المقالات

ضحايا التركيع المبرمج /


حافظ آل بشارة

مازال عدد كبير من رجال الجهاد الاقدمين ينتظرون ان يسأل عنهم أحد فهم يكابرون ويرفضون الوقوف على ابواب الحاكمين لأنهم قاتلوا لاجل شيء اعظم من السلطة واغلى من امتيازاتها ، المقاتلون البدريون من رموز المقاومة الثمانينية وابناء الانتفاضة الشعبانية الشهداء الاحياء يتصورون ان العراق يحترم من يقدمون حياتهم ثمنا لانقاذه ، شاهدوا بعض اخوانهم في السلطة منهمكين في اقتسام الحطام ، فان عاتبوهم على الاهمال والتنكر لهم اجابوهم بكلمات مختصرة ونفاد صبر : (اسكتوا رجاء فان امريكا هي التي انقذتنا) . المجاهدون الذين شاخوا هم رموز الهجرة والجهاد وقد استهلكوا شبابهم في خنادق المقاومة بدل ان تتخذ منهم الدولة الجديدة طاقات لادارة شؤون البلاد لما يتمتعون به من نزاهة وتواضع وصدق وايثار تركوهم منسيين في الزوايا المظلمة وصادروا حتى حقوقهم الطبيعية ، فمن الطبيعي ان تترتب لهذه الشريحة حقوق عادية فيكون لكل منهم منزل يؤويه وراتب يكفيه ويكفي عياله ، ولكن حتى هذا الحق البسيط لم يحصلوا عليه ، ادرجوا اسماءهم ضمن عملية دمج المليشيات وهم يعلمون ان بدرا ليس مليشيا وليس عصابة تريد ان تحصل على حقوقها مقابل القاء سلاحها بل هي مدرسة للفداء والشهادة والتضحية وتضم خيرة ابناء هذا البلد وانصعهم سيرة وتأريخا ومن الأهانة ان يجري التعامل معهم بقانون الدمج الذي ينظر اليهم كفئة تم ترويضها ودمجها في المجتمع المدني ، وعبر هذه الرؤية القاصرة فقد المضحون اعتبارهم الاخلاقي وفقدوا حقوقهم ولم يحصلوا الا على رواتب رمزية لا تسد حاجة ولا تكفي اسرة ، ولم تحل مشكلة السكن لديهم فقد ادرجوا ضمن النازحين العائدين الى الوطن ! اعتبروهم مثل مهجري الفيضانات ! او نازحي المجاعة أو المطرودين من وطنهم ! هؤلاء المجاهدون المهاجرون الذين كانوا اصحاب مشروع وحملة رسالة لماذا تنتزع عنهم صفتهم السياسية ؟ أما الذين يتاجرون بدماءهم فهم لا يواصلون اهمالهم فقط بل يرفضون الاعتراف بمظلوميتهم ويطردونهم من ابواب مكاتبهم ، لاجل حسن الظن وحمل افعال الاخوان على سبعين محمل ونقد الاعمال وليس النوايا تصور هؤلاء المظلومون ان ما اصابهم في عهد حكومة الوحدة الوطنية سيجري اصلاحه في عهد حكومة الشراكة الوطنية ، وفي اول محاولة لشرح مظلوميتهم قيل لهم ان بامكانهم تقديم شكوى الى فلان الفلاني الذي اصبح من رموز احدى الرئاسات الاساسية في العراق الجديد فهو رحيم لا يظلم عنده أحد ، لكنهم اكتشفوا انهم يرفعون شكواهم الى احد جلاديهم القدامى جماعة الزيتوني ، وهنا اصبح واضحا لديهم ان القضية ليست قضية خطأ عابر او اشتباه طارئ أو سبعين محمل بل القضية اكبر وهي مما لا يمكن شرحه ، احدهم قرر الانسحاب من توقيع الطلب الجماعي المرفوع الى ذلك الرفيق ، قال : أخشى ان يحل مشكلتنا فنكتشف ان رسالتنا المقدسة كلها كانت وهما او خطأ تأريخيا من الحجم الكبير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
طائر الابابيل
2010-12-31
نعم بارك الله فيك لقد تكلمت فانصفت ولكن هنالك ملاحظة اود لفت نضركم اليها هي ان ليس كل من انتفظ في الشعبانيه المباركة هم منتمون الى تيارات وجهات ومنظمات سياسيه وطنيه هي كانت انتفاظه بريئه تحمل بين جنباتها اخلاق علي ومبادى الحسين ومظلوميه الحسن واهداف محمد ص واله وهيهات على من قدم دمائه ونفسه الزكيه ان ينتظر ثمن او جزاء لقاء عملهم هذا ولكنهم يرون ان من يقوم بالامر اليوم اغلبهم ثله من الانتهازين ولا يصلحون للمسؤوليه وعليه فليس لهم الحق في اي منصب لانهم سلبوا حق ليس لهم فيه قيد حبه خردل
عدنان فرج الساعدي
2010-12-30
اخي حافظ جزاك الله خيرا ,,,, اقسم ان مناضلي فيلق بدر قد ظلموا من قبل الاجهزة الرسمية التي تعامل البعثيين افضل من معاملتها للبدريين,, ويستقبل البعثي استقبال ال VIP بينما غالبا ما يعامل البدريون معاملة غير المرحب بهم ,,, والاسباب متعددة في هذا الجانب الا ان السبب الرئيس يكمن فينا ؟؟؟؟؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك