المقالات

البناء الداخلي للإنسان مصدر السعادة والشقاء

1188 09:51:00 2011-01-02

وليد المشرفاوي

المسيرة الإنسانية التي أرخت للإنسان أفصحت وبشكل واضح إن الأمم التي تركت بصماتها على مجمل المسيرة وحفظت بسفينتها جوانب مهمة من الحياة وكان لاشراقتها الأثر المهم على المجتمعات بل أنها مثلت قبلة للناس ومحط رحالهم ومرافئ لتحقيق آمالهم وتطلعاتهم إنما كان ذلك بما سوقته من سلامة الأفكار وقوة العقيدة فاقترن وجودها بالخير والصلاح وذكرها بالتقدم والرفاه فصار الانتماء إليها مفخرة والإشارة إليها رفعة وعزة.التقاطعات التي تعيشها المجتمعات الإنسانية والاختلاف الكبير في أنماط حياتها الاجتماعية والذي يتأرجح بين سجن كبير يئن ساكنيه من قيود الظلم والجور والعدوان إلى حياة لا يصدق معها الكبت والقهر والحرمان وبين ذاك وذاك مجتمع يحاول سرقة هوية أبنائه بحريات مصطنعة وحياة موهومة زائفة فيصور لهم السراب حقيقة والخيال واقعا والشهوات غاية وهدفا إلى مجتمع يحاول أن يربط اسمه بالسماء ورسمه بالدين والعقيدة وهو لا يفقه من هذه المفردات إلا أشكالها وعناوينها ويبقى الإنسان إلى ما تشرق به نفسه ويتعالى به شأنه وتتكامل بالاتصال دنياه ويعتلي عرش الرضوان ويسير طاعة للرحمن.نور الإسلام الذي أشرق على الجزيرة العربية فأحال قسوتها وجفافها إلى مصدر للخير والعطاء وأحال النفوس وما يتحكم بها من ظلام الجهالات وشياع الرذائل والتفاهات إلى نماذج تقتدى وقدوات تحتذى فانقلب الصراع إلى وئام والفرقة إلى التئام , واستقام الواقع ونطقت الحقيقة وتحول الخلق العربي الجاف المملوء عنفا وتعسفا وظلما وجورا إلى خلق رفيع يسمو على كل القيم والأعراف التي فرضتها أجواء الجزيرة وصحرائها وأصبح كل واحد من هؤلاء الذين كانوا من قبل قليل أعرابا يلوكون جشب العيش ويقتاتون خشنه سفراء للإنسانية وروادا للإسلام يشيعون الإخاء والمحبة ويصدرون الخير والصلاح.مجتمعنا الذي تتلاطمه الاختلافات وتعصف به التقاطعات بحاجة ماسة إلى رجال كرجال الأمس يلقون حملتهم من على أكتافهم ويضعون عنهم وزرهم والأغلال التي كانت عليهم وينهضون بواقع يخلو فيه السوق والحارة والمدرسة والمسجد من ثقافة عقائدية متينة يتسلح بها الإنسان ضد جراثيم الثقافات المستوردة وقشور الحضارة الزائفة..التحول الكبير في الحياة السياسية الذي بني على أنقاض دولة عصفت بالبلاد طيلةربع قرن ونيف وأزالت حقبة صدامية مظلمة ومكنت رواد الفكر وأبناء العقيدة الحقة الصادقة أن يقولوا كلمتهم بكل حرية وان ينفذوا إلى قلب المجتمع بملئ الإرادة , يجب أن يستثمر خير استثمار ويوظف بأكمل وجه فأصحاب الفكر والعقيدة والمعرفة مطالبون اليوم بتفعيل كافة وسائل الإيضاح والتبيين من قل ودواة لخدمة سفر الله العظيم ودينه القويم ومجتمع يتضور جوعا لالتهام الحقيقة المغيبة ويتلظى عطشا لارتشاف الكلمة الصادقة .الإنسان الذي كان تحمل ولا زال آثار الحقبة المظلمة الصدامية التي حاولت مسخ هويته وإفراغ محتواه هو بحاجة إلى قراءة دقيقة لتشخيص الخلل ووضع العلاج والعمل على بنائه وصيانته ليكون أنسانا نافعا قويا في محتواه مصونا عند المواجه.وما استعرض من عناوين تشير إما القوة والصلاح أو الضغط والهوان إنما مرده إلى النظام الاجتماعي الذي يتحكم في تنظيم علاقات الإنسان وبرمجة حياة المجتمع وهذا النظام الاجتماعي هو حصيلة أفكار الإنسان ومعتقداته لذلك ما يعيشه الفرد والمجتمع إنما هو إفرازات المحتوى الداخلي للإنسان .لذلك يتوجب بناء الإنسان عقائديا وصيانته فكريا كجزء من عمل دؤوب ومتواصل تقوم به مؤسساتنا الفكرية والثقافية والإعلامية والتبليغية لإرساء قواعد الجماعة الصالحة وبناء صرح المجتمع النزيه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك