتمراتها وقممها ، ويشعرون بمغص معوي اذا ذكر اسم الجامعة لانها كانت منساقة من امينها الى كناسها وراء الاجندات الطائفية العروبية التي استنزفت العراق ، يعتقد العراقيون أن الجامعة عبارة عن نقابة للحكام المستبدين ولا يمكن للعراق ان يكون عضوا فاعلا فيها أما حضوره الحالي في مؤتمراتها فيفسر على انه اسقاط للواجب وسد للأفواه ، ربما هناك فائدة واحدة ترتبت على عضوية العراق في الجامعة فعقد القمة العربية المقبلة في بغداد سيؤدي الى قيام دوائر الحكومة المختصة بحملات تنظيف للشوارع والساحات ، استحياء من الحكام العرب الضيوف ، أحد الأذكياء قال يمكن تنظيف شارعين أو ثلاثة رئيسيات في بغداد ويعاد ترميم الارصفة والحدائق والمباني وتستخدم الاصباغ والواجهات حتى لو كانت من الفلين ، ويتم تحديد اقامة الرؤساء المشاركين في المؤتمر في فندق معين وحصر حركتهم في تلك الشوارع النظيفة بحجة الأمن ، فيتكون لديهم انطباع بأن بغداد كلها نظيفة ، ولكن هذه الخطة فيها نقطة ضعف كبيرة ، ماذا لو استجاب الله دعاءنا وامطرت السماء اثناء القمة ، من يحمل الضيوف على اكتافه الى سياراتهم وسط الشوارع الغارقة ؟ ماذا لو قرر أحد الرؤساء زيارة احياء معينة في بغداد ؟ ماذا لو أقترح أحد الخبثاء على أصحاب العواصم العامرة كرئيس الامارات او أمير الكويت او الرئيس المصري زيارة بوب الشام أو العبيدي أو حي السعادة أو غيرها من أحزمة الفقر وبيوت الصفيح واكواخ الشحاذين التي تطوق عاصمة الرشيد ، ندعو الله ان لا يحدث ذلك . المهم ان دوائر النظافة في بغداد سوف تقوم بجمع النفايات وتجفيف مستنقعات المجاري المنتشرة في الشوارع والازقة وفتح المجاري المغلقة ، استعدادا للقمة العربية ، ولكن لماذا لم يقوموا بهذا الجهد الاستثنائي في الايام الماضية لأجل الشعب العراقي ؟ الأجهزة الأمنية بدورها تقول انها تريد ازالة الخوف من قلوب الحكام العرب وتبعث لهم رسائل تطمين بأن الأمن مستتب في بغداد والايدي على الزناد و(اليوصل حدنه انكص ايده) وقد عرضت قناة العراقية قصة كشف اكبر شبكة من شبكات القاعدة في بغداد كرسالة موجهة من شبكة الاعلام التي هي شبكة خطيرة ايضا وقد احسن أداء الرسالة صديقنا كريم حمادي في حواره مع اللواء احمد ابو رغيف ، لكن الارهابيين وجهوا رسائل معاكسة فقد قصفوا مطار بغداد الدولي قبل يومين بعدة قذائف لم تصب اهدافا على الارض لكنها اصابت مؤتمر القمة قبل انعقاده بجروح خطيرة ، ثم شنوا حملة اغتيالات بالكاتم استهدفت عددا من الضباط في بغداد .الأمن والنظافة يجب ان يتوفرا للشعب العراقي قبل توفرهما للقمة العربية ، بعض ضيوف القمة الكرام هم انفسهم يملكون شبكات ارهاب داخل وطنهم الثاني العراق بكل فخر واعتزاز وبأمكانهم توجيه الأوامر اليها لوقف حملاتها واغلاق ابواب الجنة خلال عقد القمة فقط ، مرحبا بالضيوف الاشقاء في وطنهم الثاني عليكم الامن وعلينا النظافة ، والعاقبة للمتقين .
https://telegram.me/buratha