المقالات

ما ينتظره الساسة حين الماء يمشي تحت أقدامهم


تحليل سياسي للكاتب والأعلامي قاسم العجرش

عندما قلنا وقال العراقيين أننا نريد وزراءا أمنيين لحاهم بيد الشعب، فأننا نستحضر تجربة سابقة كانت فيها لحى الشعب بيد الوزراء الأمنيين، وهي تجربة الحكومتين المؤقتة والإنتقالية، ففي تجربة حكومة المالكي الأولى، فأنه وإن شاب أداء الأجهزة الأمنية الكثير من الإخفاقات، التي بعضها بسببنا نحن كعراقيين، أو بتأثيرات خارجة عن إرادتنا، ومنها أن القرار الأمني لم يكن خالصا بيدنا، لكن أداء الوزراء الأمنيين كان مقبولا الى حدما ما، ويتناعم مع ما تحت أيديهم من قدرات وأمكانات وصلاحيات، ونستحضر أيضا أن تفاهمات تشكيل الحكومة الحالية كان من بينها وجود اتفاق سياسي يقضي بان ترشح القائمة العراقية مرشحا لوزارة الدفاع، فيما يرشح التحالف الوطني مرشحا لوزارة الداخلية، على ان يكون المرشحين من المستقلين..وتعبير المرشحين المستقلين ليس تعبيرا مبهما، ولا منتجا أميبيا يتشكل بالكيفية التي تريدها هذه الفئة السياسية أو تلك، أنه تعبير ذو دلالة عراقية خالصة تعني بوضوح تام أن وزارتي الداخلية والدفاع تمثل كل العراقيين بما هم عراقيين، لا بما هم يتبعون التحالف الوطني أو القائمة العراقية..كما يعني الإتفاق أن "حق" كل من التحالف الوطني والقائمة العراقية، ليس "حقا مطلقا" بل نرى أنه "حق رأي" قابل للقبول والرفض، وبالتالي يجب أن لايكون سببا لأزمة سياسية...إن الوزارتين المعنيتين هما الممسكتين برقاب العراقيين والمؤتمنتين على دمائهم وصون حقهم وكرامتهم، وينبغي أن لا تكون أي منهما، للتحالف أو للعراقية، وليس هناك من مجال لا اليوم ولا في المستقبل، أن يتشكل وضع يقال فيه أن الجيش للقائمة العراقية والشرطة للتحالف الوطني، وبما يؤدي الى تكوين قوتين تأتمران بهذا الفريق أو ذاك..إن الجيش العراقي والشرطة العراقية يجب أن يبقيان عراقيين خالصين حتما، وليس من المقبول أن يرأس أي منهما وزير حزبي..كما أنه ليس من المقبول أن يستوزر وزير للدفاع أو للداخلية عينه على فم رئيس حزبه أو كتلته فينفذ ما يقول، والمطلوب أن يكون أي منهما مرتبط بشخص رئيس الوزراء وليس بغيره حتى تحدد مسؤوليات الأخفاق ومواطن النجاح.... ويبدو أن الوقت سيطول كي يكتمل عقد الحكومة بكامل عديد وزرائها بضمنهم الوزراء الأمنيين، إذ تذهب تقديرات المتفائلين الى مالايقل عن شهر، فيما المتشائمين يقدرون أشهرا لا تقل عن ستة، بينما المتشائلين إن صح الوصف يقبلون بثلاثة أشهر، ومهما كانت المدة، سواءا مضى شهر أو ثلاثة أو ستة، فهذا فشل كبير تتعرض له العملية السياسية، ويعكس جسامة مستوى الصراعات بين الكتل السياسية، ويمكننا أن نعتبره فشلا طبيعي في الديمقراطيات المستقرة التي مضى زمن طويل على تداولها في أوطانها، غير أن الأمر ليس طبيعيا في ديمقراطية وليدة ما زالت تحبو، فيفترض بمن تصدوا للعملية السياسية بنسختها الديمقراطية أن يعبروا عن مستوى حرصهم على إستمرارية العملية السياسية وأن تنمو نموا سريعا وسليما، ولن يتم ذلك بطريقة التناحر والتنازع السائدة الآن، فهي طريقة تدل على أن مستوى وعي السياسيين بما ينتظره منهم الشعب قليل، وهم غير مستعجلين لأن يسيروا بسفينتهم الى أمام، وما زالت ذاتياتهم وذاتيات أحزابهم أهم من مصالح الشعب، وخير دليل على ذلك تركهم الميزانية وقانون النفط والغاز وقانون الأحزاب وحزمة ضخمة من القوانين على الرفوف وصار همهم من يتولى منصب مخصصاته أكثر من أربعين مليون دينار، وحتى لو نجحوا في تجاوز الأمر اليوم أو غد ، لكن ما جرى يبقى علامة ليست من صالحهم في سجلهم المملوء بالأخطاء، نحن نهمس في أذانهم وللتذكير فقط، وحتى لا يمشي الماء من تحت أقدامهم وهم لا يعلمون، فنقول: تذكروا أن الشعب العراقي يحفظ لكم ممارساتكم السياسية التي آذته كثيرا، بقليل من الود وكثير من الرفض، والأنتخابات القادمة قادمة باذن الله، وسترون كيف يترجم شعبنا الأبي مشاعر الرفض...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك