حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
قد لا يستغرب البعض أن يتولى شخص منصب وزاري وهو مؤهل تماما لان يحتوي هذا المنصب باعتبار إن ما لديه من محصلات تؤكد انه قادر على إدارة هذا المنصب او على اقل تقدير هو من اختصاصاته التي تعلمها أثناء دراسته الأكاديمية والمهنية ، وهذا بالطبع من باب وضع الشخص المناسب في المكان المناسب . كما قد لا يستغرب احد عند إسناد وزارة معينة إلى وزير كان في وزارة أخرى في الحكومة السابقة وهما ( أي الوزارتان ) قريبتان من بعضهما من الناحية العلمية والعملية كما هو الحال في وزارات الإسكان والاعمار والأشغال والبلديات وأمانة بغداد ووزارة البيئة والعلوم والتكنولوجيا وغيرها من الوزارات الخدمية ، فهذه الوزارات يمكن للوزير أن يتنقل فيما بينها باعتبارها وزارات خدمية وتؤدي أغراض متشابه تقريبا ، أي بمعنى أدق يمكن لشخص لديه شهادة الهندسة أن يتولى هذه الوزارات اذا ما توفرت فيه الشروط الأخرى ، ولكن أن يتولى شخص عسكري ووزير دفاع سابق وزارة الثقافة هذا ما لا يمكن أن يصدق ..! فأين الانضباط العسكري والأسلحة الحربية والقوانين العسكرية الصارمة والأفواج والسرايا والطائرات والدبابات والألغام والعقوبات والإجازات والرتب والقيافة العسكرية وخطط الهجوم والدفاع والحركات والرصد وغيرها من الأسماء الكثيرة في وزارة الدفاع من السينما والمسرح والرسم والشعر والأدب والقصة والخاطرة والنقد الأدبي والكتابة والفن التشكيلي والمهرجانات السينمائية والثقافية والعلاقات البعيدة عن ثقافة العسكرة ..؟؟ فشتان ما بين الدفاع والثقافة وهذا البون الواسع بين الوزارتين سيجعل مهمة الوزير صعبة للغاية .. فكيف سيوفق السيد سعدون الدليمي العسكري ليكون وزيرا للثقافة أم إن العراقي أصبح مثل (( الطماطة )) ..؟.
https://telegram.me/buratha