علي حسين غلام
يوم ليس كمثله يوم في حياة الكورد الفيليين ، يوم تحقق العدل القانوني وتم أعادة الأعتبار لكرامة وعزة سلبت من قبل سفاحو الشعوب وزمر العنصرية الطائفية ، يوم تأريخي يسجل في سفر تاريخ ملئ بصفحات المآثر والبطولات والمواقف الوطنية المشرفة والإلتزام بالمبادئ والقيم الأنسانية النبيلة التي هي رسالتنا ومنطلقنا الفكري لتحديد الأتجاهات والميولات وهمزة الوصل بين الاجيال الفيلية عبر بوابات الزمن التي وقفت ضدنا وبمؤازرة حكام طغاة في صدورهم غل وأحقاد بغيضة مارسوا أبشع أنواع الأرهاب الحقيقي والتطرف الأجرامي والتهجير والترحيل لتجري أنهاراً من الدماء الزكية الطاهرة لتروي أرض الرافدين من شماله الى جنوبه ومن شرقه حتى غربه ، لتكتب قصص وروايات ذات عناوين نضالية وأنسانية ملئها المآسي والآلام لتصبح شاهدة على حقبة سوداء جرى فيها ما لم يخطر ببال احد ، ولتكون أدلة دامغة وذرائع وحقائق موثوقة لجرائم العصر التي كانت الأساس في دعم المحكمة الجنائية لإدانة المجرمين وأعتبار الجرائم التي ارتكبت ضد الفيليين بالأبادة الجماعية ( جينو سايد ) والتي تترب عليها جملة من الاستحقاقات والحقوق الأعتبارية والمادية والمعنوية الوطنية والدولية ، فهنيئاً للثكالى واليتامى وكل منتظر لحبيب غائب نام شهيدا بين ضلوع أرض الوطن الذي ترعرع وعاش فيه وأفنى حياته من أجله ، فكان مصابكم جللاً وصبركم عظيماً وجلياً يعلو كل صبر محتسب في التاريخ ولتعلموا العالم الدروس والعبر وكيفية تحمل المحن والمصاعب ولتعطوا أنطباعات مذهلة وباهرة عن أمة فيلية وطنية مخلصة ذائبة في القيم الاخلاقية ومثال يحتذى في الأخلاص والأمانة والصدق لينظر اليكم كل متتبع ومنصف وذوي مرؤة وصاحب ضمير بأعتزاز وأحترام ، وعلى الاجيال الحاضرة والقادمة أن تفتخر وتتباهى بما حققته الأجيال السابقة وما تركت من آثار ومواقف وتعمل على تجسير العلاقة الحميمية بينها والتمسك بهمزة التواصل، وأن يستمدوا منها كل ما هو ايجابي وأبداعي من اجل تحقيق المشوار الذي سار عليه المضحون الاوائل والخروج من منطقة الظلام القسري الى منطقة النور والتفاءل الأختياري وأن نشعل شموع المبادرة وأحياء الامال المنسية ونبدأ مرحلة جديدة لوضع اللبنة الأساسية لأحلال العقلانية ومقتضياته في جميع الأنشطة ، ولعهد التكاتف والتآزر وأستعادت الذاكرة الجماعية ذات السمة المضيئة والكلمة الواحدة الهادفة لنيل الحقوق والأستحقاقات والشروع من شواطئ تضحيات الآخرين بروحية الأجيال الشابة وفق الأنماط الحوارية المعتدلة بعيداً عن التوتر والتشنج والأتكال والتشبث بمظلومية الماضي وما جرى لأنها تولد الكسل والملل وتقتل الأبداع وتهرم الفكر لتصبح بلا نفع سوى التخبط والجعجعة الفارغة ، وكذلك أنطلاق وفق رؤى فكرية حديثة تتماشى مع الأحوال العارضة المتغيرة بحسب الزمان والظروف ومستجدات التعايش السلمي والوطني ، وأن نطفيء ظمأ ولوعة النفوس لأثبات الذات الفيلية العميقة التي يتحرج الكثير من الأنتماء اليها بحجج معوجة ولأسباب تأريخية واهية صورت في الأذهان صورة قاتمة لمسرحية التبعية والولاء لدولة اخرى أو الخوف من عواقب الحكومات التي عمدت الى أخناع وأخضاع الاجيال الفيليه بأساليب وحشية في سبيل الأقصاء الأقتصادي والسياسي والعمل على أن يتدهور النتاج الأنساني والثقافي لها ، ويكون وسيلة دمار كلية يقضون على كل شيء وينسفون معها كل ما كسبه اجدادهم من تراث الحضارات والقيم النبيلة ، وكذلك من الأيام ومخالب القدر التي لا ترحم والتي تلاعبت بمقدرات الفيليين وعبثت بممتلكاتهم وسلبت الكرامة والمكانة الاجتماعية لهذا المكون وجعلته مشرداً مشتتاً بين العشائرية والمناطقية لا يقوى على البوح بقوميته ولملمة اطراف ثيابه وليتخبط بين دوامة تأمين العيش الكريم الرغيد الذي هو لبوسهم الحقيقي والحفاظ على الشرف والعفة والخصال الحميدة التي هي سماتهم ، لقد جاء اليوم الفيلي الخالد الذي فيه تم تثبيت هويتية العراقية بعد الشكوك والريبة منذ تأسيس العراق ودعمت هذه الحكومة قرارات المحكمة الجنائية العراقية العليا ودعت جميع الوزارات ذات الشأن برد الأعتبار والحقوق والأستحقاقات الوطنية لهذا المكون ، لنجعل من هذا اليوم العظيم يوماً وطنياً وقومياً للتذكير بقضيتنا وأستنهاض الروح داخل الجسد الفيلي ليأخد مكانته الحقيقية في التواجد والعيش السلمي المشترك في هذة الأرض والشراكة الوطنية في كافة الأصعدة ، والتي يتطلب جهود أستثنائية ودوافع خلاقة في بلورة مفاهيم جديدة تختلف في الشكل والمضمون عن الحقبة الماضية والتي يجب أن تتسم بالأعتدال والتسامح وقبول الآخر من حيث الفكر والرأي والميول والأتجاه وبالتالي الوصول الى معطيات ومناهج وصيغ توافقية ناضجة تصب في المصلحة الفيلية وترتقي بالواقع نحو الرقي والتطور بما يتناسب مع التاريخ والمكانة الأجتماعية والسياسية والأقتصادية لهذا المكون الذي أستحق كل تلك التضحيات الجسام ويستحق المزيد من أجل أبراز العقول والكفاءات والقدرات والأمكانيات وكل ما موجود من أستنارة وثقافة وعمق في الرحم الفيلي ليأخذوا دورهم في بناء عراق التغيير والمطالبة بالأستحقاقات الوطنية وفق العدالة التعويضية لرفع الظلم والحيف وأعادة الحقوق المغتصبة ، وعليه يجب التركيز والأهتمام بما نريد من الغايات والأهداف في المرحلة الحالية وإلا سنكون مجبرين على أن نتقبل ما نحصل عليه .
https://telegram.me/buratha