المقالات

اصحاب المعالي والفخامة والسمو

951 22:51:00 2011-01-03

هشام حيدر

لم يودع العراقيون عام 2010 الا بعد ان سجل لهم العام اصدار قرارين هامين في تاريخه ينطويان على الكثير من المضامين والابعاد القانونية والسياسية والاخلاقية فضلا عن اتصالهما المباشر بماضي وحاضر ومستقبل العراق !القرار الاول هو ذاك الذي اصدره مجلس الامن ليرفع بعض العقوبات عن العراق ويعلق بعضها الاخر على شروط اخرى !ولعل البعض ,داخل وخارج العراق, قد فوجئوا بوجود عقوبات على العراق !....والمفاجأة الاكبر حين يعلمون ان هذه العقوبات قد فرضت على العراق قبل عشرين عاما من تاريخ رفعها مؤخرا بسبب احتلال الكويت لستة اشهر !!ورغم ان امثلة الاحتلال في التاريخ المعاصر كثيرة وبعضها يمتد الى عقود خلت كالاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية بنص القانون الادولي واعترافه الى ماوصفته بعض دول العالم بانه احتلال روسي لابخازيا مرورا بالاحتلال العراقي لأراض ايرانية تفوق اراضي الكويت مساحة اضعافا مضاعفة ...الى احتلال ايران لأراض عراقية كشبه جزيرة الفاو ....وفقا لاحتمال ان يصنف العراق او ايران كطرف معتد !هذا فضلا عن كل المجازر التي تفوق في همجيتها همجية الاحتلال وضم الاراضي بالقوة كعمليات الابادة الجماعية في مختلف بقاع العالم ولعل افضعها في التاريخ الحديث ماوقع على الاراضي الاوربية لمسلمي البوسنة والهرسك وكوسوفو وغيرها!ولست ادري باي ضمير انساني ووفقا لاية معايير اخلاقية او قانونية سمح هؤلاء الساسة لتلك العقوبات بالاستمرار طيلة هذه المدة وكيف ابقوا على عقوبات اخرى معلقة على شروط اضافية كشرط توقيع العراق على البروتوكول الاضافي لاتفاقية حضر انتشار الاسلحة النووية للسماح للعراق بامتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية مع امتلاك هذه الطاقة لاغراض سلمية وعسكرية دون التوقيع على مجمل الاتفاقية فضلا عن ملحقاتها الاضافية!هذا ان دل انما يدل على انحطاط الضمير الدولي وخضوعه لمعايير القوة والهيمنة بعيدا عن كل العبارات المنمقة التي تصاغ سواء في ديباجة تلك القرارات او في كلمات ممثلي الدول المصوتة او التي اصدرت خارجياتها بيانات تاييد لرفع العقوبات على انه (حان الوقت...) ..بعد عشرون عاما!!ماذا يمكن ان يقول هؤلاء لشاب عراقي في العشرين من عمره ولد وكان احتلال العراق للكويت من الماضي بالنسبة له واذا به قد اضحى رجلا ولربما كون اسرة وولد له اطفال وهو يخضع لعقوبات لم يعايش اسبابها ولو للحظة من حياته ؟؟!ان منطق القوة ومبدأ توازن قوى الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية هو الذي خلق مجلس الامن وهو الذي فرض وجود خمسة اعضاء دائميين لهم حق النقض (الفيتو) وبالتالي التحكم بالعالم وبالاعضاء العشرة الاخرين الذين يمكن شراء غالبيتهم بصفقة قمح بل ان مثل هذا حدث قبل سنوات مع عضو دائم كروسيا مثلا !!!هؤلاء ينادون بالديمقراطية وبحقوق الانسان وهذا الذي يفتخر باعلان الاستقلال واخر يتباهى بمبادىء ثورته وهو يتحكم بمصير الشعوب ومقدراتها بمنطق قوته ليس الا الامر الذي يضع كل المبادىء والحقوق الانسانية على الرف اذا ماتقاطعت مع اتفه المصالح التي يرون انها تخدمهم وهذا يذكرني بالامبراطورية البريطانية التي كانت تحتل الهند وتنهب ثرواته لعقود اضافة الى دول اخرى كثيرة كالعراق اضافة الى مخططاتها للهمينة على الجزيرة العربية ومنابع النفط التي يصعب اخضاعها للاحتلال المباشر لمساحتها الشاسعة فوضعتها في انبوبة اختبار صراع البقاء للاقوى بين الشريف حسين وابن سعود حلفاء التاج البريطاني .....وبالتزامن مع كل هذا كانت القنصلية البريطانية ملاذا للعبيد الهاربين من اسيادهم في الجزيرة لتقوم سفن التاج البريطاني باعادتهم الى بريطانيا لان(حكومة صاحب الجلالة تحرم الرق وتستبشعه) الامر الذي لم تفعله مع دول اوربية حملت سفنها الافا مكدسة من زنوج القارة السوداء يموت نصفهم احيانا بسبب (سوء التكديس) ليكونوا عبيدا لدى السيد الابيض ثم زنوجا منبوذين مع تقدم القوانين لاحقا والى حقبة السبعينات كما هو الحال في الولايات المتحدة...فضلا عن استعباد العراقيين والهنود وغيرهم !** ** **القرار الثاني الذي الم غالبية العراقيين هو القرار الذي صوت عليه مجلس النواب مؤخرا وفقا لاتفاق (اللاعبين الكبار) الذي وقعوه في منزل مسعود بارزاني بعيدا عن اعضاء الكتل لرفع الاجتثاث عن رموز بعثية يبغضها كل عراقي شريف ثم لتاسيس مجلس او سلطة رابعة جديدة في العراق تهيمن على السلطات الثلات بصلاحيات تنفيذية برئاسة علاوي حصرا !ورغم كل مظاهر العداء والنفور بين علاوي والمالكي وقائمتيهما كما كان يصور للشارع الا ان المرحلة اللاحقة افرزت حالة قيادة هذين وتحالفهما القوي والمتين كانقلاب على الحالة السابقة بدرجة 180 لنلاحظ استماتة النجيفي وحسن السنيد لارغام غالبية البرلمانيين على التصويت (على العناوين) دون حتى قراءة التفاصيل ولو قراءة واحدة فيما تقرأ كل القوانين قرائتين حتى تطرحان على التصويت !والمجلس غير ملزم باية اتفاقيات خارج البرلمان ...فليتفق او يوقع من يشاء على مايشاء خارج المجلس....هل يؤدي الى هذا الى تجاوز السياقات المعمول بها داخل المجلس ؟ وهل يغني هذا عن قراءة تفاصيل أي مشروع قانون او اية تعديل داخل المجلس ؟؟http://www.youtube.com/watch?v=MpaipL_jVeQ

ثم ان هذا التصويت كان على ورقة اتفاق بين البعض - ايا كانوا-.... والمفروض ان مشاريع القوانين اما ان تقدم للبرلمان من مجلس الوزراء او من احدى لجانه المعروفة كمخالفة شكلية ثانية في عملية التصويت تلك !اما المخالفة الموضوعية فهي تجاوز المجلس لصلاحياته اذ ان هيئة المسائلة والعدالة ووفقا للقانون هي من شملت اولئك بقانون الاجتثاث وهي المخولة بالاستثناء او رفع الاجتثاث من خلال قضاة الهيئة وقد عايشنا عمليات الطعون قبيل الانتخابات حتى وصلت للمحكمة الاتحادية فكيف تمت تسوية الموضوع من قبل البرلمان هذه المرة ؟واذا ما تم تجاوز هذه المخالفات القانونية والدستورية وتم رفع الاجتثاث عن هؤلاء بعد تنفيذ كامل متطلبات الاستثناء او رفع الاجتثاث....فكيف يقبل العقل ان يتسنم هؤلاء منناصب رفيعة فور رفع الاجتثاث عنهم وهم من منعوا قبل اشهر من ان يصبحوا نوابا في البرلمان ويخوضوا الانتخابات لاجل ذلك بعد تمجيدهم للنظام المقبور وحزبه الفاشي ؟؟!!هل سمعتم عن مجرم تاب فاصبح نبيا او اماما ؟؟؟ هذا اذا جمدنا عقولنا وصدقنا توبة هؤلاء وبرائتهم من البعث !!يعتقد بعض السادة النواب انهم قد ارضوا ضمائرهم بالقبول بصفقة امتناعهم عن حضور جلسة التصويت لاجل افساح المجال لتمرير القرار وقبول اعتراضهم وطعنهم بالقرار عبر وسائل الاعلام !!نعم يستحق نفر قليل ان نعرف اسمائهم وان نسجلها بماء الذهب تحت قبة البرلمان وهم من حضر الجلسة ورفع يده بكل قوة وجرأة وشجاعة رافضا لقرار العار ذاك !** ** **ليس لساسة العالم ان يتحكموا بمصائر الدول والشعوب وفقا لمنطق القوة الغاشمة والقوانين التي سنوها بانفسهم حتى وما قرارات العقوبات الجائرة بحق شعب العراق التي اجاعته ثلاثة عشر عاما ثم استمرت بعض اثارها حتى هذه الساعة الا وصمة عار في جبين الانسانية وكل اعلانات الحقوق والمبادىء التي يتبجحون بها زورا!وليس لنواب العراق ان يسنوا قرارات امتيازات شخصية وليس لهم ان يلغوا احكاما قضائية يعيدون بها رموزا بعثية...وليس لهم ان يصوتوا على مالايعلمون .......كما شاهدنا (المتلاعبين الكبار)...يريدون منهم ذلك لانه معيب بحقهم ومخالف للقوانين والانظمة المعمول بها تحت قبة البرلمان نفسه!لكن ليتحمل من اوصل من ضحك على ذقونهم تبعات ذلك ......وليتحمل من اوصل من صوتوا على مالايعلمون....http://www.youtube.com/watch?v=rgI6TLDzFEE

....مغبة الصورة المزرية التي ظهر بها البرلمان ....والحكومة التي جعلتنا نترحم على الحكومة الفاشلة السابقة !قد نرد ونعترض باقلامنا .....لكن البسطاء ومن لاصوت لهم يعترضون على الجميع بهذه الطريقة ...

هشام حيدرالناصريةhttp://husham.maktoobblog.com/

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك